" إذا شعرت بالألم و الخوف ، فهذا هو وقت التفويض الحقيقي "


إن المدراء الجيدين – و أنت من أقصد من الآن فصاعداً – يعلمون أنهم يديرون أحداثاً و عمليات و مواقف و استراتيجيات و أن إدارتهم لا تنصب على الأشخاص أبداً ، و لنتخيل أن لديك أن حديقة كبيرة و قررت أن تستقدم بستانياً لها ، هل ستدير هذا البستاني ؟ بالطبع لا ، لأنه يفهم عمله جيداً ، و لا حاجة به لخدماتك ، إن مهمتك الحقيقية هي إدارة الحديقة ، بأن تقرر ما الذي ستزرعه فيها و توقيت ذلك و في أي مكان فيها ، و يصبح البستاني مجرد آداة في هذه الحديقة مثل المجراف أو العربة التي تدفع باليد ، و بهذا يصبح البستاني آداة طيعة تستخدمها بكفاءة في إدارة شئون الحديقة . و لكنك لا تدير البستاني نفسه فهو يدير نفسه جيداً ، حيث إنك تقوم فقط بإخباره بما تريد عمله و يتصرف هو يناءً على ذلك . أنت تفوضه و يقوم هو بعملية الحفر و الزراعة و التقليم و الرعاية و قطع الحشائي الضارة . و تتولى النباتات أمور نفسها أيضاً ، فلا أنت و لا البستاني ينمي أي شيئ ، أنتما تديران فقط . و البستاني مساعد مهم لك ، فهو أداة تساعدك على إتمام الأشياء .


و الآن أصبح من المنطقي إعطاء البستاني قدراً معقولاً من المسؤولية في عملية اتخاذ القرار حتى تفرغ نفسك لوضع الاستراتيجية طويلة المدى ، و رؤية الصورة العامة ، و التخطيط الموسمي و متابعة كتيبات البذور أثناء جلوسك في الظل و أنت تتناول كوباً من الليمون .


ليس هناك ضرورة للوقوف فوق رأس البستاني أثناء عملية قص الحشائش ، و إزالة الأعشاب الضارة ، و تقليم الأشجار و بقية أعمال البستنة الأخرى ، و من الأفضل أن توكل إليه أمر المهمة التي يقوم بها و تدعه يواصل العمل . و بمجرد أن ينتهي من مهمته ، يمكنك مراجعة ما قام به و التأكد من أنه قد تم آداؤه على الوجه المطلوب . و من المحتمل بعد ذلك ألا تحتاج لعمل ذلك مرة أخرى ؛ عدم الاستمرار في المراجعة .


و هذا هو سر الإدارة الناجحة في الأساس . أعط الفريق مهمة ، و دعه يواصل العمل فيها ، و عليك أن تتابع مرة أو مرتين و ذلك للتأكد أنهم يقومون بالعمل على الوجه المطلوب ثم بعد ذلك تدعهم يواصلون عملهم ، أعطهم بصورة متزايدة من العمل ليقوموا به و انأى بنفسك أكثر عما يقومون به و ركز بدلاً من ذلك على عمليات التخطيط ، و عليك بناء الفريق و إعطاء أفراده الثقة لإنجاز المهمة التي توكل إليهم ، من الممكن أن يؤدي ذلك أحياناً إلى نتائج عكسية حيث يقوم أعضاء الفريق بالعبث ، و التغيب عن العمل و عدم إتقانه ، و هذا سيكون خطأك بالكامل ؛ لأنك أنت المدير و هذا هو فريقك ، و هذا الأمر في غاية الخطورة ، و هو يرجع إليك ، قم بمواصلة القراءة و ستجد طرقاً للتأكد بأن ذلك لا يحدث ، ليس كثيراً على أي حال .