الحياة عبارة عن إيقاعات تسامر روح الإنسان وتسيِّر حياته بعد توفيقٍ من الله عز وجل فهي لوازم تلازم حياته ملازمةً تامّة وهي أيضاً تقوم مقام الكمال فلكلٍّ إيقاع و تابع وهذا التابع له سماته وخواصه.. فالحب هو أحد إيقاعات الحياة والعاطفة تابع كما أنَّ الضمير تابعٌ أيضا والتوابع من منظوري الشخصي نوعان:- نوعٌ يسمى تابعٌ إيقاعي وترنيمٌ صادع , والنوع الآخر يسمّى تابعٌ روحي..فالعاطفة تابعٌ إيقاعي أي أنّه تابعٌ لإيقاعٍ معيّن , والضمير تابعٌ روحي أي أنّه تابعٌ لروحِ الإنسان وتوجّهاته وأعماله..تُستخدم العاطفة في كثيرٍ من إيقاعات ولوازم الحياة وإن تحدّثنا عنها بالتفصيل لن نصل إلى فائدةٍ واضحة الملامح وسيطول بنا المقال ولكن في هذه المقالة سأتحدث عن إيقاع الحب سأتحدّث عن الشعاع الإيقاعي وهو أحد لوازم الحياة وأحد جماليّات هذه الكوكبة المعيشيّة التي نعاشرها ونسير في أرجائها .. هذا الإيقاع المرن الذي لا نكاد نستطيع التفكير بروح سواه فهو غذاءٌ عقلي كما أنّه جاذبٌ للتابع الإيقاعي "العاطفة" فالشخص يحب أي أنّه يتعامل مع العاطفة ويراها حياةً له فيجب عليه حينها أن يمارس الاتزان بين التابع الروحي "الضمير" وبين التابع الإيقاعي "العاطفة"..فالحب إيقاعٌ مرن تحتاجه الإيقاعات الأخرى من حيث الترنيم والعاطفة ولا نستطيع أن نسميها تابعاً لأنّها من لوازم الحياة .. فالتربية على سبيل المثال فيها حبٌّ وكره وهي من اللوازم وفيها عاطفة وضمير وهي توابع ,, فدعونا نرتّب الأمور لتتضح الصورة أكثر..ذكرت في مقال تربوي سابق عنونته بــ"كن تربويّاً تك مربّياً" وتحدثت فيه عن التربية الذاتية في النواحي العاطفية وذكرت أنّ العاطفة كالملح في الطعام لا يمكن الإفراط أو التفريط فيها وهنا أقول أحياناً يشعر الإنسان بأن حبه لصديقه لا يجب أن يكون عاطفيّاً حتميّاً وهذه رسائل الضمير فالضمير يؤنّب ويهذّب ويقلّب الأمور والعاطفة شأنها تهييج مشاعر فحسب والحب يستزيد بالعاطفة فيقف الشخص حائراً ..إنَّ النقص والتوتر هو على أيّة حال يرجع إلى آلةٍ نفسيّة فالبعد عن النظر إلى كمّية عمق التوابع في الذات وإلى أين وصلت أو مانسمّيه بالمحاسبة هذا سبب أساسي ورئيس في التشتت العاطفي فالإنسان يجب أن يعتمد على التربية الذاتيّة للنفس ويحكّم عقله وفكره كلّما أقدم على شيء..فمن اللامعقول أن يعشق الشخص دون أن يرى ما تخفيه تلك التجربة.. الحب ليس لعبةً مسلّية الحب شعاعٌ له إيقاعه ورسمه.. الكثير يشكون من جور الحب وعمق فلسفة العشق الذي ينعتها بالمرض أحياناً لأنّه يشكو كثيراً من سقمها وما عَلِمَ أنَّ للعاطفة مسكن تنمو فيها يوماً بعد يوم وليس تطبيقاً تقنيّاً تجعله بهاتفك أنّا شئت قلبتَ أناملك وناظريك عليه!..العاطفة تابعٌ حيّ يجب أن يُصان فحاول أن تضع العاطفة في ميزانٍ عادل بين شعاع الحب وروح الضمير..- عبدالله الخراز..1431Abdullah@