أول دماء تلطّخ يد أوباما

الكاتب الصحفي إريك مارجوليس، الذي تظهر مقالاته في العديد من الصحف المعروفة عالميا، مثل (نيويورك تايمز)، و (هيرالد تريبيون)، و ( التايمز اللندنية)، كتب أخيرا تحت عنوان " أمريكا تحرّك عشّ الزنابير في باكستان " .
فيقول أن باكستان قد استجابت أخيرا لمطالب واشنطن الغاضبة، بإطلاق قواها العسكرية ضد قبائل الباشتون الثائرة، في جبهة المقاطعة الشمالية الغربية، التي يطلق عليها ـ خطأ ـ اسم " طالبان " . لقد هددت إدارة أوباما بقطع المعونة الأمريكية السنوية البالغة 2 بليون دولار لتلحق الإفلاس بالقيادة الباكستانية السياسية و العسكرية، بالإضافة إلى تجميد 6.5 بليون دولار أخرى، من المساعدات المستقبلية، ما لم ترسل إسلام أباد جنودها إلى الجبهة المضطربة عند الحدود الأفغانية .
فماذا كانت النتيجة ؟ .. سيول من الدماء . مقتل ألف إرهابي ( في حقيقة الأمر معظمهم من المدنيين)، بالإضافة إلى ملايين البشر ـ معظمهم من شعب سوات المدني ـ أبعدوا عن بيوتهم و أصبح الذي بقي منهم على قيد الحياة من اللاجئين .. أوّل دماء تلطّخ يدي أوباما .
استكمالا لخيبة بوش

نتيجة لعدم قدرة واشنطون المحبطة على تهدئة قبائل الباشتون ( التي يطلق عليها في خطأ متعمّد اسم طالبان )، بدأت إدارة أوباما في تمزيق باكستان، كمحاولة لإنهاء المقاومة الباشتونية، في أفغانستان و باكستان . الطائرات الأمريكية بدون طيّار (الزنّانة )، التابعة لوكالة المخابرات الأمريكية، قتلت ما يزيد عن 700 باشتوني باكستاني، كان منهم 6% فقط من المقاتلين، و الباقي من المدنيين .
يقول الكاتب مارجيلوس أن الباشتون، يعتبرون من أكبر القبائل عددا . 50 مليون يعيشون في أفغانستان، و هم يشكّلون نصف عدد سكانها . و 28 مليون يعيشون ملاصقين عبر الحدود الباكستانية .. و التاريخ يقول أن الاستعماريين البريطانيين قسموا الباشتون نصفين بحدود مصطنعة، كما هو حالهم تاريخيا .. و منذ ذلك الوقت و الباشتون يرفضون هذا .
و يضيف مارجيلوس قائلا " لقد كنت وسط الباشتون في حربهم، و شاهدت بنفسي شجاعتهم الأسطورية، و شعورهم القوي بالافتخار و التصميم .. و الفرد منّا سرعان ما يتعلّم ألاّ يهدد بشتونيا، أو ينذره .. و هم ما زالوا يتمسّكون بمبادئهم : لا تهاجم الباشتون، و لا تحاول خداعهم، و لا تهينهم .. فبالنسبة للباشتون يعتبر الانتقام شيئا مقدّسا .." .

الخطر الحقيقي الذي ينتظر أوباما


الخطر الحقيقي يكمن في تقمّص أمريكا دور الفيل الوحشي الغاضب، بينما تقف الباكستان أمام أقدامه مرتعشة .. و إصرار إدارة أوباما على إرغام الجيش الباكستاني على شن حرب على شعبه .. وهذا هو الذي يمكن أن يقود إلى تكرار المأساة الأمريكية في احتلال العراق، التي حوّلته إلى ثلاثة أقسام ضعيفة .
و يقول الكاتب إريك مارجيلوس " إذا ما استمرّ هذا، فعند نقطة معيّنة، قد يثور الجنود الباكستانيون، و يطلقون النار على الجنرالات و السياسيين الفاسدين، الذين تظهر أٍسماؤهم على قائمة المصاريف الخاصّة الأمريكية .." .

راجي عنايت