بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقلب سحر الكفرة على الكفر
الحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام و إلى هدي نبي الحق محمد صلى الله عليه وسلم , و ما كنا نهتدي لولا أن منّ الله علينا و هدانا ,
بالرغم من الهجمات المتتالية , و الغزوات الفكرية المتواصلة على أبناء الأمة الإسلامية , إلا أن أبناءها ضلوا يعتزون بدينهم , و يسجدون و يركعون في كل بقاع الأرض و في بلاد الغرب أمام أعينهم و في أماكنهم العامة .
منذ أن ظهر النبي صلى الله عليه وسلم و نار الحقد تحرق أفئدة الذين كفروا من اليهود و النصارى و كلن منهم مغتاظ لظهور رسول الله من العرب ,
أرسل الله محمد صلى الله عليه وسلم بدين الحق ليكون هو دين الله في الأرض إلى يوم البعث , ولا يقبل الله دينه سواه عند الحساب ,
بدأت الدعوة للإسلام من مكة و بعد معانات الرسول صلى الله عليه وسلم مع قريش هاجر و أنتقلت الدعوة إلى المدينة لتكون بداية نشأت الدولة الإسلامية, و منها أنطلق الفرسان المجاهدين , لإعلاء كلمة الله في العالمين , أستمر الفتح من حينها إلى عهد الدولة العثمانية .
وما كان الأمر سهلاً , ولم تكن الفتوحات تتم دون التضحيات , كل من عرف الله و آمن به ضحى بماله و ولده و أهله لأجل إعلاء كلمة الله , و منهم قدوة المسلمين الرسول صلى الله عليه وسلم الذي مات في سبيل رسالته عمه أسد الله حمزة , و أيضا في غزة أحد فقد الإسلام من الأبطال الكثير و كدنا أن نضيع نبينا عليه أفضل الصلوات, و ضاقت بهم الأرض حينها ولكن رحمة الله و بسالة أصحاب الإيمان القوية الطالبه للجنة التي تردد " يا حبذا الجنة و أقترابها , باردةً و طيبٌ شرابها" لاذت عن نبي الله و نصروا دينهم .
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها .. فرجت وكنت أظنها لا تفرج
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في (صحيح مسلم) :
"بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء"
أي بدأ غريباً لا يعرفه أحد , ثم يظهر مره أخرى غريباً كما بدأ لا يعرفه إلا قليل .
قبل عقدين من الآن كان العالم الغربي يجهل الإسلام , و كثير منهم لا يعرف ما هو الإسلام , و الذين يعرفونه أكثرهم لا يعرفون منه سوى الاسم .
ثم أراد الله سبحانه و تعالى بحكمته خير لهذه الأمة و عودة لها , على يد أعدائها الحاقدين حين أشتد كرههم لدين الإسلام و شنوا حرب إعلامية عليه و أرادوا تشويه صورت الإسلام لإطفاء نور الله ولكن أبا الله ألا أن يتم نورة.
قال تعالى: "يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ"
فبدأ منذ ذلك الوقت اسم الإسلام يتردد عند العالم بأسره , فأصبح عند الكثير منهم الفضول لمعرفة هذا الدين و القراءة عنه ,ومن هذه الحملة أسدى الغرب خدمة للإسلام لطالما عجز المسلمين عن تحقيقها , و هي قراءة العالم عن الإسلام , فبمجرد القراءة عن الإسلام سيتبين للكثير منهم أنه الدين الصحيح .
فلم يبقى دار في هذه الأرض إلا و أتاها خبر الإسلام ,ليصدقوا على قول النبي الصادق صلى الله عليه وسلم في قوله:
" ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر "
أخرجة أحمد ,و صححه الألباني
حينها أنقلب سحر الكفرة على الكفر , و تحولت حملاتهم الضالة من تشويه للإسلام إلى ترويج له . . و بعد استياء المسلمين من هذه الحملات , تبين أن الله أراد بها حكمة لم نفقها إلا بعد نتائجها, فسبحان الله العليم الحكيم.
{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.
فأنتشر الإسلام في أرجاء العالم أنتشار النار في الغابه, ليس هذه أقاويلنا بل واقع هم يعترفون به و بأن الإسلام يكتسح أوروبا و أمريكا و العالم , و أقر الفاتيكان نفسه بأن الإسلام تفوّق على الديانه المسيحية في العالم بــأكثر من ثلاثة ملايين مؤمن , و أن المسلمين في تزايد , و في فرنسا وحدها فقط يدخل الإسلام ما يقارب من 40 ألف فرنسي سنوياً حسب الأرقام الرسمية للحكومة الفرنسية.
و لم يغزوا الإسلام بلدانهم فقط , بل أيضاً كنائسهم , فكم من القساوسة أعلنوا إسلامهم,
و لم يتوقف الأمر على إسلام القساوسة , حتى كنائسهم تحولت إلى مساجد , ففي فرنسا خلال العقد الأخير تم إغلاق 60 كنيسة بسبب قلة مرتاديها , وفي الغالب يتم شراؤها من قبل المسلمين الذين يحولونها إلى مساجد , و يقول رئيس مجلس الديانة الإسلامية في فرنسا أن هناك 150 مسجد قيد الإنشاء , و توجد تسهيلات لهذا الأمر بسبب كثرة المصلين الذين يضطرون للصلاة خارج المساجد في الشوارع و في الأماكن العامة مما يعطل السير .
و يقول هنوت الفرنسي : لا يوجد مكان على سطح الأرض إلا وجاز الإسلام حدوده وانتشر فيه فهو الدين الوحيد الذي يميل الناس إلى اعتناقه بشدة تفوق كل دين آخر.
فسبحان الذي صدقنا وعده و أقترب نصره , العودة قريبه و عودة حميدة بأذن الله لهذي الأمة.
و أحث من خلال هذا المقال, أخواني و أخواتي المسلمين إلى إظهار الأعتزاز بالإسلام بكل الطرق و استغلال الفرص لهذا الأمر , و ربط محاسننا بالإسلام و فضله علينا بأن دلنا إلى هذي المحاسن , و الظهور بهيئة المسلم إذا أمكن.
و ننشد:
مما زادني شرفاً وتيهاً .. وكدن بإخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي .. وأن صيرت أحمد لي نبياً
و أذكر لكم موقف إعتزاز بالدين لشاب أعرفه لم يتجاوز عمره 22 عاماً , حين كان جالساً مع أصدقائه فأتت فتاتين جميلتين إلى مكان جلوسهم فصافحن أصدقائه , فلما أتى الدور عنده لم يمد يده و قال بأعتزاز : المعذره أنا مسلم .
لم يكتفي بالرفض , بل أعتز بالإسلام بقوله و فعله.
و نذكر أيضا قصة خالد بن الوليد رضي الله عنه عندما ذهب لقتال الروم , فحاول قائد الروم أن يسخر من خالد و قال له: سمعت أنه لم يخرجكما إلا الجوع و العطش.. فتعالوا نعطي كل واحد منكم مال و في العام القادم تأتوني و نعطيكم مثله!فرد عليه خالد رد أظهر فيها عزة الإسلام و المسلمين فقال له: لا والله ما أخرجنا الجوع أو العطش ولكننا قوم نشرب الدماء وقد سمعنا أنه لا دم أطيب من دماء الروم فجئنا نشرب من دمائكم.
و مثل هذه القصص و المواقف كثيره في العصور السابقه و العصر الحالي , و اسأل الله أن يعز دينه ومن يتبع دينه و ينصره بكم, و إني والله أرى الإسلام عاد غريباً كما بدأ و أني على يقين بعد غفلته سيستيقض قريباً.
الكاتب: راشد خليفة المزروعي