السلام عليكم ورحمة الله

لا ينكر أحد أن المال والظروف الحسنة هي مؤهلات للنجاح وإن كان نوع النجاح يختلف من شخص لآخر فهناك من يسعون الى تحصيل المال وبلوغ الثراء ، يؤهلهم الى ذلك وجود رأس مال وموارد أخرى تتعلق بالميدان ، وهناك من يسعون الى كتابة أسمائهم ضمن شخصيات علمية عالمية ، فيجدون ظروفا مساعدة على ذلك كالقرب من مرافق علمية وتوفر المال الذي يغنيهم عن الاهتمام بالعمل في فترة صناعة النجاح ، ومن منا لم تؤثر فيه الفرو قات الاجتماعية في الجامعة فبعض الطلبة يأتون الجامعة في سيارات فخمة ، ولا يتعسر عليهم الحصول على المراجع أو المساعدات من ذوي الخبرة قبل أن يكون الحاسب والانترنت عند أبسط الناس ، إلا أن الظروف الصعبة تصنع العظمة والنجاح لمن يحسنون التعامل معها ، وتحويل المحن إلى منح والفشل إلى نجاح ، وليس مجرد قول فقط بل هو خلاصة لتتبع حياة المميزين الذين فرضوا أسماءهم على صفحات التاريخ ، وبداية بسيد الأولين والآخرين – صلى الله عليه وسلم – فقد كان من وراء عيشه يتيما فقيرا حكمة وهي صناعته وتهييئته للأمر العظيم – الرسالة- ، ولقد رافقت الحياة العسيرة الرسول –صلى الله عليه وسلم – وصحابته الكرام منذ أن نادى في قريش وقال إني رسول الله إليكم ،
: (ألم * أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنَّا وهم لا يفتنون >وكم أعجبني كتاب قصص نجاح المشاهير وقد تناول معاناتهم وبساطة عيشهم وظروفهم الصعبة التي دفعتهم إلى البحث عن مسلك إلى النجاح بتفاؤل ومثابرة فالمتشائم هو من يجعل الفرص التي تتاح له صعابا .. والمتفائل هو من يجعل من الصعاب فرصا تغتنم ، ومن كان همه النجاح لا يهتم لفشل قد فشله فالذين لا يبكون لا يعرفون معنى الابتسامة كما يقول المثل ، وقد أعجبني في هذا المقام كلام الدكتور عائض القرني قال <إن عبيد ساعاتهم الراهنة وأرقاء ظروفهم القاتمة لا يرون إلا الضيق والنكد والتعاسة ، لأنهم لا ينظرون إلا إلى جدار الغرفة وباب الدار فحسب ، ألا فليمدوا أبصارهم وراء الحجب وليطلقوا أعنة أفكارهم إلى ماوراء الأسوار . إذا فلا تضق ذرعا فمن المحال دوام الحال ،وأفضل العبادة انتظار الفرج ، الأيام دول ، والدهر قلب ،والليالي حبالى والغيب مستور ، والحكيم كل يوم هو في شأن ، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ،وإن مع العسر يسرا .>

الدعاء الصالح لا تنسونا