التجربة المكسيكية.. ومواجهة الفقر




بقلم: طه محمد عبدالمطلب


زميل كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية



يبلغ عدد الفقراء في العالم وفقاً لمعايير التنمية البشرية 2 بليون فرد يعيشون علي دولارين في اليوم الواحد ومن بين هؤلاء 2.1 مليار يحصلون علي دولار واحد في اليوم.



ويمكن القول بعدم وجود اتفاق دولي حول تعريف الفقر إلا أن هناك اتفاقا علي الارتباط بين الفقروعدم إشباع الحاجات الأساسية.



ذلك أن الفقر يمثل حالة من حالات الحرمان المادي تتمثل مظاهره في إنخفاض استهلاك الغذاء أو تدني الوضع الصحي والتعليمي. وللفقر مخاطر عديدة تتضمن المخاطر الصحية التي تتمثل في انتشار الأمراض والأوبئة والمخاطر الاقتصادية والتي تظهر في ارتفاع معدلات البطالة والمخاطر الاجتماعية وتتجلي مظاهرها في زيادة معدلات الجريمة والعنف.



وعلي الرغم من احتفال العالم ومنذ عام 1993 باعتبار يوم 17 أكتوبر من كل عام يوماً للقضاء علي الفقر إلا أن هذه الاحتفالية والجهود التي تبذلها الدول المتقدمة والأمم المتحدة لم تسهم في تخفيض عدد الفقراء في العالم.



فقد ذكر رئيس جنوب أفريقيا مبيكي أن العالم اليوم أصبح جزيرة أغنياء تحيط بها بحار من الفقراء وأن معضلة الفقر تزادد يوماً بعد يوم.



وفي مصر تشير احصائيات البنك الدولي ان نسبة الفقراء قد سجلت عام 2008 ضعف المعدلات المثيلة في دول الشرق الاوسط اذ بلغت اكثر من 25% من مجموع السكان الذين يصل دخلهم إلي اقل من دولارين يوميا.





وافاد تقرير التنمية البشرية العربية لعام 2009 ان معدلات الفقر في مصر تبلغ 41% من اجمالي عدد السكان ووفقا للتقرير فإن معدلات الفقر العام تتراوح بين 28.6% . 30% في لبنان وسوريا في حدها الادني ونحو 59% في حدها الاعلي في اليمن ونحو 41% في مصر حيث تحتل مصر المرتبة الثانية في ارتفاع معدلات الفقر بعد اليمن.




وفي حقيقة الأمر توجد بعض التجارب الدولية التي استهدفت مكافحة الفقر ومنها التجربة المكسيكية حيث اعتمدت هذه التجربة علي مساعدة الاسر الفقيرة في المناطق الريفية والمدن وذلك من خلال تحسين التعليم والصحة والتغذية لابناء هذه الأسر من خلال تحويلات نقدية إلي الاسر مرتبطة بانتظام اطفالها في المدارس والعيادات الصحية.



ففي مجال التعليم نجد توفير المنح التعليمية للأطفال تحت سن 22 سنة حيث يتم تقديم منح نقدية لطلبة الابتدائي حتي الثانوي وتبلغ قيمة المنحة الشهرية 16 دولارا في المرحلة الابتدائية وفي المرحلة الثانوية نجد 57 دولارا للبنين . 65 دولارا للفتيات.



وفي مجال التغذية نجد المنح النقدية لكل طفل يتراوح عمره بين أربعة شهور وسنتين بنحو 15 دولار لضمان حصولهم علي التغذية وتستمر المنح للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية حتي 4 سنوات.



وهناك حد اقصي لاستفادة الاسر فالاسر التي لديها ابناء في المرحلة الابتدائية تحصل علي منح بحد اقصي 95 دولارا. 160 دولارا للأسر التي لديها ابناء في المرحلة الثانوية.



وعلي ضوء هذا ارتفع عدد الطلاب الملتحقين بالتعليم وتراجع معدل اصابة الاطفال بالامراض وتحسنت معدلات نمو الأطفال وانخفض الفقر في المكسيك.



الجمهورية -3/7/2010