هي
تضع مولودها بعملية طبيعية، وتجدها تشتكي التعب والإرهاق، وتشتكي ربنا انه خصها بهذا الحمل الصعب ولم يجعله للرجال، وتظل تشتكي زوجها الذي لا يقف بجوارها، وتطلب منه شغالة علشان الطفل مش مخليها عارفة تنام، وطبعا الأمر ما يخلاش ان ايه يعني لم ننام من غير عشاء يعني هو انا هقطع نفسي.
هو
عند اول عطسة يتظاهر بالصحة والعافية، ويظل متماسك ويذهب الى عمله متحاملا على نفسه، حتى يضمن ان راتب اخر الشهر لا يقل مليما واحدا حتى يلبي طلبات الزوجة، واحيانا كثيرة يرفض شراء الدواء حتى يوفر قيمته لأولاده، وفي الأخر الزوجة تتهمة بالدلع.
هي
تتابع مسلسلا في التلفزيون، بينما تتصفح مجلة وتصيح في اولادها لكي ينهوا واجباتهم بأنفسهم لأنها مش هتقطع نفسها، وحينما يأتي الزوج ليناقشها في العملية الانتخابية يجد كل افكارها سطحية وعقيمة وتحاول ان تبدو مثقفة والسلام، وحينما تؤنب ابنتها المراهقة على طول لسانها فإنها تحول الأمر الى معركة حربية بحيث تتطاير الألفاظ والصياح من كل مكان، وبين كل هذا تنسى ان تصنع كوب الشاي لزوجها.
هو
لا يستطيع التركيز في قراءة خبر واحد في الجريدة من لعب الأطفال وصياح الزوجة ورغم ذلك لا يتذمر ولا يتشكي لأنه عارف انه مفيش فايدة.
هي
ترفض النزول الى العمل لأنها لم تخلق لهذا، وتأخذ ابنتها الى الطبيب الذي بالمصادفة هو جوار البيت ورغم ذلك تدعي البطولة في هذا العمل العظيم، ولا تذهب الى السوبر ماركت لأنها لا تستطيع ان تفعل هذا ومعها طفل صغير، فتكتفي بخدمات توصيل الطلبات، حيث يظل جرس الباب يدق كل ربع ساعة لأنها نسيت كيس اللبن تارة ولأنها تريد بسكوت لزوم الشاي بلبن تارة أخرى، ورغم كل هذا تجدها مكفهرة بارزة الأنياب وتكون اشبه بمصاصي الدماء في ليلة تمام القمر.
هو
يذهب الى عمله صباحا، ويتعرض لكم من الضغوط والمشكلات قد لا يتحملها بشر، واحيانا ما يتعرض لإهانات شرسة من مديريه ولكنه مضطر الى التغاضي عنها حتى يحافظ على عمله، ويعود الى البيت محاولا نسيان كل هذا، حتى يكمل باقي العمل الواجب تسليمه اليوم التالي، وفي نفس الوقت عليه حل بعض المشكلات العائلية، وفي نفس الوقت يحاول ان يبدو سعيدا امام زوجته واولاده، وألا يشتكي من كل هذه الهموم لزوجته حتى لا يحملها هما اضافيا فوق طاقتها.
هي
تنام ملئ جفنيها واحيانا لا تشعر بأي شيء يحدث حولها، وتسوف كل الأمور التي تفكر فيها حتى يأتي موعدها، وقبل ان تنام لا تنسى ان تشاهد المسلسل المدبلج والذي غالبا ما يصيبها بعته مغولي، وتأبى ان تنام قبل متابعة مسلسل خليجي يزيد نسبة العته عندها.
هو
بعد يوم عصيب وطويل، وملئ بالمشقة والتعب، يحاول ان ينام لكنه غالبا لا يستطيع ابدا من كثرة ما يفكر في المصاريف والمسئولية والمشكلات، ورغم ذلك يحاول ان يجبر نفسه ان ينام حتى يستطيع ان يستيقظ باكرا فيذهب الى عمله ولا يتأخر حتى لا يخصم من راتبه الذي هو في الأساس لا يكفي.
هي
تعيش على الطبيخ والرز والمكرونة والفتة، وتأكل الأكل استخسارا حتى لا يرمى، وكل محاولتها لتبدو جميلة محاولة سطحية عقيمة مرتبطة بالشعر ولون الشفايف.
هو
ينسى احيانا ان يأكل من كثرة الهموم والمشاكل، واذا أكل يأكل وهو شارد الذهن يفكر في مشكلة يحاول البحث لها عن حلول، لا يمثل الطعام له اي اهمية إلا لكي يواصل مسيرة الحياة.