النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: قصة واقعية (الحب مفتاح القلوب)

مشاهدة المواضيع

#1
الصورة الرمزية رانيا رونى
رانيا رونى غير متواجد حالياً مستشار
نبذه عن الكاتب
 
البلد
مصر
مجال العمل
تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها
المشاركات
1,525

قصة واقعية (الحب مفتاح القلوب)

المحبة مفتاح الأبواب المغلقة


تقول: تربطني صداقة حميمة بجارتي التي تكبرني بأعواموأعوام، أكاد معها أبدو كابنة وأمها، وهي وإن كانت قد تخطت سن الكهولة والنضج وولجت سن الشيخوخة والحكمة، فإني لم أشعر يوماً إلا بروح الشباب تُدثِّر أعطافها،فالابتسامة مشرقة دائماً على وجهها، والكلمة الطيبة تسبق إلى فمها، والعذوبة تقطرمن لسانها، والنظرة المحبة للحياة تنبثق من عينيها، مما دفعني يوماً الى سؤالها عنسر هذه الروح المتوثبة المتفائلة المحبة للبشر، فانفرجت شفتاها عن ابتسامة ودودةحملت نقاء قلبها كإشراقة طفل على وجه شيخ أتبعتها بسؤال لطيف: هل توعديني ألا تُفشي سري لأحد اذا أطلعتك عليه؟ فوعدتها بذلك

"مداخلة منجانبي: طبعاً صديقتنا قد افشت السر... والا لما وجدتموه بين أسطر هذه القصة! "



لنتابع القصة...

فانسابت تحكي لي قصتهابوجدانها ولسانها معاً...


*******

منذأكثر من خمسين عاماً كنت في نهاية مرحلة الطفولة وبداية مرحلة المراهقة كما تسمونهاالآن، كنت ذات مرة ألعب في غرفتي مع ابنة الجيران، فنادتني أمي قائلة لي أن والدى يريد الحديث معي وكان رحمه الله وقوراً وليس من عادته أن يتحدث الينا بأمر الا فيما ندر، بل طلباته وأوامره تُنقل الينا عادة بواسطة الوالدة، فاستأذنت صديقتي وهرعت الى أبي في غرفته، واذا به يطلب مني أن أضع عليّ ملابس مناسبة لأدخل على ضيوفه.. واذا بهم خالي وأخي الكبير والرجل الذي سوف يُعقد قرآني عليه..

ولم يكن ثمة مجال للاستفسار أو الاعتراض أو التساؤل، فأذعنت لأمر والدي .. وما هي الا أيام معدودات وأصبحت في بيت أهل زوجي..

هكذا كان مصيري.. ووجدت نفسي خادمة مطيعةلأهل زوجي ، ولم يكن يخفف عني هذا العبء المضني سوى حبه لي، لكن ما كان يؤرقني هووالدة زوجي التي كانت لا تكف عن انتقادي،فمهما فعلت فلا يُعجبها شئ، وربما كانت على حق وقتها لأني فعلاً كنت لا أتقن الكثيرمن الاعمال المنزلية...

وكم حاولت أن أغير نظرتها لي بالتفاني في خدمتها ومساعدتها، لكن نظرتها السوداوية لي لم تتغير، فأصبحت أشكو لزوجي تصرفاتها دون أن يستطيع فعل شئ سوى تذكيري بأنها أمه وأن من واجبي أن أحتملها وأسعى الى رضاها..

فلم يكنمني الا أن حاولت الخروج على سيطرتها، مرة بالكلام ومرة بفعل عكس ما تأمر به، حتى زادت الفجوة بيني وبينها ولم يكن ثمة مجال لاصلاح او شكوى لأهلي.. فأمي لاتنقل لأبي ما أنقله لها عن حالتي، بل تحدثني في كل مرة عن فضائل الصبر حتى كرهت تلك الكلمة " الصبر" وتحولت حياتي الى ما يشبه الجحيم، فماذا أفعل حتى أتخلص من الكابوس؟


وذات يوم اغتنمت فرصة وجودي مع والدتي في السوق في احدى المرات القليلة التي كنت أخرج فيها ، فغبت عن عينيها برهة ودلفت الى دكان العطار الذي يعرفني منذ كنت طفلة، واخبرته بمشكلتي مع حماتي، وطلبت منه أن يساعدني باعطائي سماً لأضعه في طعامها... ففكر العطار قليلاً، ثم قال لي: "هل تعدينني أن يبقى الأمر سراًبيننا، وأن تنفذي ما أطلبه منك تماماً؟" فأجبته بالايجاب..



"مداخلة أخرى من جانبي !" : يبدو أن صديقتنا دائماًما تُفشي الأسرار... أتدرون كيف؟ تابعوا أحداث القصة..! ....."



دخل العطار الى غرفة خلفية في دكانه، وعاد وبيده لفة فتحها امامي ... فرأيت فيها شيئاً أشبه بالبهار الأبيض، ثم قال: "هذاطلبك ... عليك أن تضعي مقداراً قليلاً من هذه المادة كل يوم في طبقها الخاص، بحيث يتغلغل السم في جسد حماتك تدريجياً وليس بشكل فجائي.. وذلك كي لا تموت بسرعةفيشتبهون بك، فتقومين بالاعتراف عليّ فأخسر سمعتي بين الناس وأتحول الى مجرم.. واناأريد مساعدتك ولذا فمن واجبك كي لا يشكّ بك أحد أن تعامليها أحسن معاملة طيلة هذهالفترة.. وكأنها والدتك الحقيقية بل كأنها ملكة إن استطعت ذلك!"

شكرت العطارمن قلبي، وعدت الى منزلي وقد عزمت على تنفيذ ما طلبه مني حرفياً كي تموت دون ان يشعر أحد بأنني سبب موتها..

وهكذا زيّن لي شيطاني أن أتخلّص من تلك المرأةالتي أحالت حياتي الى نكد..

ومضى اليوم وراء اليوم وأتي الشهر وراء الشهر،وأنا أتقرّب منها وأتزلّف اليها ولا أدع أحداً يخدمها سواي حرصاً مني على أن أضعلها في طبقها شيئاً من تلك المادة السامة حتى يحين أجلها الذي لم أكن أتخيل إلا أنه حاصل اليوم أو غداً...


مضت ستة شهور وحماتي لم تمت!


لكن لطيب معاملتي لها تلك الفترة واغراقي إياها بالشكر على ما صنعت وما لم تصنع! وطاعتي لهاعلى ما اقتنعت به من كلامها وما لم أقنع!... انقلب حالها معي وتغيّرت معاملتها لي فأصبحتُ أحبُّ اليها من ابنتها التي ولدتها وصارت لا تخرج الى مكان الا وتصحبني معها، وحيثما وجدت أحداً من معارفها قدمتني لهم على أنني أفضل امرأة تحلم بها أم كزوجة لابنها...

ورويداً رويداً تحوّل كرهها في قلبي الى حُبّ، فصرت أقدملها ذلك الطبق دون أن أضيف اليه السم... لكني خشيت أن تسبب الكمية التي تناولتها سابقاً أي تأثير قادم أو أذى مقبل على صحتها وجسمها...

فذهبت الى العطار مرةأخرى.. وسألته المعونة على استخراج هذا السم من جسدها، وأخبرته بأنها تغيّرت وأصبحت معاملتها لي كمعاملة الأم لابنتها... فجاءني جواب العطار...



وكأنه ماء بارد سُكِب على جسدي ...


"لا تقلقي يا ابنتي... فتلك المادة التي أعطيتك اياها ليست سوى ....



مادة مقوّية لجسدها ليتمكّن من مقاومةالشيخوخة!




السم الحقيقي كان في نظرتك اليها ... فأنتِ لم تتقبليها كأم، فأصبحت بالنسبة لك عدوة,, أما عندما عاملتيها بالحب واللطف فقدعاملتك بالمثل!

وهكذا انسحب السم كله من عقلك وقلبك... فبالحب وحده تزول كل سموم الحياة"





العبرة من القصة... "

أختي الحبيبة ... الزوجةالطيبة..

عاملي الناس بالطريقة التي تريدين أن يعاملوكِ بها مستقبلاً... وخاصةً أم زوجك... فهي أم من تحبين على الأقل... فلو كنتِ تحبينه فعلاً لأحببت كل ما يحبه وكل ما كان له أثر في حياته... وأيما أثر هو أثر أمه... فهي سبب وجوده فيالحياة... ولولاها لما وجدته!

كل من يحب الناس سيكون محبوباً لهم... وربماكان لله حكمة أن يغير الأشخاص الآخرين من خلالنا نحن!


لا تنسي.. بأنك ستكونين يوماً ما - بإذن الله - أماً وحماةً لزوجة ابنك! فازرعي الخير... تحصدينه...


وتذكري قول الله تعالى: (ولا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاالسَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُعَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ). (فصلت:34).




مع أطيب تمنياتي لكِ اختي الحبيبة بحياة ملؤها الوفاء والسعادة...

ودُمتم بحفظ الله وعنايته...
التعديل الأخير تم بواسطة رانيا رونى ; 22/11/2010 الساعة 21:34

إقرأ أيضا...
حالة (قصة) واقعية تمثل قيادة فرق العمل (رحلة نجاة وصناعة مصير)

في ربيع 1972، أقلعت طائرة من أوروجواي في طريقها إلي شيلي، وعلى متنها 40 راكب بخلاف الطاقم. وكان معظم الركاب من فريق الراجبي للهواة بأوروجواي والذي كان في طريقة ليلعب مباراة حاسمة مع الفريق الشيلي.... (مشاركات: 14)


قصة واقعية عن مخاطر الشات والمحادثات على الانترنت

قرأت هذه القصة التي وصفها كاتبها بأنها واقعية ، قرأتها فإذا هي مؤلمة جدا ، نقلتها لأنها من الممكن أن تكون عظة وعبرة لمن أدمن على الدخول إلى مثل هذه الغرف والتي تسمى غرف الشات ، من موقع الساحات نقلت... (مشاركات: 4)


هل من عبرة وعظة ؟؟؟ قصة واقعية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته القصة بدأت منذ ساعة ولادة هذا الطفل, ففي يوم ولادته توفيت أمه وتركته وحيداً احتار والده في تربيته فأخذته لخالته ليعيش بين أبناءها فهو مشغول في أعماله صباح... (مشاركات: 10)


قصة واقعية

قصة واقعية في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة ، كلاهمامعه مرض عضال كان أحدهما مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر ،ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب... (مشاركات: 26)


كيف تضرب علي الوتر الحساس:قصة واقعية مائة بالمائة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم أقدم هذه القصة الي الإخوة أعضاء المنتدى أتمني أن تعجبهم كيف تضرب علي الوتر الحساس:قصة واقعية مائة بالمائة في... (مشاركات: 5)


دورات تدريبية نرشحها لك

تعلم طريقة إعداد شجرة الحسابات Chart of Accounts الكترونيا

ورشة تدريبية مكثفة تساعدك على التعرف على الدليل المحاسبي أ وشجرة الحسابات من منظور المحاسبة الالكترونية، وستتعلم في هذه الورشة كيف تحدد شجرة الحسابات المناسبة لنوع نشاطك، وما هي اقسامها، كذلك انواع الحسابات المستخدمة فيها وترقيمها، وتعلم التطبيق العملي على برنامج الحسابات كويك بوكس


كورس تدريبي متقدم في إدارة عقود الموردين والمتعاقدين

ينبغي أن يكون جميع الموظفين المشاركين في عملية التعاقد مؤهلين ويتمتعون بالمعرفة الاحترافية في إدارة العقود لتمكين الشركات من الاستفادة الكاملة من نشاط الشراء، ولذلك يجب على مسئولي العقود في الشركات الالمام بموضوعات هامة مثل إدارة العقود الفعالة وإدارة مخاطر العقد وكيفية تفسير صياغة العقد وكيفية الحفاظ على جداول العقود والاسلوب الامثل للتحكم في تغييرات العقد، وهي الامور التي سيتم دراستها في هذا البرنامج التدريبي.


برنامج تصميم وادارة المبادرات المجتمعية وفق رؤية السعودية 2030

اذا كنت مهتم بالعمل وفقا لرؤية السعودية 2030، فإنك تعلم أن احد اهم اركان هذه الرؤية هو تحسين العمل المجتمعي، واتاحة الفرصة للمبادرة المجتمعية في شتى المجالات، وقد صممنا هذا البرنامج التدريبي الفريد لتأهيل المشاركين على تعلم كيفية تصميم وادارة المبادرات المجتمعية لمعالجة قضايا المجتمع وكيفية تحويلها الى مشاريع تنموية وذلك بهدف تعزيز حركة المجتمع بإتجاه رفع درجة الوعي بالقضايا المجتمعية وتحويل المجتمع السعودي الى مجتمع منتج عن طريق خلق بيئة داعمة لنجاح الفرد والعمل باستقلالية وتنمية مهاراته في ادارة مشروعه الصغير بما يحقق اهداف رؤية السعودية 2030 في تنويع مصادر الدخل.


كورس الاعتمادات المستندية وعقود التجارة الدولية انكوتيرمز 2020

برنامج تدريبي يتناول موضوع طرق السداد المستخدمة في الاستيراد والتصدير والاعتمادات المستندية والقواعد الحاكمة وأطراف الاعتماد المستندي وخطوات عمل الاعتمادات المستندية و المستندات التجارية ومستندات الشحن و أنواع الإعتمادات المستندية و العقود التجارية الدولية INCTERMS 2020


دبلوم ادارة المشتريات وإدارة سلاسل الامداد

شهادة دبلوم تدريبي متقدم في ادارة المشتريات وادارة سلاسل الاممداد حيث تؤهل المشاركين لفهم واتقان اجراءات عملية الشراء والعمليات الخاصة بإدارة سلاسل الامداد وطرق اختيار الموردين وقياس وتحسين أداء عملية التوريد واسخدام آليات المناقصة والتفاوض


أحدث الملفات والنماذج