الموضوع: مؤتمرات الموارد البشرية بين هالة الإعلام وهدر الأموال
مؤتمرات الموارد البشرية بين هالة الإعلام وهدر الأموال
د. سعيد بن على العضاضي
نلاحظ في الآونة الأخيرة كثرة المؤتمرات والندوات المتعلقة بتنمية الموارد البشرية والبطالة في بلادنا. ورغم الزخم الإعلامي المصاحب وأوراق العمل المقدمة والمعارض المرافقة إلا أن محاورها متشابهة، ونتائجها متواضعة وتوصياتها مكررة، ومشاركات البارزين فيها قليلة.
أول ما نلاحظه على مؤتمرات الموارد البشرية والبطالة تكرار الموضوعات والوجوه بطريقة مملة فلا ترى هناك جديدا، فالمتحدثون في جدة هم أنفسهم المتحدثون في الرياض, وما يقال في مؤتمر في الدمام هي الموضوعات نفسها التي يتطرق لها في أبها، الاختلاف فقط في ترتيب الموضوعات وتغيير رؤساء الجلسات.
ولتوضيح ما يحدث دعونا نلقي الضوء على أحد نماذج مؤتمرات الموارد البشرية لنرى كيف تسير الأمور. ما إن تبدأ جلسات المؤتمر حتى تظهر الصراعات بين أقطاب الجهات المعنية بالتوظيف والبطالة، فوزارة العمل ترمي بتقصيرها وقلة حيلتها على صندوق الموارد البشرية, وهذا الأخير لا يتوانى عن الشكوى من قلة تعاون القطاع الخاص أو أن يعيد الكرة في ميدان وزارة العمل، ويظل الصراع والتراشق وتبادل الاتهامات قائمة بين هذه الأقطاب حتى نهاية المؤتمر. وكنا نتوقع من الأجهزة المعنية بالتوظيف والبطالة التلاحم والتعاضد والتكامل لإنجاز هذه المهمة الوطنية السامية, إلا أنه يظهر لنا أن بعض الجهات غير جادة في محاربة البطالة وتريد تعقيد القضية, فمصائب قوم عند قوم فوائد.
هذه المؤتمرات توجه البحوث، وأوراق العمل، والمتحدثين على تهيئة الشباب لقبول الأعمال الحرفية البسيطة والوظائف الدنيا كموظفي الاستقبال في الفنادق، وحراس الأمن في البنوك والمؤسسات، أو كعمال في محطات الوقود، أو المهن المتواضعة كالحلاقة والسباكة، والنجارة ويتحاشون عمدا أو جهلا الوظائف القيادية في كثير من الشركات كوظائف المديرين التنفيذيين ورؤساء الأقسام ومهن المحاسبة والهندسة والمتخصصين في بحوث التسويق ودراسة الجدوى التي يشغلها عدد كبير من غير السعوديين, كثير منهم غير مؤهلين. وهذا يجعلنا نتساءل: هل مهمة وزارة العمل وما في حكمها سعودة الوظائف الحرفية البسيطة والوظائف الدنيا في الشركات؟ فإن كان كذلك فعليها أن تركز برامجها على شريحة المتسربين من التعليم في المرحلة الابتدائية والمتوسطة لأن هذه الوظائف لا تحتاج إلى مؤهلات أعلى من ذلك, أما أن تضع خريجي الجامعات أمام الأمر الواقع وترغمهم على قبول وظيفة رجل أمن أو موظف استقبال فلا أظنها ستنجح ولو بقيت الدهر كله, وربما يكون هذا هو السبب المباشر في ضعف إنجاز وزارة العمل وعدم تحقيقها أي تقدم يذكر في حل مشكلة البطالة.
مؤتمرات الموارد البشرية في بلادنا تحاول أن تقنعنا وترسخ في أذهاننا أن سبب تأخر حل مشكلة البطالة هو تكاسل وعدم انضباط أبنائنا في العمل حتى تبقى الوظائف شاغرة لمن يرضون بالفتات, فتعرض جهات التوظيف خلال الجلسات تقارير غير دقيقة عن سلوكيات الشباب السعودي في قطاع الأعمال. نعم يجب أن نعترف بأن هناك شريحة من طالبي العمل السعوديين غير منضبطين, لكن يبطُل العجب إذا علمنا أنهم يوجهون إلى وظائف أقل بكثير من مؤهلاتهم وبرواتب ضئيلة لا تكاد تكفي لسداد فاتورة جوال فيقبلونها على مضض حتى يجدوا من يقدر مؤهلاتهم ومن يحترم إنسانيتهم. وهذه الفئة وإن كانت نسبة بسيطة، أسهمت في تكوينها عدة جهات منها المؤسسات التعليمية. فعلى سبيل المثال يحق للطالب في الجامعة دخول الامتحان النهائي وإن تجاوز غيابه 30 في المائة, إضافة إلى عدم احتساب الأسبوع الأول والأسبوع الأخير من الفصل الدراسي, وبذا فإن حضوره المحاضرات لا يتعدى سبعة أسابيع من إجمالي أسابيع الفصل المقدرة بـ 15 أسبوعا. لائحة كهذه ربت بعض شبابنا على التسيب وعدم الانضباط وهو لا يزال طالبا في مقاعد الدراسة فإذا انخرط في سوق العمل فإنه ربما يمارس ما اعتاده من فوضى وما تربى عليه من قلة انضباط. ورغم وجود هذا السلوك في فئة من أبنائنا إلا أننا لا نقبل التعميم, فالأغلبية منضبطون، حرصاء، مبدعون قادرون على التكيف إذا وجدوا البيئة التنظيمية السليمة، والمناخ الإداري المناسب والوظيفة اللائقة, فها هي الشركات الكبرى والمؤسسات المالية العظمى داخل المملكة وخارجها تستقطب أبناءنا ويثبتون نجاحهم وتفوقهم على غيرهم وعلى أنفسهم، وموضوع كهذا يحتاج منا إلى وقفة في مقال قادم ـ بإذن الله.
هذه هي الملامح العامة لمؤتمرات المواد البشرية ومحاربة البطالة ويظهر لنا أنها لم ترق بعد إلى المستوى المطلوب, فتسوق لنا مفاهيم خاطئة عن الموظف السعودي وتتحاشى مناقشة النقاط الحرجة، أكثر ما تتسم به تبديد الأموال وإضاعة الأوقات وتكرار الموضوعات والجولة المعتادة لضيوف الملتقى بين المناطق السياحية والأماكن الترفيهية, وهي بحق فرصة سانحة لمن أراد النقاهة والاستجمام.
إن تنظيم مثل هذه الملتقيات تكلف الجهات المنظمة والداعمة المبالغ الطائلة, لذا يجب أن تؤخذ مأخذ الجد وتستثمر بشكل أفضل, وأن تستغل الخبرات لحل المشكلات بدعوة البارزين والمتخصصين, وإعطاء مساحة واسعة من الحرية للوصول إلى الحقائق وترك المؤتمر يصل إلى توصياته بنفسه ودون تدخل من أي طرف, وأن تحترم عقول المشاركين, وألا تبالغ في الهالة الإعلامية فتعلن نجاح المؤتمر قبل أن يبدأ.
أَسأل اللهَ عز وجل أن يهدي بهذه التبصرةِ خلقاً كثيراً من عباده، وأن يجعل فيها عوناً لعباده الصالحين المشتاقين، وأن يُثقل بفضله ورحمته بها يوم الحساب ميزاني، وأن يجعلها من الأعمال التي لا ينقطع عني نفعها بعد أن أدرج في أكفاني، وأنا سائلٌ أخاً/أختاً انتفع بشيء مما فيها أن يدعو لي ولوالدي وللمسلمين أجمعين، وعلى رب العالمين اعتمادي وإليه تفويضي واستنادي.
"وحسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلاِّ بالله العزيز الحكيم"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم جميعا
رجاءا إخواني ساعدوني بخصوص البحث الموضح موضوعه في عنوان الموضوع
ولكم مني فائق التقدير والإحترام
وجزآكم الله خيرا . (مشاركات: 2)
مقدمة:
إن المنافسةَ الشرسة بين الشركات الإقليمية والمحلية بشكل عام، والعالمية - العملاقة العابرة للقارات، ومتعددة الجنسيات – بشكل خاص، فَرَضت منذ عقود زمنية قليلة - وتحديداً بعد ظهور مصطلح العولمة... (مشاركات: 30)
إن غياب الفهم العلمي السليم للموارد البشرية والخلط بينه وبين المفاهيم الأخرى وقلة الاعتماد على المنهج الشامل لعملية تخطيط الموارد البشرية وفق إطار عام متكامل يؤدي إلى سوء تنظيم العمالة الذي بدوره... (مشاركات: 1)
الإنسان هو الكائن الحي الوحيد القادر على إدارة شؤونه وتنظيم حياته مستخدماً العقل وما يختزنه من ثقافة ، إضافة إلى استخدامه للغريزة وما فطر عليه ، أما بقية الكائنات ومهما بلغت نسبة ذكاء بعضها فهي تعتمد... (مشاركات: 0)
يغطي كورس تأهيل واعداد المذيع المحترف كافة الموضوعات النظرية في العمل الاذاعي، بالإضافة إلى موضوعات عملية للتدريب على اساسيات العمل الاذاعي، لتدخل سوق العمل بخبرات عملية تجعل منك مذيعًا محترفًا.
بما أن مهنة التوجيه والإرشاد هي مهاد تطبيقي لعلم النفس ونظرياته، وتخصص يدّرس بدرجات علمية، ولان هذه المهنة إلى جانب كبير من الأهمية والخطر في العلاقة مع المسترشد والإطلاع على أسراره. فيتوجب أن يكون لها قواعد أخلاقية يتقيد بها كل من يمارس هذه المهنة ،لان هذه القواعد هي التي تنظم عمل المرشد وتضع الخطوط العامة التي تساعده على توخي الوقوع فيما يلحق الضرر بالآخرين وكذلك تساعد على توفير الحماية للمهنة من داخلها في حال وقوع انحرافات مع بعض زملاء المهنة. وتعتبر القواعد الأخلاقية ذات أهمية كبيرة في العمل الإرشادي وهي مسؤولية تقع على عاتق المرشد وعليه أن يدرك أن التزامه بالخلق سيضع تصرفاته في الطريق القويم والسليم.
يوجد حاليًا توجه عالمي للتوعية بأهمية الصحة النفسية والأدوية النفسية، لكن هناك من يحتاج بالفعل علاج نفسي يتناسب مع حالته التي لا تتطلب الالتزام بأدوية، ويجد نفسه حائرًا بين حاجته للعلاج النفسي وبين رفضه للدواء، إذا كنت من هؤلاء فمرحبًا بك هنا في أول دبلومة متخصصة في التعافي النفسي بدون ادوية. وستمكنك هذه الدبلومة من معالجة نفسك أو الآخرين بأساليب تعافي مثبتة علميًا بعيدة كل البعد عن الأدوية النفسية.
كورس تدريبي يهدف الى تعريف المشارك بالمفاهيم والمبادئ والنظريات المحاسبية وقياس تكلفة الوحدة المنتجة والرقابة على التكاليف، وكذلك أدوات إدارة التكلفة الاستراتيجية التي يمكن استخدامها في تخفيض التكاليف.
برنامج تدريبي يركز على أفضل الممارسات في مجال لإدارة الحديثة للموارد البشرية كشريك اعمال، وتزويد المشاركين بالمعنى الدقيق لمفهوم الشريك الاستراتيجي للأعمال، ذلك إلى جانب تقديم المهارات والكفاءات التي على العاملين في الموارد البشرية اكتسابها وإتقانها ليصبحوا شركاء في الأعمال ويستطيعوا إضافة قيمة تساهم بفعالية في تحقيق الأهداف المؤسسية.