كشفت دراسة أجرتها أكاديمية سعودية عن تفضيل الأطباء للتعامل المهني مع الممرضة الأجنبية على الممرضة السعودية، مقابل تأييد المرضى التعامل مع الممرضة السعودية، استناداً إلى توافق اللغة والدين والعادات والشعور بالانتماء.
وبينت الدراسة أن نسبة الممرضات السعوديات في المملكة تصل إلى 34.4% من مجمل العاملات، وفي منطقة الرياض وحدها يفوق عدد الممرضات الأجنبيات ثلاثة أضعاف السعوديات، فيما يصل حجم تسرب الممرضات من كليات التمريض 2424 ممرضة حتى عام 1424هـ 1425هـ وذلك خلال 45 عاماً أي بنسبة تتجاوز 25% من مجموع الملتحقات بهذا المجال.
واستهدفت الدراسة التي أجرتها المساعدة في القسم النسوي بالإدارة العامة للتدريب والابتعاث سابقاً حصة عبدالله الحسيني، تقييم وضع الممرضة السعودية عن طريق التركيز على العوامل والمعوقات التي تؤدي إلى تهميش دورها، ودراسة أثر قصور برامج الإعداد والتدريب العملي في كفاءتها وأدائها.
وأوضحت الباحثة أن الدراسة التي أقرتها وزارة الصحة في منطقة الرياض بُنيت على شريحة من الممرضات تضم 446 ممرضة بنسبة 65.3% من مجموع المراكز الصحية و144 طبيباً بنسبة 69.9% من المراكز الصحية و30.9% من المستشفيات، فيما ينحصر عدد المرضى في الدراسة في 521 مريضاً بنسبة 73.1% من المراكز الصحية و26.9% من المستشفيات.
وعزت الحسيني الأسباب التي تدفع الأطباء لتفضيل التعامل مع الممرضات الأجنبيات إلى نقص التأهيل والتدريب للممرضة السعودية وقلة الخبرة، إضافة إلى عدم إتقانها اللغة الإنجليزية وكثرة استئذانها من العمل.
وفي الوقت الذي أكدت فيه الباحثة أنه لم يتم التوصل إلى دراسات توضح أعداد الممرضات المتسربات سواء على مستوى المملكة أو على مستوى منطقة الرياض، إلا أن البحث أوضح أن عدد المتسربات من خريجات التمريض من المعاهد والكليات الصحية حتى نهاية عام 1424/ 1425 بلغ 2424 ممرضة على مدى 45 عاما، أي بنسبة 25.3%.
وفسرت الحسيني الأمر قائلة"بلغ عدد خريجات التمريض في المعاهد والكليات الصحية حتى نهاية عام 1424/ 1425 هـ 9577 ممرضة، يعمل منهن في وزارة الصحة 7153 ممرضة سعودية للفترة نفسها، أي أن الأعداد المتسربة هي 2424 فقط على مدى 45 عاما، أي بنسبة 25.3% من الممرضات"، موضحة أن المعاهد والكليات الصحية خرجت 11324 ممرضة متخصصات في التمريض من جميع مناطق المملكة حتى نهاية عام 1426، إضافة إلى 603 فنيات من تخصصات غير التمريض، ليصبح إجمالي الخريجات 11927 فنية.
وخرجت الدراسة بتوصيات منها تحديد مهام الممرضة عن طريق وصف وظيفي يتناسب مع طبيعة الممرضة في كل مكان عمل، وتستخدم كمرجع للممرضة، واستحداث اسم طبي وظيفي يطلق عليه "مساعد فني"، بحيث ينحصر عملها في التطهير والتنظيف واستخدام شبكة الهاتف، ونقل المريض، وأوصت بأن يتاح الخيار للممرضة السعودية للعمل بنصف دوام وبنصف راتب، إضافة إلى إتاحة فرصة الدوام الجزئي للممرضة السعودية.
وأدرجت الحسيني حلا بديلا للدوام الجزئي للممرضات بقولها "يتمثل الحل البديل للدوام الجزئي في توزيع ساعات العمل على فترتين بالنسبة للمراكز الصحية، وأربع فترات بالنسبة للمستشفيات، وفسرت ذلك بضرورة تحديد الفترة الأولى من الدوام في المراكز الصحية من الساعة الثامنة صباحا إلى الثانية بعد الظهر، فيما تنحصر الفترة الثانية من الساعة 12 - 6 مساء"، مشددة على أن يكون خلال هذه الفترة تبادل بين الممرضات ما بين الفترتين الصباحية والمسائية.
أما بالنسبة لطريقة تقسيم الفترات الأربع للمستشفيات فحددتها الباحثة بأن تكون الفترة الأولى من 6 - 12 ظهرا، والثانية من 12 - 6 مساء، أما الثالثة فمن 6 - 12 ليلا، في حين تبدأ الفترة الأخيرة من 12 - 6 صباحا، بحيث تمتد كل فترة لست ساعات فقط، مشيرة إلى ضرورة التبادل في أوقات الدوام بين الممرضات، فهذه الطريقة ستتيح فرصاً وظيفية للخريجات دون تكدس أو إرهاق للموظفة.
ودعت الباحثة إلى توزيع الممرضات السعوديات في المستشفيات على الأقسام النسائية، وأن تكون المناوبة الليلية من نصيب الذكور، مع ضرورة توفير وسيلة مواصلات أثناء الحاجة للمناوبة الليلية، وإعطاء يوم راحة بعد المناوبة الليلية، وزيادة الحوافز المادية للممرضات، خاصة من يعملن في أقسام الطوارئ والعناية المركزة وأقسام العدوى والجراحة.
وطالبت الدراسة بتحسين بيئة العمل من خلال استحداث حضانات داخل المراكز الصحية والمستشفيات لأطفال الممرضات والموظفات، والعمل على توفير أوقات للاستراحة والأكل والصلاة أثناء فترات الدوام، وإيجاد لوائح خاصة لحماية الممرضات في أماكن العمل من قبل المراجعين، بحيث يفعل هذا الجانب عن طريق الإدارة العامة للتمريض، وإيجاد الحوافز المعنوية للممرضة السعودية كالتأمين الصحي والتكريم للمتميزات بالعمل.
وأوصت الدراسة بتدريب وتأهيل الممرضات اللواتي على رأس العمل، والتخطيط المناسب بما يتلاءم مع سوق العمل، وتفعيل برامج التدريب الحديثة التي وافقت عليها الوزارة، وجعل برامج التعليم المستمر إجبارية، وطالبت بأن تكون درجة البكالوريوس هي أدنى مستوى لتعليم مهنة التمريض وفقا للخطة الخمسية.
وأشارت الحسيني إلى أهمية توجيه الممرضات حديثات التخرج إلى العمل في المستشفيات، حتى يتمكن من اكتساب الخبرة، ومن ثم يتم تحويلهن إلى المراكز، إضافة إلى التركيز على تدريب ممرضات المراكز الصحية، نظرا للروتين الذي يغلب على تلك المراكز، إضافة إلى أن معظم موظفات المراكز من خريجات الدبلوم.
وأوصت الدراسة بتشجيع الممرضة السعودية على استكمال دراستها الجامعية أو الدراسات العليا لتحسين مستواها الوظيفي، بإزالة العقبات والشروط الخاصة باستكمال الدراسة، وزيادة التخصصات الطبية بجانب التمريض، مثل أقسام تمريض الأطفال والعمليات، والطوارئ، وإعادة فتح مكتب تعليم صحي نسائي يتبع الإدارة العامة للمعاهد والكليات الصحية في منطقة الرياض على الأقل، للإشراف بشكل مركزي على المعاهد الصحية الحالية للبنات.
المصدر: جريدة الوطن