الموضوع: الرأي والرأي الأخر .. بقلم أحمد نبيل فرحات
الرأي والرأي الأخر .. بقلم أحمد نبيل فرحات
الرأي والرأي الأخر
هو موضوع قديم جديد .. يتجدد الحديث عنه بين الحين والأخر بغية خلق نقطة تفاهم بين البشر بعضهم البعض، ان اصعب ما في العلاقات الانسانية هو تقبل الرأي الأخر سواء اتفق او تعارض مع رأينا نحن، فالإنسان عنده رغبة جامحة ومسيطرة للإختلاف وأبسط انواع الاختلاف وايسرها هو الاختلاف في وجهات النظر.
المسألة تشبه الحلقة المفرغة فإذا ما قبلت وجهة النظر الأخرى فإنك بهذا تعارض وجهة نظرك انت واذا ما خالفتها فانت تخالف وجهة النظر الأخرى فأيهما تخالف وأيهما تتفق، المشكلة الحقيقية تكمن في تلون الحق احيانا وتعدده احيانا أخرى، فحتى الثوابت التي نعتقدها كذلك هي في الأساس مختلف عليها وإلا لساد العدل والأمن كل العالم، ولكن المشكلة تكمن في اختلاف أوجه الحق عند كل انسان، وقد يتفرد هذا الانسان بوجهة نظر يأتيها بنفسه لنفسه ويضع حولها الأسوار حتى لا يقبل المناقشة فيها، ولا يقبل التعديل عليها لتصبح بالنسبة اليه حقا وأمرا مقضيا، واذا اتاه من يختلف معه في وجهة النظر فيكون هو الباطل بعينه من وجهة نظره، ولكن اين الحق واين الباطل في هذا الزخم الذي نعيش فيه.
نطالب الناس باتباع الحق .. حسنا لا مشكلة ولكن اين هو الحق، أنا لا أتحدث عن الثوابت الأكيدة التي لا جدال عليها كوجود الله ورسائل الأنبياء فمن يختلف عليهم يشذ عن أعمدة حياتية ثابتة لا جدال فيها ولا نقاش، ولكن حول البقية أين الحق واين الباطل؟، فإذا قلنا ان الحلال بيّن والحرام بيّن فالمشكلة تكمن في المشتبهات التي بينهما وهي كثير، ولا اعتقد منا من يستطيع الجزم بمعرفته الى اي مشتبه منها يميل إلى الحق وأيها يميل الى الباطل.
لا أريد ان استطرد في هذا الجدل الفلسفي الذي لا طائل منه .. ولكن حيرتي في هذا الأمر كانت هي الباعث الأكبر لكتابتي حولها. يفترض البعض ان اتباع العلماء هو افضل وسيلة لتجنب الحيرة، وللإبتعاد عن التشتت، ولكن أي العلماء نتبع فلقد اختلف العلماء حول كل شيء، إن في الإسلام مذاهب كثيرة لكل منها تفسير ولكل منها تصور، طبعا أؤكد انا هنا لا أتحدث عن الثوابت التي يعني الاختلاف فيها الشذوذ عن القاعدة، ولكن ما هي مساحة هذه الثوابت مقارنة بمساحة الاختلاف، فلا ننسى ان نشأة المذاهب الأربعة وغيرها من المذاهب غير المعروف انما اتى اساسا من الاختلاف لا الاتفاق.
أقول لكم مسألة قبول الرأي الأخر والبقاء على رأيي لهي مسألة صعبة بحق، فكيف أقبل الرأي الأخر دون ان يشوش على رأيي، فإذا قبلته وجب عليّ دراسته ومقارنته بما أؤمن به فعلا، ومن ثم إما أن أؤمن به أو أرفضه فأعود الى نقطة البداية من جديد، رافضا الرأي الأخر.
يقولون ان اختلاف العلماء رحمة، وانا أقول ان اختلاف العلماء فتح المجال للاختلاف بين العباد، لتصبح الحياة قائمة على منهج الاختلاف، فالرسالة الاعلامية الآن مسلطة على الشاذ مما يحدث في المجتمع، والشاذ هو الحدث المختلف الذي يخرج عن النمط التقليدي للحياة، والعلماء لا يركزون في فتواهم إلا على الأمور المختلف عليها فعليا، فيعطيك رأيا وهو عالما بأن هناك عالما أخر سيعطي رأيا مخالفا له في نفس المسألة.
تسألونني ما الحل؟
الحل من وجهة نظري يكمن في قوة القلب والعقل معا، فما عليك إلا أن تستفتي قلبك بشرط ان تبتعد عن الهوى والميل، اذا نجحت في تحقيق ذلك فأنت أٌقرب الى الخروج من دائرة الجدل حول الأمور المختلف عليها الى الوصول بالإيمان الى مرتبة الصفاء واليقين المطلوبة للإبتعاد بالأساس عن الرأي الأخر.
ولكن هل تحقيق هذا بالأمر السهل .. طبعا لا، فالأمر يتطلب إرادة حديدية كي تستطيع ان تُبعد هواك حينما تحكم في مسألة ما، فانت تريد ولا تنسى ان النفس أمارة بالسوء، هذا هو بيت القصيد اذا استطعت ان تنفصل عن ذاتك للحظات تخلو فيها بعقلك وحده لتحكم في مسألة ما، حينها وحينها فقط تستطيع ان تنقي النفس عن أهوائها وتبتعد الى بر الأمان بعيدا عن أمواج الاختلاف العاتية التي تحاصرنا من كل حدب وصوب، ولا تنسى أن الله قد أمرنا بإعمال العقل واذا فشلنا في ذلك فعلينا ان نتجة الى سؤال أهل الذكر، على أن نعيد الكرة فيما نسمع منهم فننقي أهوائنا وننفصل عن ذواتنا لنتأمل في تلك الاجابات ونراها أتوافق منطق الأحداث أم أنها تدعو للإستغراب وعدم الاقتناع حتى وان اتفق عليها هوانا، فنعيد الكرة مرة أخرى فنسأل نفر جديد من أهل الذكر وهكذا دواليك.
ولا تنسوا ان الله تعالى أخبرنا بدعاء يفك شفرة هذه المشكلة نهائيا .. وهو، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله.
والهداية في اللغة هي الرشاد والنور واليقين، فاللهم أرشدنا ونور بصيرتنا وارزقنا اليقين قولا وعملا.
بقلم أحمد نبيل فرحات
لمتابعة المقال على الفيس بوك:
https://www.facebook.com/note.php?no...03110056427953
أَسأل اللهَ عز وجل أن يهدي بهذه التبصرةِ خلقاً كثيراً من عباده، وأن يجعل فيها عوناً لعباده الصالحين المشتاقين، وأن يُثقل بفضله ورحمته بها يوم الحساب ميزاني، وأن يجعلها من الأعمال التي لا ينقطع عني نفعها بعد أن أدرج في أكفاني، وأنا سائلٌ أخاً/أختاً انتفع بشيء مما فيها أن يدعو لي ولوالدي وللمسلمين أجمعين، وعلى رب العالمين اعتمادي وإليه تفويضي واستنادي.
"وحسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلاِّ بالله العزيز الحكيم"
لا تتعجب هذه ليست وصفة من برنامج لكي يا سيدتي، ولا هي تفريغ لإحدى حلقات الشيف سرحان، إنما هو مقال عن المعذبين في الأرض .. انك تقابلهم كل يوم ولا تلقي لهم بالا، انك تمر عليهم ولا تقف حتى لتسأل ولتتعجب... (مشاركات: 9)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء حذف هذا الموضوع
https://www.hrdiscussion.com/hr12836.html
مع وافر شكري وتقديري (مشاركات: 2)
السلم عليكم ورحمة الله وبركاتة
لقد أعتدنا أن نرى من م. أحمد نبيل كل ماهو جديد ومفيد بهذا المنتدى المبارك والرائع ولقد قمتم بطرح برنامج استفدنا منه بشكل كبير وهو برنامج متابعة المهام الإصدار... (مشاركات: 0)
يمر وطننا هذه الأيام بحالة مفاجئة من غلاء غير طبيعي في أسعار السلع الأساسية والضرورية ، ولقد تسببت تلك الزيادة في المزيد والمزيد من الاحباطات والتي تضاف الى رصيد المواطن من الأحزان والأشجان المليء... (مشاركات: 0)
تؤهل هذه الدورة التدريبية للمشاركين للتعرف على المهارات الضرورية لمشرفي ومديري إدارات التشغيل والإنتاج. وتشمل قياس الانتاجية وتحسين الاداء وعدم حدوث أي تعارض خلال الأنشطة اليومية، والتفاعل بشكل أفضل مع الإدارات الأخرى المعنية، مثل الصيانة والمخازن وغيرها
دورة تدريبية أونلاين في المحاسبة الالكترونية، وتهدف الى تأهيل المتدربين لتعلم كيفية استخدام الكمبيوتر وتطبيقاته في مجال المحاسبة والمالية.
تقدم هذه الدبلومة للمتدربين فرصة قوية لفهم وتطبيق مفاهيم التسويق في مجال الفنادق، كما تتناول الدبلومة دور التسويق في الفنادق وفي مجال الضيافة بشكل عام. وتسلط الضوء على الادوات والاساليب المستخدة في وضع استراتيجية التسويق للفندق.
برنامج تدريبي متخصص في تأهيل أمناء الصندوق يتناول مهارات التعامل مع النقد ومهارات التعامل مع العملاء والمهارات المالية والمحاسبية كالقيود المحاسبية وغيرها
يتناول هذا البرنامج التدريبي المتخصص مكونات قائمة الدخل وقائمة المركز المالي وقائمة التدفقات النقدية وأهداف التحليل المالي وتقنياته المختلفة ويستعرض نماذج الفشل المالي والتطبيق على القيام بالتحليل المالي باستخدام الاكسيل