لاشك في أننا نعيش في "عصر السرعة" كما يحلو للبعض أن يُسميه، فالكثير من المتغيرات تحدث هنا وهناك، والكثير من المعلومات تتدفق، والكثير من الأشياء والأفكار السريعة التي قد تتحكم في القرار من حيث نجاحه أو فشله.


دعونا ننظر إلى العالم من حولنا دول عظمى تنهار وتتفكك، ودول أخرى تنمو بصورة سريعة لا تصدق مثلاً "ماليزيا"، مؤسسات وشركات تنشئ وأخرى تنهار وتتفكك، قادة ومشهورين في السياسة أو الاقتصاد أو أحد العلوم كانوا رموزاً تمتلئ أذاننا وأبصارنا بهم وبسيرتهم وفجأة نجدهم في قفص الاتهام أمام المحاكم.


قام الباحثان "تيشي وَ ايلرتيش" بإعداد دراسة مهمة عنوانها "التحدي القيادي – دعوة لإعداد قيادات مُغيرة" يقولان:
"إن نوعاً جديداً من القيادة هو السبيل لإنعاش وإعادة إحياء مؤسسات أمريكا الكبيرة مثل شركات جنرال موتورز الأمريكية وجنرال إلكتريك وهذا النوع الجديد هو القيادة المبدلة أو المحولة أو المغيرة".


وقاموا ببناء هذا الاستنتاج على افتراض وهو:
"الضغط يزداد بمرور الزمن من أجل تغيير النظام الأساسي للشركات"، وأضافا:
"نؤمن بأن استمرار التدهور التدريجي لاقتصادنا العالمي أو توقفه سيعتمد على نوعية القيادات في مؤسساتنا الحكومية أو الخاصة".


فإذا كانت الشركات والاقتصاد الأمريكي يحتاج إلى تغيير وتحتاج تلك الشركات إلى قيادة واعية تقود هذا التغيير، فما بالك بالدول النامية أو الناشئة، ماذا تحتاج لكي تلحق بالركب؟


· لماذا يجب أن تتغير المنظمات؟
هناك الكثير من الأسباب أو النتائج أو المؤشرات التي تدعو جميع المنظمات القائمة الحكومية منها والخاصة تدعوها إلى التغيير والتطور والتخلي عن الطرق العتيقة سواء في الإدارة أو الإنتاج أو في التصنيع منها مثلاً:


- سوء إدارة المنشآت والسلبية في معالجة الأمور وخاصة في القطاع العام.
- الاعتماد الكلي على إنتاج المواد الخام فقط.
- عدم الاستخدام الأمثل للموارد الاقتصادية المتوفرة.


- عدم وجود رؤية واضحة لقطاع الأعمال، مثلاً:
لا تعرف العديد من الدول النامية ما هو عليه الوضع أو أين ستكون على خارطة اقتصاد العالم بعد 10 سنوات، ومن قال أنها ستكون في نفس المنزلة أخطأ التنبؤ، فهي إما أن تكون أسوأ من حالها أو أفضل، لأن "دوام الحال من المحال".


- انتشار الأمية المخيف في بعض الدول العربية حيث تجاوزت في بعض البلاد العربية الـ 50% وللأسف بينما نحن نتحدث عن أمية القراءة والكتابة، دول العالم مثل أوروبا وأمريكا وشرق آسيا تتحدث عن أمية الحاسب الآلي.


- غياب البحث العلمي أدى إلى الكثير من السقطات والزلات.
- قوة المنافسة بين الشركات على مستوى العالم.
- الانفتاح التجاري (منظمة التجارة العالمية).
- العولمة.
· ولكي يتم التغيير بصورة سليمة و واضحة يجب أن نعي بعض الأمور قبل أن نبدأ عملية التغيير:


1. يجب أن نعرف أولاً أساسيات وطرق التغيير وكيف نبدأ هذا التغيير ونتننبأ بنهايته.
2. نعرف ما الذي سنغيره أو ما الذي يحتاج إلى تغيير، وما الذي من الأفضل أن لا نغيره ويبقى ثابت، ما هي المنظمات أو الأقسام أو الإدارات أو المدراء أو الموظفين الذين يحتاجون إلى تغيير.


والآن ..أخبرني .. بعد أن عرفت ذلك هل ستبدأ بعملية التغيير؟