ربما كان القليل من القراء هو الذي يستطيع أن يتذكر متى أدخل التلفاز إلى المنزل، ولكن الكثير يتذكر دخول ##### الأقمار الصناعية، التي عارض الكثيرون دخولها للمنازل بسبب نوعية القنوات السيئة والمضلة التي من الممكن أن تدخل في منازلنا، وفي الوقت نفسه كان البعض يؤيد دخولها للمنازل بسبب الفوائد والمعلومات المكتسبة منها. وكلا الجانبين - من وجهة نظري - كان محقاً، ولكن كان من المهم تكوين ثقافة عالية لدى مقتني هذه ال##### لتجنب المساوئ مع جني لفوائدها.
وبعدما بدأت تقنية الإنترنت في الانتشار، أصبح الكثير من الأشخاص يسارعون من أجل الحصول عليها وذلك لعدة أسباب؛ منها التجاري ومنها العلمي ومنها الشخصي. ولكن كان من الضروري الاستعداد لدخول هذه التقنية الرائعة للمنازل. حيث إنه بواسطة تقنية الشبكات اللاسلكية الحديثة، أصبح كل شخص في المنزل يستطيع أن يستخدم الإنترنت في أي مكان في المنزل. وهنا مكمن الخطورة - برأيي الشخصي - لأن الطفل أو المراهق - ذكراً كان أم أنثى - أصبح بإمكانه الانعزال والغوص بالإنترنت لساعات طوال بدون انقطاع في غرفته، وبما يترتب على ذلك من مشاكل سوء استخدام الإنترنت، والتي من أبرزها:
1- الانعزال والانطوائية للمستخدم.
2- إمكانية الدخول لمواقع محظورة (أخلاقية أو فكرية) حتى مع الحجب المطبّق من قبل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات.
3- إمكانية التغرير بالمستخدم القاصر لعمل شيء مشين، ومن أراد الإطلاع على ما يمكن تغرير القاصر به فليطّلع على مجلة (النيويورك تايمز) عن الطفل جستن (Justin) بتاريخ 19ديسمبر 2005م.
4- هدر وقت كبير بدون أية فائدة، مما قد يؤثر على المستوى الدراسي للطلاب والطالبات.
لقد سئلت من قبل الكثير من الأصدقاء عما يمكن عمله لتفادي مضار هذه التقنية المفيدة والتي أصبحت ضرورة ملحة في الوقت الراهن، وهذا ملخص لمقترحاتي:
1- وضع استخدام الإنترنت في مكان يتيح للراشدين في المنزل الاطلاع على المواقع التي يتم زيارتها من بعد.
2- تثقيف جميع من في المنزل عن الإنترنت وعن المشاكل الممكنة من إساءة استخدامها.
3- طرح نقاش في الاجتماع العائلي عن المواضيع التي يمكن البحث عنها في الإنترنت ومناقشتها في اجتماع لاحق.
4- هناك بعض البرامج التي يمكن وضعها في أجهزة الحاسب الآلي والتي تمكّن الأب أو الأم من رصد كل موقع يتم الدخول إليه وكل ما يتم كتابته على لوحة المفاتيح.
5- الاتفاق على وقت محدد في اليوم لاستخدام الإنترنت.
ومع كل هذه المحذورات والإجراءات، فإنه لابد من التسليم بضرورة استخدام الإنترنت في المنزل، ليس فقط للاستخدام الشخصي، بل وللتحصيل العلمي. وأخيراً أتمنى من الوالدين عدم التفكير في منع دخول الإنترنت للمنزل، والتماشي مع ما هو منطقي وعقلاني في التعامل مع هذه التقنية.