إلى المملكة العربية السعودية في عليائها الوطني
إلى المملكة العربية السعودية في عليائها الوطني

بقلم : محجوب عروة: الصحافة
الوسطية الدينية والاعتدال السياسى والحكمة ينتصرون
تحتفل الشقيقة المملكة العربية السعودية هذه الايام بعيدها الوطنى، وبهذه المناسبة نتمنى لها دوام الازدهار والاستقرار والنماء، فما من مسلم غيور على دينه الا ويدعو بهذه الامانى لهذا البلد الطيب أرض الرسالة الخاتمة وقبلة المسلمين مركز الكون ومقصد الركن الخامس أمنية كل مسلم.
لا أريد فى هذه العجالة أن أكرر ما ظللنا نقوله حول الدور العظيم الايجابى الذى ظلت تقوم به المملكة من دعم ومساندة سياسية واقتصادية للسودان خاصة والعالمين العربى والاسلامى عامة ، ولعل السيدين سفير المملكة فى السودان الاستاذ فيصل بن معلا ووزير الاوقاف الاستاذ أزهرى التجانى قد فصلا ذلك فى خطابيهما فى احتفال السفارة مساء الخميس الماضى وهو أمرمشهود يعرفه الجميع.. ما أود أن أقوله هنا فذلكة تاريخية حول كيف استطاعت هذه الدولة الطيبة أن تقدم انموذجا للوسطية الدينية وعدم الغلو والاعتدال السياسى والثبات على ذلك رغم العواصف الثورية والمتطرفة التى هبت على منطقتنا العربية خلال العقود الستة الماضية ، الامر الذى جنبها المزالق والتقلبات التى عصفت بكل الدول والمجتمعات المعادية لها فاضرت بها أيما ضرر فى مقابل استقرار وازدهار المملكة.
لو كتبت هذا المقال قبل أربعين عاما لاتهمتنى قبائل اليسار فى السودان بالعمالة لدولة «رجعية»، ولو كتبته قبل عشرين عاما لاتهمنى الاسلاميون ودولتهم فى السودان أيضا بالعمالة للسعودية- بل فعلوا فى حادثة السودانى الدولية الشهيرة- وما كان الامر كذلك بل هى قناعة لعلها تفهم الآن أن الوسطية والاعتدال السياسى ومنهج الحكمة فى ادارة شئون الدولة الداخلية والخارجية الذى تتمتع به المملكة هوالذى جعلها الآن مباءة ومقصدا للجميع للاستفادة من خيراتها وخبراتها وعلاقاتها الواسعة والقبول الاقليمى والدولى الذى تتمتع به. وبهذه المناسبة تحضرنى حادثة طريفة كنت أحد شهودها فى منتصف ستينات القرن الماضى ونحن طلابا فى الثانوى. أذكر أن السفير السعودى بالسودان آنذاك السيد العبيكان قد زار مدينة كسلا بدعوة من جماعة أنصار السنة المحمدية فطلب الطالب عبد الله البشرى زعيم الاتجاه الاسلامى بمدرسة كسلا الثانوية الفرصة لمقابلته باعتبار السيد العبيكان يمثل دولة الاسلام وطلب منى عبد الله أن أصحبه فى ذلك اللقاء باعتبارى قيادي معه، ولما كان فى ذلك الوقت الهجوم علينا من اليساريين كرجعيين وعملاء للسعودية والغرب وهلمجرا«!!؟؟» فقد اقترحت على الاخ عبد الله أن نقابل السيد العبيكان سرا وقد كان حيث رحب بنا ترحيبا حارا كشباب و تحدثنا حول قضايا الاسلام والمسلمين فى السودان خاصة والعالم الاسلامى عامة وضعفهم وتخلفهم وقضية فلسطين وكيفية الخروج من ذلك.. كان المرحوم العبيكان سفيرا متواضعا طيب القلب وغيورا على دينه مهتما بالسودان، أسال الله أن يجعله فى عليين مع النبيين والصديقين والشهداء.
ثم تدور الايام والسنون وها هى التنظيمات والانظمة المتطرفة تفشل وتسقط شعاراتها و لو بقى بعضها لا شك عندى يحتضر الآن وتنتظر دورها فى الاختفاء من المسرح السياسى كما حدث للاتحاد السوفياتى، بل يحدث العكس تماما حيث يصبح اللقاء والتعامل مع المملكة السعودية حكومة وشعبا أمرا عاديا بل مطلوبا ومرغوبا حتى من اليساريين وفى وضح النهار.. لم يحدث ذلك مصادفة بالطبع وانما حدث لان المملكة ظلت ثابتة فى تصرفاتها ومستقرة ومعتدلة فى سياساتها ليست لها أجندة خبيثة أو ضارة تجاه السودان أو العالم العربى أو الاسلامى بل أجندتها دعم ومساندة استقرار أشقائها فى السودان وغيره لا تغيير الانظمة أو الدس والكيد كما يفعل مراهقو الانظمة العربية يعلنون العداء لامريكا والغرب ويتعاونون معهم سرا لنسف الاستقرار فى المنطقة؟!..
لقد شهد الجميع بتلك الدعومات والمشاريع المتعددة فى كافة المجالات سواء من الحكومة السعودية أو مواطنيها.. ألا حفظ الله المملكة العربية السعودية وجعلها ذخرا للاسلام والمسلمين.