أقدم لك هنا أكثر الطرق فعالية ونجاحًا في تحقيق التآلف مع الآخرين، وإنماء علاقتك بهم، حتى أصعب الناس طبعًا: 1. الملاحظة/ الإنسجام/ القيادة: ابدأ بملاحظة المفردات التي يستعملها الشخص الآخر، حركات جسمه، نغمة صوته، اللغة، والتعبيرات الخاصة التي يستخدمها في حديثه، ثم افعل مثله واستخدم نظامه التمثيلي، فإذا لاحظت أنه إنسان بصري، سمعي، حسي، عليك أن تكون مثله، وحاول أن تتماشى معه لفترة قصيرة، ابدأ بعدها في تولي القيادة؛ لكي تحقق الآلفة التامة بينكما على المستوى اللا واعي. 2. الإستماع باهتمام وعدم المقاطعة:
(هناك الكثيرون يذهبون للطبيب، عندما يكون كل ما يريدونه هو شخص يستمع إليهم)
مجلة ريدرز ديجست
هل حدث وأن قاطعك شخص، وأنت تتحدث معه لكي يكمل جملتك أو عبارتك؟ بماذا شعرت حينئذ؟ ربما تعلم أن الله قد جعل لنا فمًا واحدًا وأذنين؛ لكي نسمع أكثر مما نتكلم، وقد قال بابليليوس سيرس في هذا السياق: (إنني دائمًا ما أشعر بالندم، عندما أتحدث وليس عندما ألتزم الصمت). والإستماع له أهمية كبيرة؛ لأنه سيساعدك على تفهم الشخص الآخر، وليس هذا فحسب، بل يساعد على تحقيق التآلف والتوافق معه أيضًا؛ لذلك عليك أن تحسن الإستماع وعدم المقاطعة، قم بتشجيع الطرف الآخر على الكلام بأن توجه إليه أسئلة عامة، ومفتوحة، ولا تلفت نظره إلى ملحوظة إلا عندما تشعر بأن ذلك ملائم، فيقول دانتيه: (إن من يحسن الإستماع، يستطيع أن يستخلص ملاحظات). 3. الإبتسامة: احرص على الإحتفاظ بإبتسامة رقيقة دافئة على وجهك، حتى يشعر الطرف الآخر بالراحة والطمأنينة. 4. الإحتفاظ بتلاقي الأعين: كثير من الناس يخطئون فهم ما يعنيه تلاقي النظر، فالبعض يعتقدون أن الإستمرار في النظر في عين الآخرين ليس من الأدب، كما أنه يعد أمر مزعج للطرف الآخر، بينما يرى البعض الآخر أنه من الأفضل متابعة نفس طريقة تحركات الطرف الآخر وهذا صحيحًا، لكن ماذا يفعلون إذا كان الطرف الآخر دائم التجوال ببصره في كل مكان؟ في ممارسة التأمل يقولون انظر إلى العين الثالثة، في وسط الجبهة، وقد وجدت فعلًا أفضل طريقة للإحتفاظ بتواصل الأعين، هو أن تنتقل بعينك من عين إلى أخرى، ثم إلى مركز الوجه. 5. التركيز على النوايا: هناك إفتراض في البرمجة اللغوية العصبية يقول: (أن كل سلوك له غرض إيجابي)، فعلى سبيل المثال: إذا ما سألت لصًا لماذا تسرق؟، ربما يكون رده: لأني أريد أن أشتري سيارة، أقوم برحلة، أمتلك منزلًا وأكون سعيدًا. ألست تتفق معي في أن هذا هو كل ما يسعى إليه البشر جميعًا (تحقيق السعادة)، لقد كانت نواياه حسنة، لكن سلوكه والطريقة التي حاول أن يحقق بها أهدافه خطأ؛ وبالتالي جعلته يدخل السجن. من هنا عليك أن تركز على نوايا الآخرين، حتى إذا ما اختلف معك أحدًا، أو وجّه إليك إهانة ما لا تقع في فخ كلماته أو سلوكه. 6. العزل: عندما يعرض عليك أحد مرؤوسيك مشكلة ما، عليك بعزل الموقف، ثم اسأله إذا ما كان هناك أي مشاكل أخرى بجانب تلك المشكلة التي عرضها عليك، فبهذه الطريقة يمكنك أن تواجه تلك المشكلات أيضًا، فمثلًا تقول له: هل هناك شيء أخر بالإضافة إلى ما عرضته علي الآن؟ إذا جاءت إجابته بـ (نعم)، اسأله ما هو؟، وإذا كانت إجابته (لا)، سيكون عليك أن تواجه هذه المشكلة فقط. 7. طلب الحلول: عندما يعرض عليك أحد مرؤوسيك مشكلة، اشركه معك في حلها، ولا تقدم أنت الحل له؛ لأن ذلك قد يدفعه لأن يأتي إليك بمشكلاته الأخرى، ويستمر في الإعتماد عليك لحلها، فمثلًا هل ترى الآن بصورة مختلفة، أو ما هو رأيك لحل المشكلة؟ 8. مد يد العون: يمكن أن تمد يد العون والمساعدة لأحد مرؤوسيك، حتى يكون لديه خيارات أكثر، أو لكي يرى الموقف من زاوية مختلفة، فمثلًا هل أخذت في إعتبارك هذا الإتجاه؟، أو هل تحب أن أعرض عليك طريقة أخرى؟ 9. التقمص العاطفي: أي تجعل الطرف الآخر يشعر بأنك مهتم فعلًا بالأمر، فعندما تفعل ذلك يمكنك أن تقول إنني متفهم للأمر، وأستطيع أن أقدر ذلك، ويمكنك أيضًا أن تقول إنني متأكد أن لديك سببًا قويًا، يدفعك لأن تتصرف بهذا الشكل.