السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعضاء وزوار المنتدى الكرام

بعد التحية

أقدم لكم ملخص عن معنى التذكر

عملية التذكر هي سلسلة الجهود الهادفة وجملة المعالجات التي يقوم بها الشخص المتذكرمنذ لحظة انتهاء مهمة الإدراك وربما قبل ذلك بقصد إعداد موضوع ما لإدخاله بصورةتدريجية إلى الذاكرة الطويلة الأمد والاحتفاظ به من أجل استرجاعه المقبل عن طريقترميزه(1) بواسطة منظومات رمزية مختلفة ومتعددة المعايير.

ويعد التجميعوالتوحيد للانطباعات والآثار في صور مركبة سواء في مرحلة الإدراك أو في مرحلةالتسجيل مجرد طور ابتدائي من عملية التذكر. لكن سرعان ما تتحول أو تترجم هذه الصوروالمركبات إلى رموز ليتم ادخالها أو ادراجها في منظومة من العلاقات المتعددةالمعايير. وبهذا الترميز يتحقق الانتقال من الذاكرة المؤقتة والقصيرة الأمد إلىالذاكرة الدائمة أو شبه الدائمة والطويلة الأمد.

وهكذا يعد الترميز من أهمالخصائص التي تميز الذاكرة البشرية الكلامية المنطقية القائمة على التصنيف والتعميموالتجريد... ويتضح دور الترميز بصورة خاصة عند دراسة تذكر المقاطع أو الكمالات التيلا معنى لها حيث تخفق الجهود غالباً في إيجاد لغة رمزية تترجم إليها مما يؤدي إلىصعوبة ادخالها إلى مستودع الذاكرة وفي حال تذكرها فإن بقاءها هناك يكون لفترة قصيرةوسرعان ما تتعرض للنسيان والتلاشي الكامل لآثارها.

إن معرفتنا للعالمالخارجي أو البيئة المحيطة بنا ليست معرفة مباشرة وإنما معرفة رمزية غير مباشرة. فالمثيرات وشتى أنواع المؤثرات التي نتلقاها ولا نستطيع ترميزها لا يمكن أن تشكلجزءاً من خبرتنا لأنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل ادخالها أو تذكرها احياناًبسبب عجزنا عن معالجتها ونقلها إلى لغة رمزية أو إلى مدرجات أو مستويات رمزية مطردةالتجريد والتعميم.

وعملية الترميز التي تؤلف المضمون الأساسي لعملية التذكرقد تجري بصورة لاإرادية وقد تتحقق بطريقة مقصودة وبنية وعزم على بلوغ غرض التذكر. وبهذا الصدد نجد من المناسب التعرض للتذكر اللاارادي والارادي والعلاقة بينهما.

أ. التذكر اللا ارادي:

هو تذكر موضوع أو موضوعات ما دون أن تكونهدفاً مباشراً للنشاط أو السلوك ويتم التوصل إلى هذا النوع من التذكر من خلالارتباط موضوعه بموضوعات النشاط الارادي المقصود.

حيث لا يكون المقصود منالنشاط الارادي الواعي المنظم بلوغ أغراض تذكرية وإنما يكون الهدف عندئذ تحقيقأغراض عملية ومعرفية، ولهذا يعد التذكر اللا ارادي أحد نتاجات النشاط الهادف، ويشغلحيزاً كبيراً وهاماً في حياة الإنسان ويكون الشكل الرئيسي والوحيد للتذكر في مراحلالطفولة الأولى لكنه يتراجع مع النمو ليفسح المجال للتذكر الارادي في المراحلالنمائية اللاحقة مع أنه يظل ذا أهمية بالغة في مختلف المراحلالعمرية.