النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: خطير للغاية: آثار الذنوب على الأفراد والشعوب

#1
الصورة الرمزية أبو مريم
أبو مريم غير متواجد حالياً أقدمية
نبذه عن الكاتب
 
البلد
لبنان
مجال العمل
موارد بشرية
المشاركات
30

هام خطير للغاية: آثار الذنوب على الأفراد والشعوب

آثار الذنوب على الأفراد والشعوب

المقدمة


إِنَّ الحَمدَ لِلّٰهِ نَحمَدُهُ وَنَستَعِينُهُ وَنَستَغفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللّٰهِ مِن شُرُورِ أَنفُسِنَا وَمِن سَيِّئَاتِ أَعمَالِنَا، مَن يَهدِهِ اللّٰهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَن يُضلِل فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلـٰهَ إِلَّا اللّٰهُ، وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعدُ: فَإنَّ خَيرَ الكَلامِ كَلامُ اللّٰهِ، وَخَيرَ الهَديِ هَديُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحدَثَةٍ بِدعَةٌ، وَكُلَّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلَّ ضَلالَةٍ فِي النَّارِ.
وَبَعدُ: «اقشَعَرَّتِ الأَرضُ وَأَظلَمَتِ السَّمَاءُ، وَظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ مِن ظُلمِ الفَجَرَةِ، وَذَهَبَتِ البَرَكَاتُ، وَقَلَّتِ الخَيرَاتُ، وَتَكَدَّرَتِ الحَيَاةُ مِن فِسقِ الظَلَمَةِ، وَبَكَى ضَوءُ النَّهَارِ وَظُلمَةُ اللَّيلِ مِنَ الأَعْمَالِ الخَبِيثَةِ وَالأَفعَالِ الفَظِيعَةِ، وَشَكَا الكِرَامُ الكَاتِبُونَ إِلَى رَبِّهِم مِن كَثرَةِ الفَوَاحِشِ وَغَلَبَةِ المُنكَرَاتِ وَالقَبَائِحِ! قَسَتِ القُلُوبُ وَكَثُرَتِ الذُّنُوبُ وَانصَرَفَ الخَلقُ عَمَّا خُلِقُوا لَهُ، فَعَظُمَ بِذَلِكَ المُصَابُ وَاستَحكَمَ الدَّاءُ وَعَزَّ الدَّوَاءُ. وَهَذَا - وَاللّٰهِ - مُنذِرٌ بِسَيلِ عَذَابٍ قَدِ انعَقَدَ غَمَامُهُ، وَمُؤذِنٌ بِلَيلِ بَلَاءٍ قَدِ ادلَهَمَّ ظَلَامُهُ»[1] بِمَا كَسَبَتْ أَيدِي العِبَادِ.
«إِنَّ المَعَاصِي تُخَرِّبُ الدِّيَارَ العَامِرَةَ، وَتَسلُبُ النِّعَمَ البَاطِنَةَ وَالظَّاهِرَةَ. فَكَم لَهَا مِنَ العُقُوبَاتِ وَالعَوَاقِبِ الوَخِيمَةِ؟! وَكَم لَهَا مِنَ الآثَارِ وَالأَوصَافِ الذَّمِيمَةِ؟! وَكَم أَزَالَت مِن نِعمَةٍ وَأَحَلَّت مِن مِحنَةٍ وَنِقمَةٍ؟!»[2].
وَهَل فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ شَرٌّ وَدَاءٌ إِلَّا وَسَبَبُهُ ارتِكَابُ القَبَائِحِ وَالمُوبِقَاتِ، وَاجتِرَاحُ المَعَاصِي وَالسَّيِّئَاتِ؟ فَالذُّنُوبُ هِيَ أَسَاسُ البَلَاءِ وَأَصلُ الوَبَاءِ.
«فَمَا الَّذِي أَخرَجَ الأَبَوَينِ مِنَ الجَنَّةِ، دَارِ اللَّذَّةِ وَالنَّعِيمِ وَالبَهجَةِ وَالسُّرُورِ، إِلَى دَارِ الآلَامِ وَالأَحزَانِ وَالمَصَائِبِ؟
وَمَا الَّذِي أَخرَجَ إِبلِيسَ مِن مَلَكُوتِ السَّمَاءِ وَطَرَدَهُ وَلَعَنَهُ وَمَسَخَ ظَاهِرَهُ وَبَاطِنَهُ فَجَعَلَ صُورَتَهُ أَقبَحَ صُورَةٍ وَأَشنَعَهَا، وَبَاطِنَهُ أَقبَحَ مِن صُورَتِهِ وَأَشنَعَ، وَبُدِّلَ بِالقُربِ بُعدًا، وَبِالرَّحمَةِ لَعنَةً، وَبِالجَمَالِ قُبحًا، وَبِالجَنَّةِ نَارًا تَلَظَّى، وَبِالإِيمَانِ كُفرًا؟
وَمَا الَّذِي أَغرَقَ أَهلَ الأَرضِ كُلَّهُم حَتَّى عَلَا المَاءُ فَوْقَ رُؤُوسِ الجِبَالِ؟
وَمَا الَّذِي سَلَّطَ الرِّيحَ عَلَى قَومِ عَادٍ حَتَّى أَلقَتهُم مَوتَى عَلَى وَجهِ الأَرضِ كَأَنَّهُم أَعجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ، وَدَمَّرَت مَا مَرَّت عَلَيْهِ مِن دِيَارِهِم وَحُرُوثِهِم وَزُرُوعِهِم وَدَوَابِّهِم حَتَّى صَارُوا عِبرَةً لِلأُمَمِ إِلَى يَومِ القِيَامَةِ؟
وَمَا الَّذِي أَرسَلَ عَلَى قَومِ ثَمُودَ الصَّيحَةَ حَتَّى قُطِّعَت قُلُوبُهُم فِي أَجوَافِهِم وَمَاتُوا عَن آخِرِهِم؟
وَمَا الَّذِي رَفَعَ قُرَى اللُّوطِيَّةِ حَتَّى سَمِعَتِ المَلَائِكَةُ نَبِيحَ كِلَابِهِم، ثُمَّ قَلَبَهَا عَلَيهِم، فَجَعَلَ عَالِيَهَا سَافِلَهَا، فَأَهلَكَهُم جَمِيعًا، ثُمَّ أَتبَعَهُم حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَمطَرَهَا عَلَيهِم، فَجَمَعَ عَلَيْهِم مِنَ العُقُوبَاتِ مَا لَمْ يَجمَعهُ عَلَى أُمَّةٍ غَيرِهِم، وَلِإِخوَانِهِم أَمثَالُهَا، وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ؟
وَمَا الَّذِي أَرسَلَ عَلَى قَومِ شُعَيبٍ سَحَابَ العَذَابِ كَالظُّلَلِ، فَلَمَّا صَارَ فَوْقَ رُؤُوسِهِم أَمطَرَ عَلَيْهِم نَارًا تَلَظَّى؟
وَمَا الَّذِي أَغرَقَ فِرعَونَ وَقَومَهُ فِي البَحرِ ثُمَّ نُقِلَت أَروَاحُهُم إِلَى جَهَنَّمَ، وَالأَجسَادُ لِلغَرَقِ، وَالأَروَاحُ لِلحَرْقِ؟
وَمَا الَّذِي خَسَفَ بِقَارُونَ وَدَارِهِ وَمَالِهِ وَأَهلِهِ؟
وَمَا الَّذِي أَهْلَكَ القُرُونَ مِن بَعدِ نُوحٍ بِأَنوَاعِ العُقُوبَاتِ وَدَمَّرَهَا تَدمِيرًا؟»[3].
سُبحَانَ اللّٰهِ وَبِحَمدِهِ. غَرَقٌ وَحَرِيقٌ وَرِيحٌ عَقِيمٌ. ﴿ما تَذَرُ مِن شَيءٍ أَتَت عَلَيهِ إلا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيم﴾ [الذاريات: 24]. وَصَيحَةٌ وَاحِدَةٌ تَجعَلُ العُصَاةَ كَالهَشِيمِ. وَخَسفٌ مُرَوِّعٌ يَجعَلُ عَالِيَ الأَرضِ سَافِلَهَا. وَمَطَرٌ بِالحِجَارَةِ مِنَ السَّمَاءِ. وَسَحَابٌ يُمطِرُ نَارًا تَلَظَّى. أَفَلَا يَعتَبِرُ اللَّاحِقُونَ بِالمَاضِينَ؟!
مَا هِيَ آثَارُ الذُّنُوبِ عَلَى الأَفْرَادِ وَالشُّعُوبِ؟ هَذَا أَوَانُ الحَدِيثِ عَنْهَا فَأَلْقِ سَمْعَكَ وَأَحْضِر قَلْبَكَ. وَكُن مِنَ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ.
الراجي عفو ربه

عبد الهادي بن حسن وهبي


[1] «الفوائد» (ص 88 - 89)، لابن قيِّم الجوزيَّة [مكتبة المؤيَّد - الرياض].

[2] «المجموعة الكاملة» (6/118)، للعلَّامة السعدي رحمه الله.

[3] «الداء والدواء» (ص 65 – 67).
التعديل الأخير تم بواسطة أبو مريم ; 13/2/2010 الساعة 10:37

#2
الصورة الرمزية أبو مريم
أبو مريم غير متواجد حالياً أقدمية
نبذه عن الكاتب
 
البلد
لبنان
مجال العمل
موارد بشرية
المشاركات
30

آثار الذنوب على الأفراد والشعوب 2

آثار الذنوب على الأفراد والشعوب 2


إِنَّ أَضرَارَ المَعَاصِي، وَشُؤمَ الذُنُوبِ عَظِيمٌ وَخَطِيرٌ؛ وَلَهَا «مِنَ الآثَارِ القَبِيحَةِ المَذمُومَةِ، وَالمُضِرَّةِ بِالقَلبِ وَالبَدَنِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، مَا لَا يَعلَمُهُ إِلَّا اللّٰهُ»[1]. فَمِنهَا:

أَوَّلًا: حِرمَانُ العِلمِ: فَالعِلمُ نُورٌ يَقذِفُهُ اللّٰهُ فِي القَلبِ، وَالمَعصِيَةُ تُطفِئُ ذَلِكَ النُّورَ، فَكَم هِيَ المَعَارِفُ الَّتِي تَعَلَّمنَاهَا ثُمَّ تَاهَت فِي سَرَادِيبِ النِّسيَانِ، كَانَ سَبَبَ ذَلِكَ المَعَاصِي.
فَكَمْ مِنْ حَافِظٍ لِكِتَابِ اللّٰهِ أُنسِيَهُ حِينَ تَعَلَّقَ قَلبُهُ بِمَعصِيَةٍ، وَكَم مِن مُجِدٍّ فِي الدَّعوَةِ إِلَى اللّٰهِ حُرِمَ بَرَكَةَ ذَلِكَ بِسَبَبِ الذُّنُوبِ.
شَكَوتُ إِلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفظِي***** فَأَرشَدَنِي إِلَى تَركِ المَعَاصِي
وَقَالَ: اعلَم بِأَنَّ العِلمَ فَضلٌ*****وَفَضلُ اللّٰهِ لَا يُؤتَاهُ عَاصٍ
قَالَ شَيخُ الإِسلَامِ رحمه الله: «وَاللّٰهُ سُبحَانَهُ جَعَلَ مِمَّا يُعَاقِبُ بِهِ النَّاسَ عَلَى الذُّنُوبِ: سَلْبَ الهُدَى وَالعِلمِ النَّافِعِ»[2].
وَلَمَّا كَانَ أَهلُ القُرُونِ المُفَضَّلَةِ أَتقَى لِلّٰهِ، وَأَبعَدَ عَنِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّ مَن بَعدَهُم كَانَ دُونَهُم فِي تَحقِيقِ العِلمِ وَإِصَابَةِ الحَقِّ.
قَالَ الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ رحمه الله: «مَا مِنْ أَحَدٍ تَعَلَّمَ القُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ، إِلَّا بِذَنْبٍ يُحْدِثُهُ؛ وَذَلِكَ بَأَنَّ اللّٰهَ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿وما أصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيْكُم ويَعْفُوا عَن كَثِير﴾، وَنِسْيَانُ القُرْآنِ مِنْ أَعْظَمِ المَصَائِبِ»[3].


[1] «الداء والدواء» لابن القيم (ص 85).

[2] «مجموع الفتاوى» (14/152).

[3] رواه ابن المبارك في «الزهد» (رقم: 85)، وقال الشيخ أبو إسحاق الحويني في تعليقه على «فضائل القرآن» لابن كثير (ص 222): «سنده جيد».

#3
الصورة الرمزية أبو مريم
أبو مريم غير متواجد حالياً أقدمية
نبذه عن الكاتب
 
البلد
لبنان
مجال العمل
موارد بشرية
المشاركات
30

آثار الذنوب على الأفراد والشعوب 3

آثار الذنوب على الأفراد والشعوب 3


ثَانِيًا: حِرمَانُ الرِّزقِ : كَمَا أَنَّ التَّقوَى مَجلَبَةٌ لِلرِّزقِ، فَتَركُ التَّقوَى مَجلَبَةٌ لِلفَقرِ. فَمَا استُجلِبَ رِزقُ اللّٰهِ بِمِثلِ تَركِ المَعَاصِي، وَأَمَّا مَا نَرَاهُ مِن وَاقِعِ الكُفَّارِ أَوِ الفَاسِقِينَ مِن سَعَةِ رِزقٍ فَإِنَّمَا هِيَ استِدرَاجٌ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا رَأَيتَ اللّٰهَ يُعطِي العَبدَ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ، فَإِنَّمَا هُوَ استِدرَاجٌ» ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللّٰهِ صلى الله عليه وسلم: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾ [الأنعام: 44][1]. أَي: بِمَا أُعطُوا مِنَ الصِّحَّةِ، وَالعَافِيَةِ، وَالغِنَى، وَالأَموَالِ، وَالرَّاحَةِ، فَرَحَ بَطَرٍ وَأَشَرٍ، حَتَّى إِذَا حَصَلَ فِيهِم ذَلِكَ أَخَذَهُمُ اللّٰهُ، وَهُوَ الآخِذُ بِقُوَّةٍ وَشِدَّةٍ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ [هود: 201]. وَمَعنَى البَغتَةِ: الفَجأَةُ. وَذَلِكَ أَشَدُّ مَا يُؤخَذُ بِهِ الإِنسَانُ، لِأَنَّهُ إِذَا عَلِمَ بِالعَذَابِ قَبلَ نُزُولِهِ يَكُونُ مُتَجَلِّدًا مُستَعِدًّا. أَمَّا إِذَا بَغَتَهُ قَبلَ استِعدَادٍ لَهُ فَهَذَا أَشَدُّ وَأَنكَى [2].
فَإِنَّ المَقصُودَ بِالرِّزقِ مَا قَلَّ وَكَفَى، لَا مَا كَثُرَ وَأَلهَى. كَمَا قَالَ رَسُولُ اللّٰهِ صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى، خَيرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلهَى» [3]. فَكَم مِمَّن يَملِكُ الآلَافَ المُؤَلَّفَةَ وَهِيَ تُشقِيهِ وَلَا تُسعِدُهُ. فَهُوَ لََا يَنفَكُّ مِنْ ثَلَاثٍ:

هَمٌّ لَازِمٌ.
وَتَعَبٌ دَائِمٌ.
وَحَسرَةٌ لَا تَنقَضِي.

وَذَلِكَ أَنَّهُ لَا يَنَالُ شَيئًا مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا طَمَحَت نَفسُهُ إِلَى مَا فَوقَهُ؛ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَو كَانَ لِابنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابتَغَى ثَالِثًا، وَلَا يَملَأُ جَوفَ ابنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللّٰهُ عَلَى مَنْ تَابَ»[4].
وَكَم مِن رَجُلٍ أَحوَالُهُ مَستُورَةٌ هُوَ قَرِيرُ العَينِ، هَانِئُ البَالِ.
عَن عُبَيدِ اللّٰهِ بنِ مِحْصَنٍ الخَطْمِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّٰهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن أَصبَحَ مِنكُم آمِنًا فِي سِربِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِندَهُ قُوتُ يَومِهِ؛ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا» [5].
قَالَ الحُطَيْئَةُ:
وَلَستُ أَرَى السَّعَادَةَ جَمعَ مَالٍ
وَلَكِنَّ التَّقِيَّ هُوَ السَّعِيدُ
وَتَقوَى اللّٰهِ خَيرُ الزَّادِ ذُخرًا
وَعِندَ اللّٰهِ لِلأَتْقَى مَزِيدُ

[1] رواه أحمد (4/145)، وصححه لغيره الألباني رحمه الله في «الصحيحة» (413).

[2] «العَذب النَّمِير» (1/258 - 259)، بتصرف يسير.

[3] قطعة من حديث: رواه أحمد (5/197)، وصححه الألباني رحمه الله في «صحيح الترغيب والترهيب» (1760).

[4] رواه البخاري (6436)، ومسلم (1049).

[5] رواه الترمذي (2346)، وحسنه الألباني رحمه الله في «صحيح سنن الترمذي» (2/543).

يتبع...

#4
الصورة الرمزية أبو مريم
أبو مريم غير متواجد حالياً أقدمية
نبذه عن الكاتب
 
البلد
لبنان
مجال العمل
موارد بشرية
المشاركات
30

آثار الذنوب على الأفراد والشعوب 4

آثار الذنوب على الأفراد والشعوب 4



ثَالِثًا: تَعسِيرُ الأُمُورِ عَلَى العَاصِي فَلَا يَتَوَجَّهُ لِأَمْرٍ إِلَّا يَجِدُهُ مُغلَقًا دُونَهُ أَو مُتَعَسِّرًا عَلَيْهِ، وَهَذَا كَمَا أَنَّ مَنِ اتَّقَى اللّٰهَ جَعَلَ لَهُ مِن أَمرِهِ يُسرًا، فَمَن عَطَّلَ التَّقوَى جَعَلَ لَهُ مِن أَمرِهِ عُسرًا.
وَيَالِلّٰهِ العَجَبُ! كَيْفَ يَجِدُ العَبْدُ أَبوَابَ الخَيرِ، وَأَبوَابَ المَصَالِحِ مَسدُودَةً عَنْهُ، وَطُرُقَهَا مُتَعَسِّرَةً عَلَيْهِ، وَهُوَ لَا يَعلَمُ مِن أَيْنَ أُتِيَ؟
فَيَا مُستَفتِحًا بَابَ المَعَاشِ بِغَيرِ مِفتَاحِ التَّقوَى! كَيْفَ تُوَسِّعُ طَرِيقَ الخَطَايَا، وَتَشكُو ضِيقَ الرِّزقِ؟!
قَالَ اللّٰهُ سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِّ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجَاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب﴾ [الطلاق: 2 - 3].
«فَقَد ضَمِنَ اللّٰهُ لِلمُتَّقِينَ أَن يَجعَلَ لَهُم مَخرَجًا مِمَّا يُضَيِّقُ عَلَى النَّاسِ، وَأَن يَرزُقَهُم مِن حَيثُ لَا يَحتَسِبُونَ، فَإِذَا لَمْ يَحْصُل ذَلِكَ، دَلَّ عَلَى أَنَّ فِي التَّقوَى خَلَلًا، فَليَستَغفِرِاللّٰهَ، وَليَتُب إِلَيهِ»[1].
إِذَا كُنْتَ تَتَّقِي اللّٰهَ فَثِق أَنَّ اللّٰهَ سَيَجعَلُ لَكَ مَخرَجًا مِنْ كُلِّ ضِيقٍ، وَاعتَمِد ذَلِكَ لِأَنَّهُ قَولُ مَنْ يَقُولُ لِلشَّيءِ: كُن! فَيَكُونَ.
وَلِلّٰهِ دَرُّ القَائِلِ:
بِتَقْوَى الإِلَــــهِ نَجَا مَنْ نَجَا
وَفَازَ وَصَارَ إِلَى مَا رَجَا
وَمَن يَتَّقِ اللّٰهَ يَجْعَلْ لَهُ كَمَا
قَالَ مِنْ أَمْرِهِ مَخْرَجَا

«فَشُهُودُ العَبدِ نَقْصَ حَالِهِ إِذَا عَصَى رَبَّهُ، وَانسِدَادَ الأَبوَابِ فِي وَجهِهِ، وَتَوَعُّرَ المَسَالِكِ عَلَيهِ، حَتَّى يَعلَمَ مِنْ أَينَ أُتِيَ؟ وَوُقُوعُهُ عَلَى السَّبَبِ المُوجِبِ لِذَلِكَ، مِمَّا يُقَوِّي إِيمَانَهُ»[2].

[1] «شرح العقيدة الطحاويَّة» (ص 269)، لابن أبي العز الحنفي [المكتب الإسلامي - بيروت].

[2] «مدارج السالكين» (1/323)، و«تهذيب المدارج» (1/362) - بتصرُّف -.

يتبع...

#5
الصورة الرمزية Abdul Qadir
Abdul Qadir غير متواجد حالياً مشرف جلسات الحوار
نبذه عن الكاتب
 
البلد
الجزائر
مجال العمل
طالب - دارس حر
المشاركات
654

رد: خطير للغاية: آثار الذنوب على الأفراد والشعوب

شكرا على المجهود المبذول و جعل الله هذا العمل في ميزان حسناتك

#6
الصورة الرمزية أبو مريم
أبو مريم غير متواجد حالياً أقدمية
نبذه عن الكاتب
 
البلد
لبنان
مجال العمل
موارد بشرية
المشاركات
30

آثار الذنوب على الأفراد والشعوب 5

آثار الذنوب على الأفراد والشعوب 5

رَابِعًا: حِرمَانُ الطَّاعَةِ. فَإِنَّ شُؤمَ الذُّنُوبِ يُورِثُ الحِرمَانَ، وَيَعْقِبُ الخُذلَانَ. فَيَا عَجَبًا كَيفَ يُوَفَّقُ لِلطَّاعَةِ مَن هُوَ فِي شُؤمِ المَعصِيَةِ؟ وَكُلَّمَا ازدَادَ العَبْدُ طَاعَةً وَقُربًا كُلَّمَا يُسِّرَ لَهُ فِي عَمَلِ الصَّالِحَاتِ، وَأَضْحَت أَهْوَنَ عَلَيْهِ مِن كُلِّ شَيْءٍ، وَأَحَبَّ إِلَيْهِ مِن أَيِّ شَيْءٍ. حَتَّى يَعِزَّ عَلَى العَبْدِ مُفَارَقَتُهَا، فَلَوْ قِيلَ لِلعَبْدِ المُحسِنِ: صَلِّ الفَجْرَ فِي البَيْتِ مَا وَجَدَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا، وَلَضَاقَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ، وَضَاقَتْ عَلَيْهِ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، وَأَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ كَأَنَّهُ الحُوتُ إِذَا فَارَقَ المَاءَ، حَتَّى يُعَاوِدَ الطَّاعَةَ فَتَسْكُنَ نَفْسُهُ وَََتَقَرَّ عَيْنُهُ، وَلَو عَطَّلَ المُجْرِمُ المَعْصِيَةَ لَضَاقَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ، وَضَاقَ صَدْرُهُ، حَتَّى يُعَاوِدَهَا؛ حَتَّى تَصِيرَ المَعَاصِي هَيْئَاتٍ رَاسِخَةً، وَصِفَاتٍ لَازِمَةً، وَمَلَكَاتٍ ثَابِتَةً. حَتَّى إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الفُسَّاقِ لَيُوَاقِعُ المَعْصِيَةَ مِن غَيْرِ لَذَّةٍ يَجِدُهَا وَلَا دَاعِيَةٍ إِلَيْهَا، إِلَّا لِمَا يَجِدُ مِنَ الأَلَمِ بِمُفَارَقَتِهَا، كَمَا صَرَّحَ بِذَلِكَ شَيْخُ القَوْمِ الحَسَنُ بْنُ هَانِئٍ حَيْثُ يَقُولُ:
وَكَأْسٌ شَرِبْتُ عَلَى لَذَّةٍ ..........وَأُخْرَى تَدَاوَيْتُ مِنْهَا بِهَا
عِنْدَمَا شَرِبَ الكَأْسَ الأُولَى وَجَدَ لَذَّةً، وَالآنَ هُوَ يَشْرَبُ لِيَدْفَعَ الأَلَمَ الَّذِي يُعَانِي مِنْهُ. فَهُوَ مُسْتَغْرِقٌ فِي بِحَارِ الهُمُومِ وَالغُمُومِ، وَالأَحْزَانِ وَالآلَامِ وَالحَسَرَاتِ.
وَقَالَ:
دَعْ عَنْكَ لَوْمِي فَإِنَّ اللَّوْمَ إِغْرَاءُ........ وَدَاوِنِي بِالَّتِي كَانَتْ هِيَ الدَّاءُ
وَقَالَ الآخَرُ:
وَكَانَتْ دَوَائِي وَهِيَ دَائِي بِعَيْنِهِ...... كَمَا يَتَدَاوَى شَارِبُ الخَمْرِ بِالخَمْرِ
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لِلذَّنْبِ عُقُوبَةٌ إِلَّا أَنْ يَصُدَّ عَنِ الطَّاعَةِ، لَكَانَ فِي ذَلِكَ كِفَايَةٌ لِمَا فِيهِ مِنَ الحِرْمَانِ.

يتبع...

#7
الصورة الرمزية أبو مريم
أبو مريم غير متواجد حالياً أقدمية
نبذه عن الكاتب
 
البلد
لبنان
مجال العمل
موارد بشرية
المشاركات
30

آثار الذنوب على الأفراد والشعوب 6

آثار الذنوب على الأفراد والشعوب 6

خَامِسًا: الذُّنُوبُ إِذَا تَكَاثَرَتْ طُبِعَ عَلَى قَلْبِ صَاحِبِهَا، فَكَانَ مِنَ الغَافِلِينَ.
عَنْ أَبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه: عَنْ رَسُولِ اللّٰهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ العَبْدَ إذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً، نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فإِذَا هُوَ نَزَعَ واسْتَغْفَرَ وَتَابَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ، وهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللّٰهُ: ﴿كَلا بَلْ رانَ على قُلوبِهِم مَا كَانُوا يَكْسِبُون﴾[المطففين: 14]»[1].
صُقِلَ قَلْبُهُ: حَتَّى يَصِيرَ كَالمِرْآةِ المَصْقُولَةِ فِي جِلَائِهَا وَصَفَائِهَا، فَيَمْتَلِئَ نُورًا.
وَكَمْ رَانَ مِنْ ذَنْبٍ عَلَى قَلْبِ فَاجِرٍ.......فَتَابَ مِنَ الذَّنْبِ الَّذِي رَانَ وَانْجَلى[2]
وَهَذَا مِثَالٌ لِأَحَدِ الذُّنُوبِ يَضْرِبُهُ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم لِنَحْذَرَ مِنَ التَّمَادِي فِي المَعْصِيَةِ، لِأَنَّهَا تُسَبِّبُ الغَفْلَةَ وَالخَتْمَ عَلَى القَلْبِ، فَيَقُولُ صلى الله عليه وسلم: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللّٰهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الغَافِلِينَ»[3]. وَدْعهم الجماعات: أي تركهم لصلاة الجماعة.
وَلَا رَيْبَ أَنَّ أَبْدَانَ الغَافِلِينَ قُبُورٌ لِقُلُوبِهِم، وَقُلُوبُهُم فِيهَا كَالأَمْوَاتِ فِي القُبُورِ، كَمَا قِيلَ:
فَنِسْيَانُ ذِكْرِاللّٰهِ مَوْتُ قُلُوبِهِمُ ....... وَأَجْسَامُهُم قَبْلَ القُبُورِ قُبُورُ


[1] أخرجه الترمذي (3334)، وحسنه الألباني رحمه الله فِي «صحيح الجامع» (1670).

[2] «تفسير القرطبي» (91/260).

[3] رواه مسلم (865).


يتبع...

#8
الصورة الرمزية أبو مريم
أبو مريم غير متواجد حالياً أقدمية
نبذه عن الكاتب
 
البلد
لبنان
مجال العمل
موارد بشرية
المشاركات
30

آثار الذنوب على الأفراد والشعوب 7

آثار الذنوب على الأفراد والشعوب 7

سَادِسًا: وَمِنْ آثَارِ الذُّنُوبِ: مَا يَحِلُّ بِالأَرْضِ مِنَ الخَسْفِ وَالزَّلَازِل، وَاللّٰهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ [العنكبوت: 40] أَي: مَا يَنْبَغِي وَلَا يَلِيقُ بِهِ لِيَظْلِمَهُم لِكَمَالِ عَدْلِهِ، وَغِنَاهُ التَّامِّ عَنْ جَمِيعِ الخَلْقِ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُم يَظْلِمُونَ: مَنَعُوهَا حَقَّهَا الَّذِي هِيَ بِصَدَدِهِ، فَإِنَّهَا مَخْلُوقَةٌ لِعِبَادَةِا للّٰهِ وَحْدَهُ. فَهَؤُلاءِ وَضَعُوهَا فِي غَيْر مَوْضِعِهَا وَشَغَلُوهَا بِالشَّهَوَاتِ وَالمَعَاصِي، فَضَرُّوهَا غَايَةَ الضَّرَرِ، مِنْ حَيْثُ ظَنُّوا أَنَّهُم يَنْفَعُونَهَا.
وَلَا شَكَّ أَنَّ مَا حَدَثَ لِلأُمَمِ السَّابِقَةِ: مِنَ الخَسْفِ وَالمَسْخِ وَالغَرَقِ، يُمْكِنُ أَن يَحْدُثَ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ، إِذَا سَلَكُوا مَسَالِكَهُم وَانْتَهَجُوا مَنَاهِجَهُم.
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللّٰهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «فِي هَذِهِ الأُمَّةِ خَسْفٌ، وَمَسْخٌ، وَقَذْفٌ» فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللّٰهِ، وَمَتَى ذَاكَ؟ قَالَ: «إِذَا ظَهَرَتِ القَيْنَاتُ وَالمَعَازِفُ، وَشُرِبَتِ الخُمُورُ»[1].
«وَلَقَدْ ظَهَرَتِ القَيْنَاتُ وَالمَعَازِفُ فِي زَمَنِنَا الحَاضِرِ ظُهُورًا فَاحِشًا، مَا ظَهَرَت مِثْلَهُ قَطُّ: ظُهُورًا مَسْمُوعًا بِالآذَانِ وَمَشْهُودًا بِالعَيَانِ، فِي كِلِّ وَقْتٍ وَفِي كُلِّ مَكَانٍ: فِي البَيْتِ وَالسُّوقِ وَالدُّكَّانِ»[2].
أَلَيْسَ مَا يُشَاهَدُ فِي الفَضَائِيَّاتِ وَغَيْرِهَا، مِنْ ظُهُورِ هَذِهِ الفَوَاحِشِ المَذْكُورَةِ وَالدَّعْوَةِ لَهَا وَتَزْيِينِهَا، تَصْدِيقًا لِهَذَا الحَدِيثِ العَظِيمِ؟! فَلْنَتَّقِ اللّٰهَ وَلْنُطَهِّر بُيُوتَنَا مِنْ هَذِهِ القَنَوَاتِ المُنْحَرِفَةِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِنَا الخَسْفُ وَالمَسْخُ وَالقَذْفُ؟!
لَا نَدْرِي كَيْفَ يَأْمَنُ العُصَاةُ فِي عَصْرِنَا، مَعَ مَا يَقُومُونَ بِهِ مِنْ أَفْعَالٍ سَيِّئَةٍ؟! وَقَدْ أَخْبَرَ اللّٰهُ جَلَّ جَلَالُهُ عَنْ أَمْثَالِهِم فَقَالَ: ﴿أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ﴾- أَي القبيحات قبحًا شديدًا - ﴿أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَو يَأْتيهُم العَذَابُ مِن حَيثُ لا يَشْعُرونَ﴾ [النحل: 45].
فَلْيَسْتَحِ المُجْرِمُ مِنْ رَبِّهِ، أَنْ تَكُونَ نِعَمُ اللّٰهِ عَلَيْهِ نَازِلَةً فِي جَمِيعِ اللَّحَظَاتِ، وَمَعَاصِيهِ صَاعِدَةً إِلَى رَبِّهِ فِي كُلِّ الأَوْقَاتِ، وَلْيَعْلَم أَنَّ اللّٰهَ يُمْهِلُ وَلَا يُهْمِلُ، وَأَنَّهُ إِذَا أَخَذَ العَاصِي، أَخَذَهُ أَخذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ، فَلْيَتُب إِلَى اللّٰهِ، وَلْيَرْجِعْ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ.

[1] رواه الترمذي (2212)، وحسنه الألباني رحمه الله في «صحيح سنن الترمذي» (2/479).

[2] «الضياء اللامع من الخطب الجوامع» (ص 635)، للعلَّامة العثيمين رحمه الله.

يتبع...

إقرأ أيضا...
آثار الجماعة على الأفراد

إن للجماعة فوائد جمة وثمارا مرجوة وآثارا كثيرة على الأفراد. ومن هذه الآثار الإيجابية نجد أن الجماعة: 1. تساعد الفرد على التعلم والتكوين، وتساهم في خلق مجموعة من الصداقات المتينة والعلاقات الحميمية... (مشاركات: 0)


دَع القول : إن الأفراد الدميثو الخلق ومن هم على شاكلتهم لن ينبغوا

دَع القول : إن الأفراد الدميثو الخلق ومن هم على شاكلتهم لن ينبغوا من اهم الاساب التي تجعل العديد منا يمضون في تعجلهم وخوفهم وتنافسهم واستمرارهم في المضي بحياتهم على انها حالة طوارئ ضخمة هو خوفنا... (مشاركات: 0)


دراسة الحالة الفردية على آثار التغيير في عملك

السلام عليكم احتاج مساعده في دراسة الحالة الفردية على آثار التغيير في عملك او حتى ارشادي حول كتابه هذه الدراسه شكرا (مشاركات: 0)


طلب مساعدة أرجوكم حول مذكرة آثار التكوين على الترقية

السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته إلى كل إعضاء المنتدى أرجو المساعدة في البحث عن مذكرة حول آثار التكوين على الترقية SVPPPPPP c'est très urgent (مشاركات: 0)


إدارة الأفراد الوظيفة الأولى الحصول على الموارد البشرية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ادارة الافراد من اهم وظائف ادارة الموارد البشرية كيف ذلك تصفح الملف المرفق (مشاركات: 9)


دورات تدريبية نرشحها لك

دبلوم إدارة وتشغيل الاندية الصحية الرياضية وصالات اللياقة البدنية

برنامج تدريبي يهتم بتأهيل المتدربين على فهم قواعد ادارة وتشغيل الاندية الصحية الرياضية وصالات اللياقة البدنية من خلال فهم التنظيم الاداري الداخلي لها وشرح الممارسات الحديثة في ادارة وتشغيل هذا النوع من المرافق الرياضية واسعة الانتشار.


دورة لشرح الضريبة على دخل الأشخاص من الثروة العقارية

برنامج تدريبي يغطي نطاق سريان الضريبة وسعرها وتحديد الإيرادات الداخلة في وعاء الضريبة وتحديد التكاليف واجبة الخصم والإعفاءات وإلتزامات الممولين والجهات المختصة ونماذج وتطبيقات عملية.


كورس اعداد الابحاث التسويقية

برنامج تدريبي يهتم بتعريف الابحاث التسويقية والخطوات الستة المنفصلة لعمليات أبحاث السوق وتصميم الاستبيان وقواعد مهمة لإجراء مقابلة بحثية وأنواع أبحاث / طرق التسويق وأدوات جمع البيانات ولوحة القيادة والتقرير والاستنتاجات والتوصيات ومثال عملي على المشروع والاتجاه الجديد في أبحاث التسويق والمشروع العملي الفردي والجماعي ومناقشة المشاريع وتقديم النتائج


دورة إدارة الفعاليات والأحداث الرياضية

اذا كنت تعمل في مجال تنظيم الفعاليات والاحداث الرياضية، فلابد أنك تحتاج الى تطوير نفسك للعمل باحترافية في هذا المجال، نحن نقدم لك حصريا اقوى برنامج تدريبي للمتخصصين في ادارة الفعاليات والاحداث الرياضية، حيث يتم في هذا البرنامج التدريبي تأهيلك التأهيل العلمي والتطبيقي لاستخدام ادوات ادارة العمليات لتنظيم الاحداث الرياضية بصورة احترافية، والتي تساعدك للنجاح في وظيفة مدير حدث رياضي


دبلومة حوكمة مجالس الإدارات ونظم الإدارة في الشركات السعودية

برنامج تدريبي متخصص في حوكمة الشركات السعودية وفقاً للأنظمة السعودية. يتناول حوكمة نظم العمل الرئيسية وتوزيع الصلاحيات والمسئوليات والسياسات والاجراءات التشغيلية. وذلك لحماية حقوق المساهمين وأصحاب المصالح وضمان الشفافية والحوكمة الرشيدة وجذب المستثمرين وتقليل المخاطر القانونية والمالية التي يمكن ان تتعرض لها الشركة.


أحدث الملفات والنماذج