✿✿السيئة الجار ية✿✿
عند قراءتكم احبائى ، عنوان هذا الموضوع،
قد ينتابك نوع من الحيرة، والالتباس في الأمر،

✿✿✿✿✿

حيث قد يتبادر إلى ذهنك معنى الصدقة الجارية،
وليس السيئة الجارية،

✿✿✿✿✿

لأن الصدقة الجارية هي المتعارف عليها شرعا،
واصطلاحا، وعرفا.

✿✿✿✿✿

فالصدقة الجارية
ـ كما يعرفها الجميع ـ
هي كل عمل صالح يزكي النفس، ويطهرها، ويقرب العبد إلى ربه،

فكلما كانت للإنسان صدقات جارية كثيرة ، زاد رصيده عند خالقه من الحسنات.

فالصدقة تطفيء السيئة، كما يطفيء الماء النار،

هذا عن الصدقة الجارية..

✿✿✿✿✿

فماذا عن السيئة الجارية؟

✿✿✿✿✿

السيئة الجارية على النقيض تماما من الحسنة الجارية،

فكلما وقع الإنسان فريسة للسيئة، وأدمنها، وتدرج فيها من البساطة إلى التعقيد،
وساعد على نشرها بين الآخرين،
زالت بالتالي حسناته،

بل إن الأمر ـ عندها ـ سيتخطاه شخصيا إلى غيره،
فيأخذ وزر نفسه، ووزر غيره ممن ارتكبوا السيئة وساروا عليها،

وهنا يكون قد ارتكب سيئة جارية، يمتد وزرها إليه، وإلى غيره

.✿✿✿✿✿

ومن أمثلة السيئة الجارية:

رجل اكتسب مالا حراما فحمل وزره، ووزر من انتفع به في حياته وبعد مماته.

✿✿✿✿✿

مثال آخر:

شخص دعا إلى إفساد الدين، والعقيدة، أو إلى الانحلال الأخلاقي، أو إلى الفتنة بين الناس، أو إلى التطرف، والتعصب من خلال فيلم، أو كتاب أو شعر أو رأي، أو مشورة، أو نصح، أو غيرها، ثم لم تقتصر مضار هذه الأشياء عليه بل انتقلت إلى غيره، فعمل بها وسار عليها

.✿✿✿✿✿

يقول الرسول الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم) في الحديث الشريف:

« من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة».

✿✿✿✿✿

فيا من تسعى إلى السيئة، وتصر على جعلها عامة وجارية، عد إلى رشدك،

واستبدلها بالحسنة،

والصدقة الجارية،

وداوم عليها، وعندها تتحول سيئتك الجارية إلى صدقة جارية،
حيث إن أفضل الأعمال ادومها وإن قل.

✿✿✿✿✿

يا من تظلم نفسك باقتراف السيئات، والمجاهرة بها،
وتجعلها مطية لك،

جاهد نفسك لتحويل سيئاتك الجارية إلى حسنات، وصدقات جارية،

فتب وأقلع عن السيئات الجارية،
فأول شروط التوبة الإقلاع عن المعاصي والفكاك منها بلا رجعة.

✿✿✿✿✿

قال الله تعالى فى الحديث القدسى

إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها ، فإن عملها فاكتبوها بمثلها ، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة ، وإذا أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة ، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7501خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

✿✿✿✿✿

فمن هم بحسنة ففعلها فله أجرها ـ والحسنة بعشر أمثالها ـ ومن هم بسيئة ففعلها فلا يجزى إلا مثلها،
والله سبحانه وتعالى يعلم خائنة الأعين،
وما تخفي الصدور،
ومغفرته سبقت غضبه.

قال تعالى:{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }العلق14

✿✿✿✿✿

فسارع أخيرا أيها المسيء لنفسك، ولغيرك إلى دفء أحضان القرب من ربك،
وإلى مغفرته قبل أن يطالك غضبه،

واتبع قوله تعالى :

« وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ»..
( القصص 77).



Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ ♥ ♥ وفقكم الله♥ ♥ Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ