ما اسمك عند الله؟


سؤال ينبغي أن يوجهه كل واحد منا إلى نفسه، وأن يجيب عليه بصدق. ينبغي لك أخي المسلم، أختي المسلمة أن يكون لك اسم تتميز به عن سائر الخلائق. اسم تعرف به في السماء قبل الأرض، اسم تعرف به عند الملائكة، اسم من أحب الأسماء إليك في الدنيا تستفتح به أبواب السماء للملائكة حين يصعدون بروحك بعد قبضها فيسألهم أهل كل سماء حين يشمون رائح الروح الطيبة، فيقولون لمن هذه الروح الطيبة فيقال فلان ابن فلان بأحب الأسماء التي كنت تنادى بها في الدنيا، وإن تكن الأخرى فيكون الرد بالعكس. اسم تنادى به على رؤوس الخلائق عند الوقوف بين يدي الله في يوم الحساب.

ولكل منا الآن اسم يعرف به فعلا عند الله فمنا من يعرف بـ (المسلم، المؤمن، المحسن، التقي، النقي، الصالح، الصادق، الأمين، البر، واصل الرحم، السعيد، العادل، الذاكر، الموحد، المخبت، التائب، ...... وغيرها الكثير من الأسماء الجميلة)

وعلى النقيض من ذلك هناك من يسمى بـ (الكافر، المشرك، المنافق، المذنب، الفاسق، المجرم، الكذاب، الخائن، الشقي، الفاجر، المخادع، الظالم، الغافل، ..... وغيرها من الأسماء الـ ....)

وإليكم بعض الأمثلة على ذلك:-

ما اسمك عند الله هل اسمك هو الصادق أم الكذاب؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إن الصدق يهدى إلى البر، وإن البر يهدى إلى الجنة،
ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدى إلى الفجور، وإن الفجور يهدى إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا"

ما اسمك عند الله المؤمن أم الفاسق؟
قال تعالى " بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان "

ما اسمك عند الله البر أم الفاجر؟
قال سبحانه " إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم "

ما اسمك عند الله الشقي أم السعيد؟
قال سبحانه " يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ"

ما اسمك عند الله الأمين أم الغشاش أو المخادع؟
قال صلى الله عليه وسلم الذين كان يلقب بالصادق الأمين " من غشنا فليس منا "

ما اسمك عند الله القائم بالقسط أم الظالم؟
قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى"
قال النبي (صلى الله عليه وسلم)" إن الله ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته "

ما اسمك عند الله الذاكر أم الغافل أم القانت أم المقنطر؟
قال تعالى " والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً "
وروى أبو داود وابن حبان بإسناد صحيح من حديث عبد الله ابن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين , و من قام بمائة آية كتب من القانتين , و من قام بألف آية كتب من المقنطرين"

فمن عمر حياته بطاعة رب العالمين والاستقامة على منهجه؛ كان في وسعه أن يحصد الكثير والكثير من أسماء الخير والصلاح، ومن كان غير ذلك؛ حصد الكثير والكثير، ولكن من ماذا أسماء الشر والخسران.

نسأل الله تبارك وتعالى أن نكتب عنده من الصالحين، وألا نكتب عنده من الطالحين الآثمين.