” إن إدارة التغيير نمط إداري يبني الالتزام ، ويخلق الحماس والدافعية للتغيير لدى العاملين في المؤسسات ، ويزرع لديهم الأمل بالمستقبل ، والإيمان بإمكانية التخطيط للأمور
المتعلقة بنموهم المهني وإدارتها ، ويمكن العمل التعاوني الذي تسعى إدارة التغيير إلي تعميمه
للمشاركين في العملية من إتقان عملهم واستشراف مستقبلهم ، ويزرع لديهم إحساسًا بالأمل
والتفاؤل والطاقة للعمل ، وإدارة التغيير في هذا المجال هي الإدارة التي تساعد علي إعادة
النظر في الرؤية المتعلقة بالإفراد ومهماتهم وأدوارهم و حثهم علي تجديد التزامهم ، وتسعى
لإعادة بناء النظم والقواعد العامة التي تسهم في تحقيق غاياتهم “


(Roberts, 1985 : 1024)


وتتطلب إدارة التغيير توافر خصائص عدة لدى القائمين عليها من أبرزها :


-1 إرادة جادة قادرة علي التحول إلي إدارة جادة تسعى لإحداث التغيير من منطلق استيعابها “


الواعي لمعطيات الحاضر واقتناعها بضرورة التغيير ومسوغاته .


-2 امتلاك القدرة علي المبادأة والإبداع والابتكار لإحداث التغيير والتطوير في عناصر
المؤسسة التعليمية وفعالياتها كافة من حيث بنيتها ، وأساليب قيادتها ، وطرائق عملها ، وأنماط
السلوك الإداري السائد فيها .


-3 القدرة على توفير المناخ الملائم للتغيير ووضع استراتيجيات فاعلة لإحداثه ، وتطبيقها
ومتابعة تنفيذ ها من خلال الاستفادة القصوى من الموارد : البشرية والمادية والفنية المتاحة ،
بهدف الارتقاء بالأداء المؤسسي وصولا إلي تحقيق الغايات المرجوة منه .


-4 الارتقاء بقدرات المؤسسة وأدائها لتكون قادرة علي مواجهة المستجدات المتلاحقة
واستيعاب متطلباتها والتعامل معها بإيجابية ). عماد الدين، 1995 .(45- 42:
وإن التحول من الإدارة القديمة إلي إدارة الحديثة يتطلب تمكين مدير المؤسسة من ممارسة
مهمات عملة كقائد إداري مسئول يعمل مع فريق مؤسسته اعتمادًا علي الأسس العلمية
والمهنية والإنسانية ، وليس انطلاقا من مفاهيم الرئاسة السلطوية ، وذلك ضمن إطار من
الممارسات الديمقراطية التي تؤكد علي مبدأ الشورى.


. ” وانطلاقًا من أن الهدف الأساسي لكل مدير ناجح في عصرنا هذا ، عصر التغير المتسارع
في مجالات الحياة وميادينها كافة هو التعرف على المعارف والمهارات والاستراتيجيات
الضرورية لإحداث التغيير الإيجابي وتطبيقها بنجاح في المؤسسات ، وتبدو أهمية
إطلاع القائد الإداري على أبرز هذه الأفكار وممارساتها الناجحة ، وذلك انسجامًا مع اعتبار
المؤسسة أكثر المؤسسات حاجة للتطوير المستمر تلبية للحاجات الفردية والمجتمعية
المتنامية ، وتنجح إدارة التغيير إذا انسجمت جميع العناصر معًا ضمن إطار شامل متكامل ،
وبطريقة تسهم في جعل المؤسسة أكثر قوة وقدرة علي مواجهة التحديات وتلبية المتطلبات
وإحداث التطوير المنشود ، وذلك من خلال انتهاج خطط تطويرية مناسبة لإدخال التغيير
للمؤسسة وضمان نجاحه وتحقيقه لغاياته ) . (جرادات وعماد الدين ، (61 : 2000