عــندما كــنت صـــغيرا اعــتادت أمــي أن تـــحضر فــطوراً ممــيزاً مــن وقــت لآخــر ومــازلت أتــذكر لــيلة واحــــده فــي التــحديد ،
بــعد يـــوم طــويل ومــرهق فــي الــعمل ،
فــي تــلك الأمـــسية وبـــعد وقــت طــويل ، وضـــعت أمــي طبــقا مــن البـــيض والــنقانق
...
والــبسكويت مــحروق للــغاية عــلى طــاولة امــام ابـــي أتــذكر أننـــي انـــتظرت لأرى ان كــان أي شــخص قــد لاحــظ ،
ولــكن كــل مــا فــعله أبــي كـــان الــتقاط بـــسكوتة والابـــتسام لأمــي ثــم ســألني كــيف كــان يــومي فــي الــمدرسة ،
لا أذكــر بـــالتحديد مــا أخــبرته تــلك اللــيلة ،

ولــكني أذكــر تــماما كــيف شــاهدته يـــضع الــزبدة والــمربى عــلى الــبسكويت ويــأكل كــل لــقمة مــنه
عــندما غــادرت الــطاولة فــي تــلك اللــيلة أذكــر أنــي ســمعت أمــي تــعتذر لأبــي عــن الــبسكويت الــمحروق ،
وكــل مـــا قــاله لــها : عــزيزتي أنــا أحــب الــبسكويت الــمحروق..

فــي وقــت لاحــق مــن تــلك اللــيلة ذهــبت لأقـــبّل أبــي
وأتــمنى لــه لــيلة ســعيدة
وســألته ان كــان حــقا قــد أحــب الــبسكويت الــمحروق؟

فــأخذني فــي حــضنه و قــال لــي ،
ان أمــك واجــهت يــوما شــاقا فــي الــعمل الــيوم ،وأنــها حــقا مــتعبة ،
بــالاضافة الــى أن الــقليل مــن الــبسكويت الــمحروق لــن يــضر أحــداً !
فــالحياة مــليئة بــأشياء وأنــاس غــير مــثاليين ، فــأنا لــست الأفــضل فــي أي شــيء تــقريبا، وانــا افــعل اخــطاءاً كــثيرة أنــسى أن اهــنئ الــناس فــي مــناسباتهم الــخاصة..

مــا تــعلمته بــمرور الـــزمن هــو تعــلم قــبول أخــطاء بــعضنا الــبعض - واخــتيار أن ننــحى اخــتلافات بـــعضنا الــبعض - هــــو واحــد مــن أهــم الــمفاتيح لإنــشاء ونــماء الـــمحافظة عـــلى الــعلاقات .

وانــه امــامي خــياراين:
امــا ان اغــفر لــلاخرين فــانا ايـــضا اخـــطيء .

او ان اتـــذكر اخـــطاء الاخــرين و اتــذكر اخــطائي ,
اعــاقب الاخــرين عــلى ذلــك و اعــاقب نــفسي