بما ان موضوع تخطيط الموارد البشرية مازال الى الآن في أكثر المؤسسات غير منفذٍ بشكله الحقيقي، فإنني أُرجع أسباب ذلك بالدرجة الأولى الى عدم فهم المعنيين بتنفيذ هذا التخطيط لخطوات وآليات وأيضاً خطورة تخطيط الموارد البشرية. ولو علم هؤلاء ما لتخطيط الموارد البشرية من تأثير ايجابي على تطور منظمتهم او بالحدّ الأدنى الحفاظ عليها حين حدوث الأزمات، لو علموا تأثير ذلك لما تركوا تخطيط مواردهم البشرية أبداً.
إذن لا بدّ في البداية من معرفة من هم المعنيون بشكل رئيسي عن تخطيط الموارد البشرية؟! لذا فنحن نُجيب بالتالي؛
إن جميع من في المؤسسة هو معني بطريقة أو بأخرى عن تخطيط الموارد البشرية الا أن الأكثر تأثيراً في هذه العملية هم أربعة:
١- الإدارة العامة
فهي التي عليها تحديد التوجه العام لهذه السنة في احدى حالتين؛ الأولى هي النمو والتوسع في التوظيف والثانية هي الانكماش وتخفيض عدد الموظفين. وقد تطلب الادارة العامة حالة الثالثة وهي الثبات والاستقرار، فلا توظيف جديد ولا تسريح من العمل.
٢- مدراء الأقسام
حيث سيكون على عاتقهم دورٌ احصائي لما نقصهم هذا العام من موظفين وبالتالي وقعوا بالعجز من حيث عدد الموظفين أو زاد عندهم هذا العام من العديد وبالتالي فالحالة هنا الفائض في عديد الموظفين. يقوموا بعدها بتسليم التقارير والبيانات اللازمة _ وفيها شرح للعجز او للفائض من الموظفين مع اقتراح حلٍّ لكل حالة _ لإدارة الموارد البشرية.
٣- الموارد البشرية
وهي قطب الرحى في هذه العملية، حيث عليها تلقي التوجه العام من الادارة العليا لتطبيقه، وعليها تلقي التقارير والبيانات من مدراء الأقسام لتحليلها بالاضافة الى دراسة اقتراحات مسؤولي الأقسام أو اقتراح اجراءات جديدة لعلاج حالات العجز او الفائض في المؤسسة.
٤- المحلل الوظيفي:
وهو صاحب الدور الأكبر من فريق الموارد البشرية حيث يتوجب عليه تحليل البيانات الواردة من مدراء الأقسام ودراسة اقتراحاتهم من زيادة او تخفيض لعديد موظفي قسمهم. ويقوم المحلل الوظيفي بكلّ ذلك بناء على تحليل عبء العمل الذي عليه أن يقوم به عند كل اقتراح جديد لوظيفة جديدة في المؤسسة٠

لذا، فعندما يقوم كلٌّ من هؤلاء الافراد بدوره في هذه العملية سنجد أننا نسير قُدُماً في تحقيق تخطيطٍ حقيقي لادارة الموارد البشرية في منظمتنا.