الحسن البصرى والحجاج


قال تعالــى : ( الذيـــن قـــال لهـــم النـــاس .. إن النـــاس قـــد جمعـــوا لكـــم فاخشوهـــم .. فزادهـــم ايمـــان .. وقـالـــوا (( حسبنــــــا اللـــــــه ونعــــم الوكيــــــل )) فانقلبــوا بنعمــة مــن اللـــه .. وفضــل .. لــم يمسسهــم ســـوء .. واتبعــوا رضـــوان اللــــه .. واللـــه ذو فضـــل عظيــــم ) صدق الله العظيم


الحسن البصري عالم جليل وتابعي كبير
ناطق بالحق لا يخشى في الله لومة لائم
كان الحسن من الرجال القلائل الذين تصدوا لطغيان الحجاج الثقفي وجهر بين الناس بسوء أفعاله من ذلك أنّ الحجاج ابتنى لنفسه بناءا في " واسط "
فلما فرغ منه دعا الناس أن يخرجوا للفرجة عليه والدعاء له بالبركة
فلم يشأ الحسن أن يضيع على نفسه فرصة اجتماع الناس هذه
فخرج إليهم ليعظهم ويذكرهم ولما بلغ المكان ونظر إلى جموع الناس تطوف بالقصر مأخوذة بروعة بنائه وقف فيهم خطيبا وقال :
لقد نظرنا فيما ابتنى أخبث الأخبثين فوجدنا أنّ فرعون بنى وشيد أعظم مما بنى وشيد
ثم اهلك الله فرعون واتى على ما بنى وشيد
ليت الحجاج يعلم أنّ أهل السماء قد مقتوه وان أهل الأرض قد غروه
ومضى في حديثه حتى أشفق عليه احد الحاضرين من نقمة الحجاج
فقال له حسبك يا أبا سعيد ...... حسبك
فقال له الحسن لقد اخذ الله الميثاق على أهل العلم لتبيننه للناس ولا تكتمونه
وفي اليوم التالي دخل الحجاج إلى مجلسه وهو يتميز غضبا وقال لجلاسه تبا لكم وسحقا يقوم عبد من عبيد البصرة ويقول فينا ما يقول ثم لا يجد فيكم من يرده والله لأسقينكم من دمه
ثم أمر بالسيف والنطع " بساط من جلد يوضع عليه المحكوم بقطع الرأس "
ودعا الجلاد ثم وجه من يحضر له الحسن
فلما وقف الحسن بباب الحجاج ورأى ما رأى حرك شفتيه بكلام ثم دخل
فأقبل عليه الحجاج وقد هابه اشد الهيبة وقال له
هاهنا يا أبا سعيد ها هنا حتى أجلسه إلى جانبه واخذ يسأله عن أمور الدين
ثم دعا بعطر فعطرله لحيته وودعه وهو يقول أنت سيد العلماء يا أبا سعيد
فتبعه احدهم وقال والله لقد دعاك لغير هذا ولكن حركت شفتك بكلام فما قلت
فقال : قلت اللهم يا ولي نعمتي وملاذي عند كربتي اجعل نقمته بردا وسلاما علي
كما جعلت النار بردا وسلاما على إبراهيم





موقف قل من يقفه أمام حاكم خصوصا إن كان ظالما
ولكن صدق الإيمان ورباطة الجأش دعته إلى هذا فاستجاب الله دعاءه
فانظر واسمع وتأمل ثم قرر ما تقول وما تعمل




قال الرسول صلى الله علية وسلم (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك , رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه الترمذي


اللهم إنا نعوذ بك من شر كل ذي شر لانطيق شره و ندرأ بك في نحره و نستعينك عليه فاكفنا الأشرار بما شئت وكيف شئت .اللهم من كادنا فكده يا الله واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه