أخي محمد أحمد لك التحايا والود
أولاً : لقد ذهب بعض الإخوة المتداخلين إلي غير ما يرمي إليه الموضوع والبعض الآخر تناوله بحساسية ...
لقد عملت بالمملكة لفترة قاربت الخمس سنوات وحقيقة لقد تعرفت على إخوة سعوديين غاية في الرقي والود والأخاء وعملت مع أناس طيبين ولكن هذا لايمنع من أن نظام الكفيل قد تجاوزه الزمن والواقع الاجتماعي والاقتصادي لدول الخليج وله سلبيات كثيرة.
ودعني أحكي بعض من تجربتي ... فقد دخلت المملكة بإقامة عامل على أمل أن أغير مهنتي حسب مؤهلاتي وخبراتي. وعند وصولي اصطدمت بجدار صلب من القوانين والاجراءات . وللبحث عن عمل والذهاب لإجراء معاينات أو مقابلات بمدن أخرى كان لابد من الحصول على خطاب موافقة من الكفيل وذلك بعد أن ندفع بعض المال مقابل ذلك . ولتحويل الإقامة من عامل إلى أي وظيفة أخرى لم أوفق. فاطررت للعمل في مدينة أخرى في عمل يتناسب مع مؤهلاتي في مجال الإدارة والمحاسبة وقد خاول صاحب المؤسسة التي أعمل بها نقل كفالتي ولكنه لم يوفق ولقد عاملني بكل احترام ولم يظلمني ولكن في ظل هذه الظروف والتي تعتبر مخالفة للقوانين كان لابد أن أدفع للكفيل مقابل تجديد الإقامة ومقابل تأشيرة الخروج عند السفر بالإجازة علاوة على أني لم استطع إحضار أولادي حتى زيارة. وفي نهاية الأمر قررت العودة إلى وطني رغم أن صاحب العمل كان يريدني أن استمر معه وذلك لصعوبة الوضع والحالة النفسية السيئة التي خلفها هذا الوضع .
فأنا لا أري أي مشكلة في أن تكون الكفالة في يد الدولة وأن تضع القوانين التي تنظم هذه الهجرة وأيضاً القوانين التي تنظم الاقتصاد بهذه الدول بما يزيل المخاوف التي تطرق لها بعض الأخوة . كما أنه لكل إنسان حق مشروع في أن يسعى إلى تحسين دخله والسعي لرزقه في أي بلد فما بالك إذا كان هذا البلد هو قبلة المسلمين والذي يقوم على أمره هم أهل الدين والعدل والتقوى حفظهم الله وفي مقابل ذلك يسهم في دفع عجلة التنمية ويقدم عصارة علمه وخبراته وتجاربه لنهضة هذه البلدان.
كما أرجو من الأخوة المتداخلين عدم السخرية من الشعوب أو الأعمال التي يقوم بها بعض الناس فكل عمل شريف له أهميته .
ولكم محبتي وتقديري.