بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شعار الحملات في فكرة و فكر

تعتبر الحملات التوعوية من الفعاليات الأساسية لتغيير سلوك المجتمع, و رفع الوعي, و الإرشاد إلى الصواب و الأصوب , تُنظم هذه الحملات وفق خطط مرسومه وشعارات ترويجية و فئات مستهدفه , كما إن للحملات طرق عديدة لإيصال رسائلها إلى المجتمع منها , الإعلام المرئي,الإعلام المقروء,المنشورات,البريد الإلكتروني,و المواقع الاجتماعية,



مؤسساتنا الحكومية على علم بأهمية الحملات التوعوية , و تلاحظ نتائجها الإيجابية , فعدتها من أساسيات عملها , و أولويات أعمالها حيث تخصص لها ميزانية سنوية , و فريق عمل مُنظم يقود الحملات بأحترافية.



ترتكز المشاريع على عدة ركائز, و أحد هذه الركائز "شعار المشروع" فهو عنوان المشروع وفكرته , و لأهميته البالغة يصب المنظمون أهتمامهم الكبير في اختيار الشعار المناسب وفق معايير معينه تحقق أهدافهم المرجوّه, و الشعار يعد أحد أسباب ناجح المشروع إذا امتاز بسهولة حفظه و بساطة نطقه و تأثيره في النفس و أقناعة للعقل .



الحملات في الغالب ترفع شعارات تتكون من جملة بسيطة ألفها الفريق المنظم للحملة , وقد يكون الشعار بسيط و مُعبر للحملة , لكنه في كثير من الأحيان لا يصل إلى حد حفظه أو ثباته في عقول الناس , لأنه لم يبلغ من التأثير و لفت الانتباه الحد المطلوب منه.



و لكي تتمكن من إقناع مجتمع بفكرة ما, عليك دراسة ثقافتهم لتعرف ما السبل التي عليك سلكُها لتصل إلى عقولهم و مشاعرهم , و نحن كأحد أفراد هذا المجتمع , على دراية تامة بثقافة مجتمعنا , الذي يُعد "الدين" مرجع له و أصل ثقافته , فمن هذا المنطلق أستطيع القول أن الدين من الحلول الجيدة الممكن توظيفه في إرشاد المجتمع , و رفع الوعي فيه , وكما يعلم الجميع إن الإسلام نظام شامل متكامل للحياة.



فإذا بحثنا فيه عن نصائح أو تحذيرات في حفظ الثروات والنعم , أو إرشادات في المشي و السير في الطرقات , الذي يتماشى حتى مع قيادة المركبات سنجد الأجوبة الكافية في كلام الله و حديث الرسول صلى الله عليه وسلم و أقوال التابعين والسلف, ولم تقتصر التوجيهات في المجالات التي ذكرتها ففي كل طريق صائب للدين فيه قدم , و بإمكاننا استنباط منه شعارات للحملات مؤثر في سلوك المجتمع.



أذكر جيداً أحد الحملات تحمل شعار "اقرأ و ربُك الأكرم" فكان الشعار له تأثير بالغ عليّ و شجعني على القراءة أكثر , لأني علمت من خلال الشعار إذا قرأت سيكرمني ربي , و أصبح شعار الحملة المستخرج من القرآن يتردد على لساني عند نصحي لشخص بالقراءة , فأقول له " اقرأ و وربُك الأكرم " .



نريد مثل هذه الشعارات تُعنوّن الحملات, شعارات تثبت في عقول الناس و يستشهدون بها لحث المجتمع على فعل الصواب.



و لن يستعصي على المنظمين ترجمة الشعارات إلى لغات أخرى, تُترجم كما تُترجم الشعارات الحالية للحملات , و في ترجمة الشعارات المستنبطة من التوجيهات الدينية ترسيخ لثقافة المجتمع الإماراتي في الدولة و عند الأجانب و إظهار الصورة الصحيح للإسلام و اعتداله , وهذا التوجه مساير لتوجه الحكومة التي تظهر ثقافة مجتمعها من خلال تصاميم الإسلامية للمشاريع الحديثة و السكنية والأفكار الأخرى.



و نرجو من المؤسسات الحكومية دراسة فكرة فكر إسلامي لحملاتها.



الكاتب: راشد خليفة المزروعي

Twitter: @rashidkhalifa