هؤلاء عمال يقومون بمهام معينة لم تظهر لنا ... ولكنه عمل جماعي ... ولكل عامل مهمة معينة ... فالأول يقوم بالحفر حسب مواصفات معينة وعلى مسافات محددة .. والعامل الأخر مطلوب منه ردم الحفرة .. أما الباحث فهو مراقب وعليه متابعة العمل وإعداد تقرير بذلك ...
بالطبع هؤلاء لا يكونون فريق عمل لعدة أسباب منها : إن كل فرد هنا يعمل لوحد بعيد عن الفريق حتى لو أتقن كل واحد منهم عمله لكن الناتج جهد بدون فائدة .. أيضا ليس هناك تنسيق بن هؤلاء العمال ... وكذلك يتضح لنا عدم معرفتهم بالهدف الرئيسي من عملهم وما هو الناتج النهائي أي ربما هؤلاء العمل جيء بهم من خارج المنظمة لعمل معين لكل واحد منهم (واحد يحفر واحد يدفن والثالث يتابع انجاز كل واحد منهم ..) .. ليس هناك اجتماع مثلا لتوضيح المهمة الرئيسية، ومن ثم كيف يعمل كل واحد من هؤلاء العمال؟ ومتى يبدأ كل واحد ومتى ينتهي؟ ومتى نفرح بإنجاز المهمة بشكل جماعي؟ ...
الشيء الرئيسي المفقود أو الدور المفقود انه لا يوجد هناك قائد أو مسئول يتابع العمل بدقة ويوجه عندما يوجد خلل في العمل .. وهذا الدور كان على الأقل يأتي من الرجل الثالث (الباحث)، ولكن نجد انه متابع ومدون لمدة أيام بدون أي تدخل .. وبذلك لا نعرف ماذا يعمل؟ على الرغم من وجود هذا الخلل الكبير الذي يجبره على التدخل وبشكل سريع ..

هناك الكثير من الأعمال التي نؤديها بطريقة مشابها ... مثل أن يُطلب منك أداء عمل معين .. وتجد زميل أخر يقوم به بطريقة مختلفة .. وقد يذهب جهدك وجهد زميلك هباء منثور خصوصا إذا أصر كليكما عل صحة إجراءه ... وعدم تدخل الإدارة في حل مثل هذه الإشكالية ووقوفها موقف المتفرج ...
لذلك لابد من توفر عدة أمور لكي يصبح عمل هؤلاء عمل مجدي، منها ما يلي:
· تكوين فريق عمل من عدة أعضاء يتوفر فيهم مزيج متكامل من المهارات والقدرات المناسبة لمستويات الأداء العالي. على أن يتكيف هؤلاء الأعضاء لحاجات الآخرين أو لأهداف الفريق.
· اختيار قائد للفريق مناسب لهده المهمة لتحقيق أهداف الفريق ويتميز بدور قيادي يُعرف أعضاء الفريق بأهداف الفريق ومهمة كل عضو وموقعه، ويُبين لهم علاقتهم مع قائد الفريق الذي يقيم مواقفهم ويوضح لهم نقاط القوة لديهم ونقاط الضعف والخلل باستمرار على المستوى الفردي وعلى مستوى الفريق ككل من خلال اجتماع قبل بداية المشروع أو المهمة، وبين ثنايا المهمة بناءا على مدة المشروع متى ما كان هناك حاجة لذلك (في حالة حدوث خلل أو تطورات جديدة في المهمة والأهداف)، وأيضا عند انتهاء المهمة كاحتفالية بانتهاء المشروع ونجاح مهمة الفريق.
· عمل أعضاء الفريق على تكوين طرق فعالة للعمل معاً ... على أن يعرف هؤلاء الأعضاء كيف تتناسق أدوارهم مع أدوار ومسئوليات الآخرين في الفريق... وبذلك ينمو الفريق وتتحسن وتقوى العلاقات بين أعضاء الفريق.
هذه بعض النقاط التي أحببت توضيحها ... أتمنى أن أكون وفقت في الإجابة على هذه التساؤلات ... وتقبلي أختي الفاضلة مشاركتي