النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: كيف تكون إيجابيا؟ لا تلقي بشماعة مشاكلك على الآخرين

#1
الصورة الرمزية محمد أحمد إسماعيل
محمد أحمد إسماعيل غير متواجد حالياً المشرف العام
نبذه عن الكاتب
 
البلد
مصر
مجال العمل
أعمال ادارية
المشاركات
7,346

هام كيف تكون إيجابيا؟ لا تلقي بشماعة مشاكلك على الآخرين




كلاكيت أول مشهد:

رجل مدمن يدخل إلى صيدلية مهددًا الصيدلي بقتله إن لم يعطه المخدرات التي يطلبها. يرفض الصيدلي، يقتله الرجل، يدخل السجن ويحكم عليه بالسجن مدى الحياة. ويترك ولديه بالخارج، وفَارِقُ العمر بينهما 11 شهرًا.

كلاكيت ثاني مشهد:

بعد 25 عامًا يدخل ابن الرجل نفسه إلى الصيدلية ليطلب المخدرات -صورة طبق الأصل من والده- يرفض الصيدلي، يقتله الشاب، ويدخل نفس السجن ليلقى المصير نفسه.

كلاكيت ثالث مشهد:

الابن الثاني للرجل يعمل بوظيفة مرموقة محترمة على الرغم من سجن أبيه. متزوج وله ثلاثة أبناء، وناجح جدًّا في حياته، ويعيش حياة مستقرة.

سئل الاثنان عن سبب ما وصلا إليه، فأجاب كل منهما:

إنه أبي!!!!

الحرية إرادة

كم عدد الشماعات في حياتنا التي نعلق عليها ما وصلنا إليه سواء كان سلبيا أم إيجابيا؟ انتظرني لحظة أرجوك، لا تجب؛ فأنا أيضا عدد شماعاتي أكثر منك!! كم مرة نقف ونعلن بملء أفواهنا أننا دُفِعْنَا دفعًا إلى أن نسلك طريقًا خطأً، ولم تكن لنا يد في ذلك، ولكن الظروف والحياة والناس من حولنا هم الذين دفعونا؟

كم مرة استعبدتنا عادة فتحركنا معها كالأسرى، ثم حين وصلنا إلى نقطة النهاية اتهمنا الأصدقاء، ووسائل الإعلام، والدنيا كلها؟ كم مرة قلت لنفسك: يستحيل أن أجد فرصة عمل تناسبني؛ لأن الأعمال كلها بالوسائط؟

إذا كانت إجاباتك عن كل ما سبق: إنها كثيرة (عدد المرات)، فصدقني.. أنت تحتاج -مثلي- إلى أن تقرأ هذا المقال. وإن كانت الإجابة: قليلة (عدد المرات)، فأنت تحتاج إلى أن تنشر هذا المقال؛ فهناك شخص واحد فقط يستطيع أن يكون سببًا في تغيير حياتك على النحو الذي يرضيك.. هذا الشخص اسمه "أنت". إذن فحرر نفسك من الآن من أَسْر أن السبب في أي شيء وصلتَ إليه هو الآخرون؛ فالآخرون أيضًا يعتقدون أنك السبب فيما وصلوا إليه، ما رأيك في هذه الدائرة المغلقة؟ تعالَ نفتحها.

كن فاعلا

ليس لي علاقة بعلم النفس من قريب ولا بعيد، ولن تجد عندي ما أفيدك به إذا كنت تبحث عن إرشادات في علم النفس، لكني سمعت عن عالم روسي في هذا العلم أعجبتني حكايته مع كلبه، وأول الطريق (حدوتة).

كان "بافلوف" يملك كلبًا جميلا، وكان الكلب يسكن بحجرة في أعلى المنزل -لا تسألني لِمَ- وكان "بافلوف" يصعد إليه بالطعام في كل مرة عبر دَرَج خشبي إحدى درجاته مكسورة، وكلما صعد عليها "بافلوف" أحدثت صوتًا (ززززززز)، وكلما قدم "بافلوف" الطعام لكلبه سال لعاب الكلب. إلى هنا والحكاية عادية، و"بافلوف" وكلبه لا يعنيانا في شيء، إلا أنه حدثت واقعة غيَّرت من مجرى الأحداث؛ صعد "بافلوف" في يوم إلى حجرة كلبه، وضغط على الدرجة المكسورة فأحدثت نفس الصوت (زززززززز)، فسال لعاب الكلب، ومن يومها صارت لعبة لصاحبنا يتلهى بها؛ يضغط على الدرجة، فتحدث صوتًا فيسيل لعاب الكلب.

انتهت القصة وبقيت الدهشة، ترى لماذا يسيل لعاب الكلب عندما يسمع صوت الدَّرَجة؟ لا بد وأن هناك رابطًا ما ربط بين الصوت واللعاب.. كان الرابط هو أن الصوت هو المثير الذي يثير الكلب ليستعد للطعام، والاستجابة المبرمجة داخل الكلب أعطت إشارات بأن يسيل اللعاب عندما يسمع الصوت.

وهكذا أيها السادة والسيدات تولدت نظرية "المثير والاستجابة" أو "الاستجابة الشرطية" كما يسميها البعض؛ وهي ببساطة: أن هناك مثيرًا خارجيًّا (فعل) يحدث فتتولد لدينا استجابة (رد فعل)، ولكن كيف يحدث المثير؟ لا أعرف. وكيف تحدث الاستجابة؟

هذا ما قصدناه حينما تكلمنا عن الشابين ابنيْ مدمن المخدرات؛ كان المثير أن أباهما كان مدمنًا للمخدرات وكانت الاستجابة مختلفة، أحدهما رأى أنه مثل والده ولم يتحمل المسئولية وربما عاب على المجتمع والناس والحياة، والآخر رأى أنه مسئول عن تغيير وضعه إلى الأفضل فنجح.

نحن نحتاج إلى أن نكون فاعلين لا ردود أفعال. المبادرة والإيجابية هما اللذان نحتاج إليهما لكي نقتل الشماعات داخلنا، وأن نتقدم بخطى ثابتة في أي موقف من مواقف حياتنا؛ لا نتهم أحدًا بل نقولها بكل ثقة: أنا المسئول. ولكن كيف سيحدث ذلك؟ هذا ما سنعرفه عندما نتوقف في الطريق بين المثير والاستجابة.

بين المثير والاستجابة

هناك عناوين جاهزة دائمًا لدى (الردفعليين) عندما تسألهم: لماذا اتخذوا هذا الطريق، وتتلخص في ثلاث نقاط:

1- هذه صفات ورثناها لا نستطيع التخلص منها.

2- هذه عُقَد نفسية من أثر تربيتنا وتنشئتنا.

3- هذه أمور تفرضها علينا البيئة المحيطة.

بيد أن الله -تعالى- قد منح البشر ملكات إنسانية خاصة ليتعاملوا مع أحداث حياتهم بفاعلية، وبقدر ما نستخدم هذه الملكات بقدر ما نقترب من روح المبادرة والإيجابية، وبقدر ما نبتعد بقدر ما نقترب من روح الأعذار ورمي المواضيع على (الآخر)، وهذه الملكات هي:

1- الإدارك الذاتي: وهي أن تكون واعيًا بما يدور حولك مدركًا له، مثل صاحبنا في المثال السابق؛ لقد أدرك الناجح أن أباه لم يكن يسير على الطريق المستقيم، وأنه لو تصرف بنفس تصرفاته فسوف يجني النتائج نفسها، وبالتالي كانت نعمة الإدارك عنده مستخدمة.. بعكس الأخ الآخر الذي تجاهل هذه النعمة، ولم يرَ غير أنه لن يلام إذا فعل ما فعل.

2- الخيال: وهو القدرة على تجاوز حدود الحاضر والتجارب الشخصية. فقط تخيل العواقب التي سوف تجنيها عندما تتصرف برد فعل تجاه أي استجابة تجبرك على أن تكون سيئًا. أريدك في هذا التخيل أن تتخيل شكل المتعة التي ستحصل عليها الآن، ثم شكل الألم الذي سيصيبك إذا استجبت بطريقة سلبية للمؤثر الذي يؤثر عليك؛ مثلا: التدخين يسبب للمدخن متعة الآن، وهو استجابة لمؤثرات كثيرة عليه، ولكن ما رأي المدخن في السرطان؟ مرض رهيب، أليس كذلك؟ هل يحب أن يتألم من هذا المرض؟ بالطبع لا -عافاك الله- لذلك فإنه عندما يتخيل مقدار الألم العنيف الذي يسببه مرض مثل هذا بسبب تدخينه، فإنه بالتالي سوف يفكر ألف مرة قبل أن يُقْدم على هذه الفعلة.

3- الضمير: وهو القيم والمبادئ التي تقوم عليها النفس، فغريزة الجنس مثلا هي غريزة أساسية ويمكن أن تحدث لنا إثارة منها، ولكن ضميرنا الممثل في القيم والمبادئ التي نحملها تمنعنا من اتخاذ سلوك غير سوي إزاء هذه الغريزة. فإذا تصرفت واعتديت على ما ليس لك فيه حق فلا تلومن إلا نفسك.

4- الإرادة المستقلة: ويعني هذا أن تكون لدينا القدرة على التصرف بحرية بعيدًا عن المؤثرات الخارجية، كيف يحدث هذا؟ تخيل أن أحدهم يقول لك: إنك دائمًا تعطلنا عن العمل. هذا هو رأيه، ولكن ما رأيك أنت؟ إن إرادتك المستقلة سوف تجيب عن هذا السؤال بالطريقة التالية:

- اخرج خارج الدائرة المشتعلة في الحديث واسأل نفسك: هل صحيح أنني أعطلهم؟ وسوف تكون الإجابة واحدة من ثلاث: (نعم – لا – أحيانًا)، إذا كانت الإجابة نعم فاعتذر فورًا (قمة الإيجابية)، وإذا كانت الإجابة لا فوضح الأمر أو اتركه لحاله، وإذا كانت الإجابة (أحيانًا) فادرس الموضوع، واعرف لماذا تحدث هذه العَطَلَة، وبالتالي سوف تصبح في كل الأحوال القائد لزمام الأمور.

- لا تعتبر كل رأي يوجه إليك رأيًا شخصيًّا، ولكن حَكِّم عقلك وتجاربك وتخيلك في كل ما يعرض عليك، ومن قبلها ضميرك الممثل في القيم والمبادئ التي تحملها.

وبعد..

عندما نكون فاعلين فإن الحياة يصبح لها طعم آخر.. حركة أخرى.. رؤية جديدة. بادر من الآن إلى ما تبحث عنه أنت، لا ما أراده لك غيرك. علق على جدار الزمان لافتة مكتوبًا عليها اسمك دون أن تكون متأثرًا بأحد؛ فأنت كنت وما زلت وستظل نسيجًا وحدك.

عندما تحب أحب بالفعل، عندما تعمل اعمل بالفعل. اكتب ورقة واحدة تستند فيها على مبادئك واكتب فيها: ماذا أخذت من العالم اليوم، وماذا قدمت له؟

لا تنسَ أن ترسل سلامي إلى كل إيجابي.
استشارات :
- الهياكل التنظيمية
- الوصف الوظيفي
- اللوائح الداخلية للموارد البشرية
https://www.facebook.com/hrdiscussion
https://twitter.com/hrdiscussion

#2
نبذه عن الكاتب
 
البلد
المملكة الأردنية الهاشمية
مجال العمل
تخطيط اقليمي
المشاركات
22

رد: كيف تكون إيجابيا؟ لا تلقي بشماعة مشاكلك على الآخرين

رائع .. وفقك الله استاذي الكريم

#3
الصورة الرمزية sama12
sama12 غير متواجد حالياً محترف
نبذه عن الكاتب
 
البلد
اليمن
مجال العمل
سكرتيره
المشاركات
87

رد: كيف تكون إيجابيا؟ لا تلقي بشماعة مشاكلك على الآخرين

في قمت الروعه...
جزاك الله خير ...

#4
الصورة الرمزية shaimaa hanafy
shaimaa hanafy غير متواجد حالياً مستشار
نبذه عن الكاتب
 
البلد
مصر
مجال العمل
تجارة ومحاسبة
المشاركات
269

رد: كيف تكون إيجابيا؟ لا تلقي بشماعة مشاكلك على الآخرين

جزاك الله كل خير يا استاذى على موضوع الرائع والقيم
كيف تكون إيجابيا؟ لا تلقي بشماعة مشاكلك على الآخرين

#5
نبذه عن الكاتب
 
البلد
مصر
مجال العمل
موارد بشرية
المشاركات
244

رد: كيف تكون إيجابيا؟ لا تلقي بشماعة مشاكلك على الآخرين

رائع استاذ محمد اسماعيل رائع بالعرض رائع بالاسلوب رائع فى اختيار الموضوع الله يبارك فيك ويجعل ما تكتب وما تفعل من اجل ارضاء رب العزة سبحانه وجزاك كل الخير عن ما تعلمناه مما كتبت

#6
الصورة الرمزية عمرو موسى
عمرو موسى غير متواجد حالياً مستشار
نبذه عن الكاتب
 
البلد
مصر
مجال العمل
تجارة ومحاسبة
المشاركات
322

رد: كيف تكون إيجابيا؟ لا تلقي بشماعة مشاكلك على الآخرين

جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل

إقرأ أيضا...
اعجاز لغوي في القرآن ... متى تكون المرأة زوجاً ومتى لا تكون

الفرق بين الزوجة و المرأة في القرآن الكريم -- تبهرني العقول المتفتحة التي تفسر لنا ما لا ندركه من كلام الخالق جل شأنه متى تكون المرأة زوجاً ومتى لا تكون ؟ عند استقراء الآيات القرآنية التي جاء... (مشاركات: 22)


ما أجمل ان تكون غائب حاضرا على أن تكون حاضرا غائبا

قرأت نصيحة لأحد فلاسفة اليابان يقول فيها "ما أروع أن تكون غائبا حاضرا على أن تكون حاضرا غائبا"، والمتأمل في هذه الجملة البسيطة يجدها تعبر عن أهم وأخطر الآفات التي تنتشر في مجتمعاتنا العربية، فالجميع... (مشاركات: 1)


تخير ان تكون عطوفا على ان تكون محقا

تخير ان تكون عطوفا على ان تكون محقا كما عرضت ذلك للمرة الاولى في الاستيراتيجية الثانية عشرة فإن امامك فرصا عديدة كي تختار ان تكون عطوفا على ان تكون محقا ان امامك فرصا لتوضح للغير اخطاءهم .. اشياء... (مشاركات: 0)


إما أن تكون أو لا تكون ..!!

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مســــــاء .. ...............................................صباح // االطهــhttps://www.hrdiscussion.com/imgcache/2665.imgcacheــر... (مشاركات: 6)


كيف يمكنك مواجهة مشاكلك فى العمل والتغلب عليها بذكاء؟

كيف يمكنك مواجهة مشاكلك فى العمل والتغلب عليها بذكاء؟ ان الكثير منا يجد صعوبة كبيرة فى مواجهة ازماتة واضطرباتة فى العمل ولايعرف كيف يتصرف حيالها فإذا كنت من هؤلاء الذين يجدون صعوبة فى التصرف... (مشاركات: 0)


دورات تدريبية نرشحها لك

برنامج اليات التصدير وفتح اسواق لدول الكوميسا

كورس يشرح آليات التصدير وفتح اسواق لدول الكوميسا ويتناول تحليل البيئة الداخلية لدى المصدر او المنتج وتحليل البيئة الخارجية وتأثيراتها على الاسواق الجديدة والمتغيرات الدولية وتنمية مهارات الاعمال وأخيرا التسويق الدولي واختيار أسواق التصدير


Mini MBA في الانشطة اللوجستية وادارة سلاسل الامداد

برنامج متقدم يتناول موضوع الانشطة اللوجستية وسلاسل الامداد من البداية اذ يشرح أساسيات ومفهوم الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد ثم ينتقل الى شرح إدارة و تخطيط الطلب ثم يتناول اساسيات التعامل مع الموردين واخيرا كل ما يتعلق بإدارة المخازن والمستودعات ودورتها المستندية وافضل الممارسات في ادارة المخازن والمستودعات


دبلومة الصيانة الإنتاجية الشاملة TPM

برنامج متخصص في الصيانة الانتاجية الشاملة TPM يتناول اعمال الصيانة وعلاقتها بزيادة كفاءة تشغيل المعدات والآلات ويشرح استراتيجيات وسياسات الصيانة وزيادة كفاءة التشغيل وطرق التنبؤ بالاعطال وتشخيصها ووضع نظام متكامل لتكاليف الصيانة والإصلاح


كورس ادارة المخاطر بالمؤسسات الرياضية

برنامج متخصص في ادارة المخاطر في المؤسسات الرياضية يغطي الموضوعات الهامة التي تهم العاملين في هذا المجال وكذلك الراغبين في العمل في مجال ادارة المخاطر في المؤسسات الرياضية مثل المفاهيم العامة ادارة المخاطر بالمؤسسات الرياضية وأنواع ومجالات المخاطر بالمؤسسات الرياضية وخطة ادارة المخاطر بالمؤسسات الرياضية وادارة المخاطر بالمشاريع الاستثمارية بالمؤسسات الرياضية والتأمين على الرياضيين بالمؤسسات الرياضية من المخاطر الرياضية وادارة المخاطر المالية بالمؤسسات الرياضية وادارة المخاطر الانشائية والسلامة المهنية بالمؤسسات الرياضية وأليات ادارة وتنفيذ المخاطر المؤسسية بالمؤسسات الرياضية وتطبيقات وممارسات عملية فى مشاريع معدة للمؤسسات الرياضية


دورة تدريبية متخصصة في فن الإلقاء الإذاعي

دورة تدريبية متخصصة تساعدك على تعلم فن الالقاء الاذاعي والاداء التمثيلي وكيفية التنقل بين طبقات الصوت وأهمية ذلك في نقل المعنى للجمهور وتنظيم التنفس ومهارات فن الإلقاء المختلفة.


أحدث الملفات والنماذج