فتح عدد من الدوائر الحكومية والقطاع الخاص بدولة الإمارات العربية المتحدة أبوابه لاستقبال المتطوعين من الطلبة والباحثين عن العمل، للانتظام في أقسامها، ومنحهم فرصاً حقيقية لإثبات جدارتهم وتطوير مهاراتهم .



وأكدت نورة البدور مديرة مركز توظيف وتنمية المهارات التابع لهيئة تنمية الموارد البشرية الوطنية في دبي أن “تنمية” انتهجت “التدريب الميداني والتطوع في العمل” للباحثين عن العمل قبل ثلاث سنوات تقريباً وهو ما أعطى ثماره في توظيف عدد منهم .



اشارت البدور إلى أن الجهات الحكومية والقطاع الخاص تعاونت مع تنمية في استقبال الباحثين عن العمل للتدريب ولكسب الخبرة، وفي غضون فترة التدريب يكون الباحث عن العمل قد أثبت قدراته وجدارته، وتم من خلال التدريب في العام الماضي توظيف اكثر من 12 باحثاً عن العمل في إحدى الجهات .



وأوضحت نورة أن “تنمية” ساعدت في تدريب حوالي 93 مواطناً ومواطنة خلال العام الماضي في رأس الخيمة، فيما دربت خلال الستة شهور من العام الحالي حوالي 40 باحثاً وباحثة عن العمل، لافتة إلى أن عدداً من الجامعات والكليات في الدولة لا تشجع الطلبة على التدريب أو اكتساب الخبرة من خلال التطوع في مختلف الجهات وخاصة في التخصصات النظرية، مما يجعل الطلبة غير مدركين أهمية التطوع واكتساب الخبرة وتنمية المهارات الذاتية، كما ان بعض الجهات الحكومية لا تعطي فرصة للباحثين عن العمل للتطوع داخل أروقتها .



وأكدت أن ثقافة “التطوع” لابد أن تعمم على الجامعات و الكليات أو حتى المدارس؛ لخلق الوعي المجتمعي بأهميته، اذ يتعرف الباحث عن العمل أو الطالب إلى بيئة العمل، والقوانين والأنظمة، وكيفية التعامل مع مختلف الشخصيات، كما يعطي للعاطل عن العمل عدة فرص للبحث عن وظائف أخرى تناسبه .



هند علي عبد الله “جامعية” تخصص رياضيات تقول: تخرجت في جامعة الإمارات قبل سنتين، وتقدمت إلى عدة جهات حكومية وخاصة، إلا أني لم أحصل على رد من تلك الجهات، ولا حتى لمجرد الاختبار والمقابلة، وعزمت على تطوير مهاراتي بذاتي من خلال التطوع والتدريب العملي، فقصدت دائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة، وأتاحت لي فرصة التدريب، ثم انتقلت من قسم إلى آخر في الدائرة، وتمكنت من العمل في قسم الموارد البشرية ثم عملت سكرتيرة لنائب المدير العام، وتفهمت طريقة العمل، ولم أكن أتطلع إلى وظيفة في الدائرة بقدر ما كنت أسعى إلى تطوير ذاتي واثبات كفاءتي .



وتضيف: بعد أن تعرفت إلى أقسام الدائرة، جربت حظي في الدخول إلى المقابلة، حين كانت الدائرة تنظم مقابلات للباحثين عن العمل لشغل الوظائف فيها، فنجحت في المقابلة وعينت على الفور مساعدة إدارية في قسم الجودة .



وتكمل: مؤكد أنني لم أكن لأحصل على الوظيفة لو أنني بقيت في المنزل، ونصيحتي التي أوجهها للعاطلين عن العمل هي التطوع واثبات الذات، من خلال جهات العمل التي تفتح أبوابها لاستقبال المتطوعين، كدائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة، ودوائر حكومية اخرى .



أسماء الشامسي جامعية تخصص محاسبة من جامعة الإمارات تقول: تخرجت في الجامعة عام ،2008 وتطوعت في عدة جهات حكومية كمؤسسة الامارات للمواصلات، ومنطقة رأس الخيمة التعليمية، وإحدى المدارس الخاصة، ومدرسة حكومية أخرى إلا أنني لم أجد الوظيفة المناسبة، لي، حتى انتقلت إلى الدائرة الاقتصادية وجربت التطوع معهم، ولم يمض شهر واحد إلا وأنا موظفة اعمل بدوام رسمي في عمل إداري .



عائشة محمد الشرهان خريجة نظم معلومات إدارة من جامعة الامارات، تقول: تخرجت عام 2008 وتطوعت في عدة أماكن خلال السنتين الماضيتين، في الهلال الاحمر، وفي دائرة الجمارك، وفي برنامج سعود بن صقر لدعم مشاريع الشباب، وهيئة حماية البيئة والتنمية، ولم أستقر إلا في دائرة التنمية الاقتصادية التي وفرت لي الوظيفة، بعدما أثبت جدارتي في العمل الإداري وأثبت مهاراتي وامكاناتي .



وتضيف عائشة “أتمنى من كل باحثة عن العمل أن تتطوع في مختلف الجهات، لتأخذ الخبرة وتستغل أوقات الفراغ الطويلة”، مشيرة إلى ان التطوع يكسب الفرد شخصية قوية، اذ تصقله الخبرات المختلفة التي يستقيها من مواقع العمل، ومن التعامل مع مختلف الشخصيات المسؤولة والعامة .



راشد سعيد الظهوري، جامعي، تخصص إحصاء من جامعة الإمارات، متطوع في دائرة البلدية في رأس الخيمة، يقول: تطوعت خلال الصيف لأكتسب خبرة، ولأطبق ما درسته في الجامعة، واخترت البلدية لوجود قسم خاص بالاحصاء والأبحاث في إدارة الجودة والتميز .



يضيف : أعطيت مهاماً خاصة بإعداد الاستبيانات وتفريغها وتحليلها، واستفدت من وقت الفراغ، وهذا أول صيف أقضيه في التطوع، اذ كنت أسجل مساقات علمية في الجامعة لأكمل دراستي، وحالياً استعد للتخرج بعد اكمال أربع سنوات دراسة، وسأتمكن من الحصول على خبرة ومهارات جديدة من خلال التطوع في العمل .



محمد صقر الأصم المدير العام لدائرة البلدية أكد ان الدائرة تستقبل جميع المتطوعين و طلبة الجامعات على مدار العام و من مختلف المستويات العلمية وبخاصة في أوقات الصيف، إذ يكتسب المتطوع خلال تلك الفترة خبرات كثيرة من خلال تفويضه لمهام معينة، ومعاملته معاملة الموظف وإعطائه مكافأة تشجيعية في نهاية تطوعه .



وأكد أن البلدية هذا الصيف استقبلت حوالي 15 متطوعاً من الذكور والاناث، من مختلف المستويات العلمية، وقسمتهم على إداراتها واقسامها المختلفة .



حمد الشامسي نائب مدير دائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة أشار إلى ان الدائرة تفتح أبوابها كل الأوقات للمتطوعين والمتدربين من الجامعات والكليات، مضيفاً أن الدائرة وظفت حوالي 8 باحثات عن العمل ممن تطوعن في الدائرة وأثبتن جدارتهن فيها.