عين اليوم – الرياض
بدأت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية اليوم ، بتنفيذ ورش عمل متخصصة، لاكتشاف القدرات القيادية لمنسوبيها في إدارة المنظومة، وذلك ضمن برنامج “اكتشاف القيادات”، بهدف الارتقاء بأعمالها وخدماتها، وتفعيل المبادرات والبرامج والمشروعات الحيوية المنوطة بها، ورغبة في التعرف على القدرات العملية لدى منسوبيها.
وتتماشى أهداف برنامج “اكتشاف القيادات”، مع برنامج التحول الوطني 2020، ورؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تأهيل وتطوير الكوادر البشرية الشابة، لتمكينهم من تولي مناصب قيادية في الوزارة، ويأتي إطلاقه بحضور معالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور مفرج بن سعد الحقباني إلى جانب عدد من منسوبي الوزارة وقيادات منظومة العمل والتنمية، وبناء على قرار الوزير في يونيو الماضي بفتح باب الترشح لمنسوبي الوزارة للوظائف القيادية.
وأكد معالي الدكتور الحقباني خلال كلمة ألقاها للمشاركين في الدفعة الأولى من ورشة العمل أن البرنامج ومن خلال ورشة العمل المعدة له يستهدف نقل الرؤى والتوجهات الاستراتيجية للوزارة من خلال “اكتشاف القيادات”، الذي يسعى إلى تأهيل وتطوير عدد من منسوبي الوزارة لتولي عدد من المناصب القيادية، للاستفادة من الكوادر الشابة المتاحة، واستثمار كل مورد بشري من أجل الارتقاء بأعمال الوزارة وخدماتها عن طريق تفعيل المبادرات والبرامج والمشاريع في ظل التوجهات الجديدة التي تشهدها الوزارة انسجاماً مع رؤية المملكة 2030، للوصول إلى أداء حكومي فاعل ذي كفاءة عالية بقيادة كفاءات سعودية قادرة وتملك مفاتيح النجاح.
وعبر في كلمته عن سعادته بانطلاق الوزارة نحو التطوير من داخل منظومة العمل بشكل كامل، من أجل مواصلة مراحل رفع مستوى الكفاءة والجودة لبرامج ومبادرات الوزارة وخدماتها، آملا أن يكون هذا الحراك مثالاً يحتذى به في المنظمات الحكومية بشكل عام، مشيراً إلى أن أحد مقومات النجاح التي يعتمد عليها هذا البرنامج هو الرغبة في التطوير من المشتركين في البرنامج، الذين بادروا بتقديم طلباتهم لأن يكونوا جزءاً مهماً في تطوير منظومة العمل والتنمية الاجتماعية في المستقبل، مؤكداً أن القيادة لا تتطلب المهارة فقط، وإنما المبادرة والرغبة التي تعد أهم صفات الشخص القيادي، لأنه بفقدان خاصية الرغبة والمبادرة سيفقد أي شخص الفرصة لأن يكون قيادياً حتى وإن كان يتمتع بأفضل المهارات القيادية.
وأبان وزير العمل والتنمية الاجتماعية أن المشاركين في ورشة العمل الخاصة بالبرنامج يعدون المحرك الحقيقي لمستقبل الوزارة، شريطة أن يكون الاختيار ، مبنياً على أسس علمية دقيقة تستكشف المهارات التي يتمتع بها المشاركون، والوقوف على المستوى الفكري والعملي الذي تتطلبه القيادة والمفاضلة بينهم لاختيار الأفضل والأنسب، مشيراً إلى إمكانية صناعة نموذج حكومي متميز يمكن لكل الجهات الحكومية الأخرى الاستفادة منه في المستقبل.
من جهته أبان مستشار معالي الوزير للتطوير المهني والمشرف العام على البرنامج الدكتور سعد بن محمد الماضي، أن البرنامج يعد برنامجاً واعداً من أجل اختيار القيادات المستقبلية للوزارة خاصة في ظل عملية الدمج التي تمت بين وزارة العمل ووزارة الشؤون الاجتماعية سابقاً تحت مسمى “وزارة العمل والتنمية الاجتماعية”، إضافة إلى خطة التحول الاستراتيجية، مؤكداً أن البرنامج وضع معايير علمية توازي حجم الاستراتيجية لإعداد القيادات ، التي تبدأ من عملية اختيارهم بطرق علمية ومنهجية محددة.
ولفت الدكتور الماضي إلى أن معايير الاختيار اشتملت على أدوات مختلفة يعتمد بعضها على تقييم شخصي عبر مقابلات مبنية على الجدارة، التي يقيم من خلالها الموظف لنفسه بشكل ذاتي، إضافة إلى تقييم الموظف من قبل مديره وأحد زملائه في القسم، وأحد مرؤوسيه وفق معايير تم وضعها بناء على المواصفات القيادية المعمول بها دولياً، إضافة إلى الاحتياج الفعلي للوزارة من حيث المهارات والصفات المطلوبة ، التي يتم مراعاة الوصف الوظيفي لها ومتطلبات الأعمال والمهام مرسومة بمعايير التقييم المعتمد عليها في تقييم المشاركين في البرنامج، للوصول إلى أفضل النتائج.
وأضاف أن هناك أنشطة عملية مختلفة تعطي الفرصة للمقيّمين لأخذ انطباع كامل عن المهارات المتوافرة في كل مرشح عبر المشاركة في أدوار فردية وجماعية، وأحداث سلوكية محددة، التي تمكّن من الوقوف على الإمكانات المختلفة للمشاركين، لتحقيق تقييم مختلف يضمن أكبر قدر ممكن من العدالة في نتائجه، مبيناً أنه لا يوجد عدد متوقع أو حد أدنى للكوادر المطلوب اكتشافها، وأن كل من يحقق متطلبات القيادة سواء في المسار الاستراتيجي أو التنفيذي أو الإداري أو الفني، ووضع المسار الخاص به بحسب ملفه المرصود من قبل المقيّمين، وتحديد إمكانية توليه منصباً قيادياً بشكل مباشر، أو إخضاعه لمزيد من الدورات التدريبية لإكسابه بعض المهارات اللازمة من أجل اكتمال جاهزيته للاستفادة من قدراته، مؤكدا أن الهدف من اكتشاف القيادات لا يعتمد على المرحلة الآنية فقط، وإنما المرحلة الآنية والمستقبلية أيضاً.
واستعرضت ورشة العمل التي انطلقت اليوم برنامج التحول الوطني لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية من قبل فريق متخصص من الخبراء، وناقشت أبرز التوجهات الاستراتيجية للخطة ومبادراتها والأدوار المحتملة
لكل القطاعات، والجدارات المستهدفة في البرنامج، كما ستتضمن الورشة مجموعة من الجلسات التي سيتم فيها تزويد المشاركين بالمعارف والمهارات اللازمة، إضافة إلى مجموعة من الأنشطة التي تهدف للتركيز على الكشف عن قدراتهم القيادية.
واشتملت ورشة العمل على إمكانية إخضاع المشاركين لأدوار قيادية من خلال تقمص أدوار بعض المناصب، لقياس معايير اتخاذ القرار لديه، إضافة إلى مناظرة تتم بين عدد من المشاركين حول أحد المواضيع المتعلقة
بمنظومة العمل والتنمية الاجتماعية، بهدف ممارسة المشاركين مهاراتهم التحاورية، وإثارة مهارات التفكير العليا لديهم، إلى جانب مشاركة عدد من قيادات الوزارة الحاليين لمسيرة رحلته العملية منذ بدايتها إلى حين الوصول إلى منصبه الحالي، وما هي المهام المناطة به حالياً،
كما يتم فتح نقاشات داخلية بين المشاركين في بعض القضايا، وبحث أسباب نشوئها وسبل علاجها، للوقوف على قدرة المشاركين على إدارة الأزمات، ومدى قدرتهم على وضع الاستراتيجيات اللازمة لإيجاد حلول لأي عقبات قد تواجههم، إلى جانب مقياس قدرة المشاركين على التأثير والإقناع،
والمبادرة والإنجاز والابتكار، إضافة إلى العمل بروح جماعية مع أعضاء الفريق وعدم الانفراد بالقرار.
وستنفذ ورش العمل على عدة مراحل، تتضمن كل مرحلة خضوع عدد من منسوبي وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لاختبارات متخصصة، من أجل إعطاء الفرصة الكاملة لجميع المشاركين لإبراز مهاراتهم، والوقوف على قدراتهم وإمكاناتهم القيادية.