مقدمة..الموضوع,

الانسان اجتماعى بطبعةيحب تكوين العلاقات و بناء الصداقات,

و الفطرة السليمة تستهجن الانطواءو ترفض الانقطاع عن الاخرين

و ملاحظ أن الفرد مهما كان انطوائيا فانة يسعى لتكوين علاقات مع الاخرين و ان كانت محدودة
و يصعب بل يستحيل علية الانكفاء على الذات او الاستغناء عن الاخرين
و اثبتت الدراسات ان المدير يقضى 80% من وقتة فى التعامل مع الاخرين,

ان اللة تعالى قرر مبدأ التعامل بين الناس و جعلة ضرورة بشرية و سنة كونية
و بين فى كتاية الكريم أن من اسرار خلق الانسان و تصنيف البشر الى امم و شعوب هو ان يتحقق الاتصال و التعارف بينهم
لذا قال تعالى .(( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر و انثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفواان اكرمكم عند اللة اتقاكم ان الله عليم خبير ))
العلاقة التى تربط الناس بعضهم ببعض لا تقوم على رابطة الدم فحسب بل هناك روابط اخرى تؤلف بين الناس و ترفع من مستوى و حجم تعاملاتهم
فهناك مثلا:
رابطة الفكر و المبدأ
رابطة العمل و الوظيفة
رابطة الصداقة و الصحبة
رابطة الجنس و العرق
الرابطة الاقتصادية و التجارية و.......غيرها ...
لاحظ تعتبر رابطة العقيدة من اجل و اسمى الروابط و لا نبالغ اذا قلنا انها تفوق رابطة الدم و النسب
لذا يقول الشاعر:
ان يختلف ماء الغمام فماؤنا ..... عذب تحدر من غمام واحد

او يختلف نسب يؤلف بيننا ....... دين اقمناة مقام الوالد


و يقول ابو تمام
و لقد سبرت الناس ثم خبرتهم .......و بلوت ما وصفوا من الاسباب
فاذا القرابة لا تقرب قاطعا..........و اذا المودة اقرب الانساب

ان التعامل مع الاخرين مهارة لا يحسنها كثير من الناس,
فرب كلمة طائشة تخرج من الفم تفسد صفاء العلاقة بين أخوين متحابين,
لذا ينبغى ان يكون الانسان على حذر و يقظة دائمين عند تعاملة مع الاخرين و الا فربما يقع فى ما لا يحمد عقباة
ان هذا الموضع من اكثر الموضوعات أهمية و صعوبة فى نفس الوقتلانة يتعامل مع الكائن البشرى المعقد
فضل مخالطة الناس و التعامل معهم
أيهما افضل؟
مخالطة الناس و التعامل معهم ...ام...اعتزالهم و مزايلتهم.......
سؤال يحار فى الاجابة علية بعض الناس, لاسيما ان هناك بعض الاحاديث الصحيحة التى ترغب فى العزلةو اخرى وردت عن الرسول صلى الله علية و سلم ترغب فى الخلطة و تنفر من العزلة
من هنا ....صعب على الناس الجمع بين هذة الاحاديث فزلت اقدامهم.

ان الاصل فى الاسلام انة دين تجمع و الفة و نزعة التعرف الى الناس و الاختلاط بهم أصيلة فى تعاليمة
و لم يدع ابناؤة الى العزلة التامة و الفرار من تكاليف الحياةو لا رسم رسالة المسلم على انها انقطاع فى دير او عبادة فى صومعة
كلا .... فان الدرجات العالية لم يعدها الله عز و جل لامثال اولئك الضعاف لذا يقول الرسول صلى اللة علية و سلم " المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على اذاهم خير من الؤمن الذى لا يخالط الناس و لا يصبر على اذاهم" رواة الترمذى
لمن شرعت الجماعات ؟ و على من فرضت الجماعة ؟
و من الذى يحمل اعباء الجهاد و يعين فى ازماتة الكالحة
ان ذلك كلة :
يستلزم امة توثقت فيها العلاقات الخاصة و العامة الى حد بعيد
لذا اجاب ابن عباس رضى اللة عنة عندما سئل مرارا عن رجل يصوم النهار و يقوم الليل و لا يحضر الجمعة و لا الجماعات فقال " خبروة انة من اهل النار"
و فى الحديث:
"..........صلاة الرجل مع الرجل اذكى من صلاتة وحدة و صلاتة مع الرجلين اذكى من صلاتة مع الرجل, و كلما كثر فهو احب الى الله عز و جل" رواة أحمد
و الناس طبائع
منهم الذي يهرع الى المجامع الحافلة , و سرعان ما يتصل بهذا و ذاك و يستأنس بتصفح الوجوة
و منهم من تزج بة فى الاحفال المائجة فاذا هو مقيم حول نفسة سور يطل منة على الناس بحذر
و كلتا الطبيعتين هداها الاسلام نهجها السوى
فيقال للاول " خالط الناس و دينك لا تكلمنة "
و يقال للثانى " المؤمن هين لين ألف مألوف "

لذا فليقسم المسلم وقتة بين الخلوة النافعةو الاختلاط الحسن
لاحظ ان .....
الاسلام دين الجماعة و جاء الشرع بتنظيم العلاقات الاجتماعية و بيان الحقوق و الواجبات للفرد و الجماعة
و قد امر النبي صلى الله علية وسلم
بعيادة المريض .......,و اتباع الجنائز ........,و تشميت العاطس ........,و رد السلام ........, و نصر المظلوم........,و اجابة الداعى........, و ابرار القسم.......و جاء الشرع بأيجاب الامر بلمعروف و النهى عن المنكر .....و النصيحة ....و الرد على اهل البدع.....و جهاد الكفار .....ايجابا كفائيا بأثم تاركة و المفرط فية من المسلمين
حقا الاسلام دين الجماعة
كما ان التوجيهات الالهية فى معظمها موجهة الى " الذين امنوا"
@ الحث على الاعتصام بحبل الله و عدم التفرق
@الحث على التعاون على البر و التقوى لا على الاثم و العدوان
@الحث على الجهاد صفا واحدا كأنهم بنيان مرصوص........
"اخوتى المتحابين فى اللة "
و عد اللة بعظيم الاجر للمتحابين فية . المتزاورين فية ...و المتجالسين فية ... و المتباذلين فية حقا عظيم,
العزلة
الاصل فى العزلة الكلية المطلقة هو المنع .....حيث يترتب على ذلك #تضييع الحقوق ..#و تفويت الفرائض...
# و تعطيل الكثير من الواجبات, كترك التعليم و التعلم.و الامر و النهى و صلة الرحم.., مع التعرض لكيد الشيطان و مكرة ووسوستة.
عن ابى الدرداء رضى الله عنة قال:سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول " ما من ثلاثة فى قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة الا استحوذ عليهم الشيطان, فعليك بلجماعة . فانما يأكل الذئب القاصية "رواة أبو داوود و النسائى و احمدو الحاكم

فلامر بلجماعة و التعليل بلأن الشيطان يأكل القاصية يدل على (منع العزلة المطلقة)
اما الاحاديث التى وردت فى مدح العزلة , و بيان فضل المؤمن المتعبد فى شعب من الشعاب الذي يدع الناس من شرة
فهذة الاحاديث و ما شابهها تحمل على احد الوجهين .......

الوجة الاول .....
ان يكون هذا فى حق افراد لا يستطيعون الجهاد و لا الامر بلمعروف و النهى عن المنكر , و لو خالطوا الناس لتضرروا و لاضروا غيرهم
فمن الناس من لا يستطيع منع اذاة و شرة عن الاخرين الاباعتزالهم , فاذا خالطهم وجد المثيرات التى تحركة الى الشرو الاضرار بالنفس و الناس
و من الناس من يرى المنكرات فيهيج و ينفعل و يغير بطريقة غير مشروعة , بل فيها اعتداء و تسرع ربما يؤدى الى مضاعفة المنكر.
و كمن يكون شديد الحساسية ضد المنكرات , فاذا رأها تأثر تأثرا شديدا و تعكر مزاجة و تكدرت حياتة, فلم يهنأ بعيش و لا عبادة
:stu: و كمن يعرف من نفسة الضعف و الميل الى الفواحش, فاذا جاورها و خالط أهلها أنست نفسة بها و شعر بالاسترواح اليها.
فمثل هؤلاء قد تشرع فى حقهم العزلة كفا لشرهم عن الناس , او حفاظا لهم من شرور الناس

الوجة الثانى .....
ان يكون هذا خاصا فى زمان الفتن التى أخبر عنها النبى صلى اللة علية و سلم , و امر بلعزلة فيها
حيث روى ابن طاووس عن ابية قال : قال رسول اللة صلى اللة علية و سلم..
" خير الناس فى الفتن رجل اخذ بعنان ا و قال : برسن فرسة , خلف اعداء الله , يخيفهم و يخيفونة , و رجل معتزل فى باديى يؤدى الحق الذى علية "
رواة الحاكم فى المستدرك و قال صحيح على شرط الشيخين


أما فى الاحوال العادية التى ليس فيها فتنة عامة , فان الافضل فيها ان المسلم الذى يستطيع ان يخالط الناس و يصبر على اذاهم و يوصل اليهم النفع الدينى و الدنيوى هو خير .....
من الذى لا يخالطهم و لا يصبر على اذاهم.



و قد أشار ابو حامد الغزالى رحمة اللة فى كتاب احياء علوم الدين الى ...
" و جوب الاعتدال فى المخالطة و العزلة و اختلاف ذلك باختلاف الاحوال كالتالى "

أولاً:
ان الطائفة التى نذرت نفسها للجهاد فى سبيل اللة ,و الدعوة الى اللة و و قيادة الامة الاسلامية الى سبيل الهداية و الفلاح , و الرقابة على المجتمع المسلم , و حمايتة من الامراض و المفاسد و المنكرات"
ان هذة الطائفة تؤدى مهمة مقدسة و هى افضل بكثير من نوافل الصيام و القيام التى يؤديها المعتزل و المنفرد بنفسة , المتخلى عن الجهاد ,جهاد الناس بلقرأن و السنة ,
و مهما و جد المتعبد من الانس و الروح و السعادة بعبادتة و مناجاتة لربة , فان المجاهد يجد انسة و روحة فى البذل فى سبيل اللة , بذل النفس و المال و الوقتو الراحة , فيعوضة الله _ فى العاجل و الاجل _ خيرا مما بذل
.....
و قد اكد رسول الله صلى الله علية و سلم عن اهمية المخالطة التى تهدف الى نفع الناس و نصحهم , و الى اقامة الجهاد و الامر بلمعروف و النهى عن المنكر .
فعن ابى هريرة رضى اللة عنة قال :
" مر رجل من اصحاب رسول اللة صلى الله علية وسلم بشعب فية عيينة من ماء عذب فأعجبتة لطيبتها , فقال :
لو اعتزلت الناس فأقمت فى هذا الشعب , و لن افعل حتى أستأذن رسول اللة .., فذكر ذلك لرسول الله صلى اللة علية و سلم فقال " لا تفعل فان مقام احدكم فى سبيل اللة أفضل من صلاتة فى بيتة سبعين عاما , الا تحبون ان يغفر اللة لكم و يدخلكم الجنة , اغزوا فى سبيل الله , من قاتل فى سبيل اللة فواق ناقة وجبت لة الجنة " .

ثانيا:
هناك نوع من العزلة الجزئية , يقصد من ورائها العزلة للتربية , حيث يخلو المرء بنفسة -حيانا -بقصد التعبد , و التزود من العلم , او محاسبة النفس , او نحو ذلك من الغراض و المقاصد التربوية
و قد يكون من صنع اللة لنبية صلى اللة علية و سلم أن وفقة قبل نزول الوحى علية لهذا النوع من العزلة , و حبب الية الخلاء ,
فكان يخلو فى غار حراء فيتحنث فية اليالى ذوات العدد قبل ان ينزع الى اهلة و يتزود لذلك ثم يرجع الى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءة الحق و هو فى غار حراء ...
و السر فى هذة الخلوة - و اللة اعلم - تفرغ القلب من شواغل الحياة و ملهياتها , و انطلاق الفكر بلتطواف فى ملكوت السماوات و الارض , و انعتاق الروح من اوضار المادية الجاهلية اللت كانت تخيم على العالم كلة انذاك,,,,

ثالثا:
هناك العزلة القلبية .: و التى يقصد بها ان المؤمن الملتزم بلمنهج الصحيح , ان خالط الناس و عاشرهم ببدنة , فانة مزايل لهم بعملة وقلبة , مفارق لما هم علية من التعلق بلبدع , و اتباع الهوى , و الولع بالدنيا ,
ساع دائما لنقلهم عما هم فية الى حيث السلامة و الامان .فهو يخالط الناس لغاية واضحة , و هى العمل على انتشالهم من الضلال الى الهدى ,
و من البدعة الى السنة ,
و امرهم بلمعروف و نهيهم عن المنكر ,
و لا يستطيع ان يودى ذلك بصورة صحيحة مؤثرة الا من داخل الناس و عاشرهم , و عرف احوالهم , و احسن اليهم بلسانة و يدة ما استطاع الى ذلك سبيلا .............

الحالة الاولى :....عند فساد الزمن.....
فقد اشار النبى صلى اللة علية و سلم الى الزمان الذى يتعذر فية اصلاح العامة, لاختلاف الناس و تناحرهم و تطاحنهم, و خفة احلامهم و اماناتهم و مروج عهودهم و نذورهم.
ووصف النبى صلى اللة علية و سلم اهل هذا الزمن انهم" حثالة "من الناس .
و " حثالة الناس اراذلهم فهو اشارة الى استقرار الانحراف العام, و الغربة الشاملة , و غلبة الشر و الفساد غلبة لا يطمع معها فى اصلاح العامة
و قد بين الرسول صلى اللة علية و سلم انة يشرع للمرء حينئذ ان يقبل على امر خاصتة و يدع امر العامة
اما الزمان الذي يقع فية مثل هذا الحال فيكون و اللة اعلم قرب قيام الساعة, و لعلة بعد عصر المهدى المنتظرو المسيح عليهما السلام, شأنة فى ذلك شأن الجاهليةالتى لا يمكن ان تشمل الامة الاسلاميةكلها الا بعد قبض ارواح المؤمنين.

الحالة الثانية :عند الفتنة
و المقصود بلفتنة هناما يعرض للفرد و الجماعة من اثار الشبهات و الشهوات من انحراف و اختلاف و تقاتل.
و قد جاءت السنة كثيرابأطلاق لفظة الفتنة على الاختلاف و التفرقالواقع بين المسلمين و ما يترتب علية من تحزب و قتال و قتل,
و قد وردت احاديث كثيرة فى التحذير من الفتن عموما , و الحث على الفرار منها و اعتزالها كلية , و من هذة الاحاديث
ما رواة ابن سعيد الخدري عن النبى صلى اللة علية و سلم قال " يوشك ان يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شغف الجبال و مواقع القطر, يفر بدينة من الفتن"رواة النسائى و احمد و مالك

الحالة الثالثة :اعتزال السلطان عند فسادةان السلطان لا بد لة من اعوان و مستشارين و عمال ووزراء,يعينونة على ما تولى من شؤون رعاياة الخاصة و العامة, الدينية و الدنيوية.
و قد كان وجوة الصحابة من المهاجرين و الانصار هم بطانة الخلفاء الراشدين,
و ما زال الكثير من الفقهاء الذين يرون فى انفسهم القدرة على توجية السلطان و التأثير علية , و لا يخشونة من فتنة او ضرر . يغشون مجالسهم امرين بلمعروف و العدل ناهين عن المنكر و الظلم, قاضين لحوائج الناس. و لهم فى ذلك مواقف مشهورة.
اما حين يكون غشيان مجالس السلاطين طلبا لنفع دنيوى عاجل , أو لتحقيق مصالح شخصية , و تزول منة نية الاحتساب و الامر بالمعروف و النهى عن المنكرفانة يكون فتنة على صاحبة.
و الفتنة التى تعرض لملازم ابواب السلاطين هى فتنة الدين , فانة ان وافقة فيما يأتى و ما يذر فقد خاطر بدينة , و ان خالفة فقد خاطر بروحة . و هى فتنة السراء بتعرضة للدنيا و زينتها
و فتنة الضراء بتعرضة للاهانة و الضرب و القتل و سائر المخاطر." الفرق بين التعامل و الولاء "
كثير من الناس لا يميزون بين الولاء و بين حسن التعامل . :sniff:
فيتمادى بعضهم فى علاقاتة مع الاخرين فيوالى من لا يجوز موالاتهم , و يفرط اخرون فى علاقاتة فيسىء التعامل مع من ينبغى ان يحسن معاملتهم بحجة انهم غير مسلمين.
لذا يحسن توضيح الفرق بين هذين المصطلحين , و قبل التمييز بينهما نورد الايات الكريمات الواضحات و التى سوف تغنينا عن كثير من الشرح و التوضيح.

يقول اللة تعالى :" لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الاخر يوادون من حاد اللة و رسولة و لو كانوا ءاباءهم او أبناءهم أو اخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب فى قلوبهم الايمن و أيدهم بروح منة و يدخلهم جنات تجرى من تحتها الانهر خالدين فيها رضى اللة عنهم و رضوا عنة أولئك حزب الله ألا ان حزب الله هم المفلحون " سورة المجادلة : الاية 22
و يقول الله تعالى : " يا ايها الذين أمنوا لا تتخذوا عدوى و عدوكم أولياء تلقون اليهم بالمودة و قد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول و اياكم أن تؤمنوا بالله ربكم ان كنتم خرجتم جهادا فى سبيلى و ابتغاء مرضاتى تسرون اليهم بالمودة و انا اعلم بما أخفيتم و ما اعلنتم و من يفعلة منكم فقد ضل سواء السبيل "سورة الممتحنة : الاية 1
و يقول الله تعالى :" يأيها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض و من يتولهم منكم فانة منهم ان الله لا يهدى القوم الظالمين "سورة المائدة : الاية 51
و يقول اللة تعالى :"يأيها الذين امنوا لا تتخذوا ءاباءكم و اخوانكم أولياء ان استحبوا الكفر على الايمان و من يتولهم منكم فأؤلئك هم الظالمون "سورة التوبة :الاية23
و يقول اللة تعالى : "يأيها الذين ءامنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الاخرة كما يئس الكفار من اصحاب القبور"سورة الممتحنة :الاية13
و تعتبر ايتى الممتحنة (8 , 9 )من أوضح الايات التى تميز بين الولاء و بين البرو حسن التعامل حيث يقول الله تعالى :
" لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين * انما ينهاكم اللة عن الذين قاتلوكم فى الدين و أخرجوكم من دياركم و ظاهروا على اخراجكم أن تولوهم و من يتولهم فأولئك هم الظالمون "
مما سبق يتضح ان هناك بونا شاسعا بين الولاء و بين البر و حسن التعامل , حيث ان
الولاء:هى المحبة و النصرة و لا تكون لغير المسلمين فلا يجوز للمسلم ان يحب او ينصر أو يعاشر (باختيارة )أو يصاحب (بمودة) غير المسلمين, فيكون لهم خليلا محبا
بل على المسلم ان يتبرأ منهم لانهم كفروا بالله رب العالمين ......و لا ينبغى ان يسىء معاملتهم أو يظلمهم او يأكل حقوقهم أو يسبهم أو يفحش لهم القول أو يلاطفهم . فهذا لا يجوز بنص كتاب اللة تعالى
و ان التعامل : هو السلوك الظاهرى , و قد امرنا الله و رسولة بأن يكون هذا السلوك حسنا مع المسلم و غير المسلم ممن لم يقاتل المسلمين و يتأمر عليهم و يظاهر لهم العداء
خلاصة القول :
الولاء :..............
هو سلوك الباطن و المحبة القلبية و ما يترتب على ذلك من نصرة و اعانة ,
اما التعامل الحسن :...............
فهو سلوك الجوارح و العلاقة الظاهرية ,
الاول حصر على المسلمين فقط....اما الثانى فهو مع المسلمين و غير المسلمين ..

مجالات التعامل مع الاخرين :
للتعامل مع الاخرين مواطن متعددة ,و مجالات متنوعة, و نظرا لان الانسان يمضى معظم اوقاتة فى التعامل مع الاخرين ,
لذا
يحسن التنوية الى أهم هذة المجالات و المواطن حتى لا يحصر هذا الموضوع فى دائرة ضيقة ,و لكي يتضح عمقة و اهميتة و مدى حاجة الانسان الية,
و من اهم هذة المجالات ما يلى :
1- تعامل الانسان مع اهل بيتة و اقاربة
2-تعامل الرئيس مع مرؤوسة , و المرؤوس مع الرئيس
3-تعامل الانسان مع زملائه فى العمل و اقرانة .
4-التعامل مع الاصحاب و الاصدقاء.
5-تعامل التاجر مع زبائنة , و تعامل الزبون مع التاجر.
6-تعامل الفرد مع السلطات , و السلطات مع الشعب.
7- تعامل الطالب مع أستاذة , و الاستاذ مع طلابة .
8-التعامل مع جمهور الناس و عامتهم.
9-التعامل مع المثقفين و المفكرين.
10-التعامل مع الاغنياء و كبار القوم.
11-التعامل مع الفقراء و أصحاب الحاجات.
12-تعامل الفرد مع الجماعة , و الجماعة مع الفرد.
13-التعامل مع الاحزاب و النقابات و الجمعيات.
14-تعامل الرجل مع المرأة , و المرأة مع الرجل.
15-تعامل الكبار مع الصغار ,و الصغار مع الكبار.
" أنماط الناس "
ان اللة تعالى خلق البشر متباينين فى طباعهم و سلوكهم و توجهاتهم و قناعاتهم ,
فلا تكاد تجد اثنين لهما نفس الصفات و الطباع و السلوك, و لذا ينبغى التعامل مع كل فرد بطريقة تتناسب و طبيعتة و نفسيتة.
قال على بن ابى طالب رضى الله عنة :" خاطبوا الناس على قدر عقولهم , أتحبون ان يكذب الله رسولة "
فى الحقيقة لا توجد لدينا وصفة صالحة لكل البشر , و نافعة فى كل المواقف و الاحوال, من هنا تكمن صعوبة التعامل مع الناس .
و لكن من المهم التعرف على أنماط الناس و تشخيص طبائعهم حتى يسهل التعامل معهم,
و يمكن ان نشير الى بعض هذة الانماط و هى :
1- المتواضع .....................2- المتكبر.

3- الشوري ....................4- الدكتاتوري .

5- الطموح ....................6- الكسول .

7- الصدوق ...................8- الكذوب .

9- المستقيم ....................10- المراوغ .

11- الحكيم ...................12- المتهور .

13- العقلانى ...................14- العاطفى .

15- الجرىء ...................16- الجبان .

17- الهادىء ..................18- المشاغب .

19-الصامت ...................20- الثرثار .

21- الفصيح ...................22- العيى .

23- الذكى ...................24 - الغبى .

25- المبادر ...................26- السلبى .


27- الناقد ...................28- المؤيد .

29- المشجع ...................30- المثبط .

31- المتزن نفسيا ...................32- المريض نفسيا .

33- المحب للأخرين ...................34- المحب لذاتة (الانانى ).

35- المتعاون ...................36- المعوق .

37 - حسن الظن ...................38-سىء الظن .

39- الحليم ...................40- الغضوب .

41- العالم ...................42- الجاهل .]