تعرَّف على القدرات والمهارات، التي تمتلكها لتعمل على تحسينها وتضيف إليها، فهي الأساس الذي ستشيِّد عليه بناء مستقبلك المشرق بإذن الله.
فوجود الإيجابيات فيك، يعني أنك قادر على التغيير والانطلاق للأمام، ومعرفتها سيكون بمثابة المصباح الذي يضيء لك الطريق، عندما تعترضك بعض العقبات أو يضيق صدرك، ويعتريك بعض الضعف البشري الطبيعي.
قد يفيدك لو سألت معارفك وأصدقاءك وأقاربك عن نقاط قوتك، ومواطن التحسين اللازمة؛ لذا تعرّف على القدرات التي تنقصك، والمهارات التي تحتاج إلى اكتسابها وتعلمها.
ليس المقصود هنا أن تنصت السمع للناقدين والسلبيين، وإنما القصد أن تعرف عن نفسك من وجهة نظر الآخرين، نقاطًا محددة وواضحة يمكنك العمل على تغييرها؛ لذلك لا تنزعج، ولا تتوقع أن يكون كل ما يقال عنك جيدًا.
فلا تتوقع المديح والثناء فحسب، بل توقع أن تسمع عن نفسك بعض السلبيات، وهذا بالطبع لا يعني أنك إنسان سيء، بل يعني أنك إنسان فقط.
لنأخذ مثالًا عمليًا:
لنتعرف الآن على بعض النقاط، التي توضح هذه الخطوة الأساسية لخطة التطوير الشخصي (معرفة موقعك الآن)، هل تريد أن تسافر إلى مكة المكرمة للعمرة؟
هذا أمر جيد، ولكنه يحتاج إلى الاستعداد البسيط، أين أنت الآن؟ فإذا كنت في جدة، فإن استعدادك سيكون أقل بكثير مما لو كنت في الكويت.
ما هي قدراتك ومهاراتك وإيجابياتك؟ السيارة الجيدة؟ المال الكافي للسفر؟ المال الكافي لسداد الفواتير التي صدرت عليك، خلال الشهر من هاتف وماء وكهرباء وغيرها؟ الصحة الجيدة؟ هذا حسن، ولكن!
ما هي سلبياتك أو ما ينقصك من مهارات وقدرات؟ عدم العلم بالطريق؟ عدم المعرفة بمناسك العمرة ومبطلاتها؟ الارتباط بالعمل؟ الحاجة إلى سداد قسط مدارس الأبناء؟
من هنا يتضح أنك تملك إيجابيات، تحتاج إلى الاحتفاظ بها وتطويرها مثل: السيارة التي يلزمك صيانتها، وتعبئتها بالوقود، وتجهيزها للسفر الطويل، والمال الكافي للسفر وسداد الفواتير.
ولكن هناك نقطة في خانة السلبيات تحتاج منك إلى العمل عليها، وهي التنسيق والموازنة بين حاجتك إلى السفر، وبين أهمية سداد الفواتير الصادرة عليك في هذا الوقت بالذات، إضافة إلى السلبيات الأخرى التي ذكرناها، والتي يلزمك أن تعمل على تلافيها من خلال زيادة معلوماتك الفقهية المتعلقة بالعمرة، وشراء بعض الخرائط، وجمع المعلومات اللازمة عن الطريق.
هذا هو بالضبط، ما تحتاج إلى فعله في الحياة، فالحياة رحلة، يمكنك أن تجعل منها تجربة مليئة بالإثارة، وأن تترك فيها أثرًا حسنًا وذكرًا طيبًا، كما يمكنك في المقابل أن تجعلها مليئة بالملل والسأم، وأن تكتفي فقط بالنظر إلى قوافل المسافرين.