أصبح تدفق الاتصالات في أي مؤسسة في الآونة الأخيرة يعتمد المستويات الإدارية المختلفة، وتنوعُها يفتح أمام المؤسسات الناجحة فرصة كبرى للتعامل مع الإدارة أو الموظفين بطريقة تحقق الأهداف العامة والتمكن من تحقيق تفاهم متبادل بينها وبين موظفيها ومن هذا المنطلق حاولنا في ملفنا هذا الذي يبحث العلاقة بين المستويات الإدارية تسليط الضوء على عديد من الجوانب المهمة في الموضوع ومحاولة تقديم بعض المفاهيم الجديدة والطرق الممكنة لتحقيق أداء إداري متميز يعود بالمصلحة العامة للمؤسسة. اجتمعنا في لقاء ملفنا هذا بالأستاذ شرف محمد الدباغ ليوضح لنا عديداً من النقاط، بحكم منصبه كرئيس لشركة "تأهيل"؛ الشركة الإقليمية الرائدة في مجال إدارة الفعاليات والاستشارات لقطاع المرطبات.
أنجح الهياكل التنظيمية..
وعن سؤالنا المتمثل في رأيه حول أنجح الهياكل التنظيمية التي يمكن أن تتبعها أي مؤسسة في تحقيق المصلحة العامة، فثمة العديد من الهياكل التنظيمية مثل " الهيكل الهرمي الواسع القاعدة، والهيكل المتعدد المستويات أي الشاقولي، والقليل المستويات أي الأفقي، أو تطوير الهياكل التنظيمية باتجاه المرونة والفاعلية، صرح لنا قائلاً: " الإدارة الحديثة تعتمد عدة أصناف، منها ما هو معروف ومتميز، مثل: الإدارة اليابانية التي تعتبر إدارة أكثر ميلاً نحو العلاقة الإنسانية في أسلوبها قياساً بالإدارة الأمريكية التي تعتمد نظام الهيكلية بأنواعها، فالإدارة اليابانية تهيكلها يضع العميل أو المشروع كنقطة داخل مركز الدائرة تحوم في فلك العميل, والمستويات الإدارية والتنظيمية الخادمة هي دوائر أكثر منها مستويات إدارية عمودية أو أفقية تقليدية، وفي عهد إعادة البناء اليابانية بعد الحرب العالمية الثانية ظهرت نظرية التنمية المستدامة أو ما يعرف بأسلوب (كيزن) الإداري الذي يحرر الإدارة من العمليات والأنظمة الجامدة إلى إدارة إنسانية تتمركز حول الإنسان، ومنها الإدارة العليا أو مسؤول النظافة على حد سواء، وقد نجح هذا الأسلوب كثيراً وانتشر حول العالم. أما الإدارة الصينية التي تتمتع بفاعلية كبيرة فتعتمد على اللامركزية واتجاهها كوني بدون اتجاهات، تنجذب نحوه وتتشكل حسب الهدف بصورة سريعة، ديناميكية التشكيل أكثر منها استراتيجية المنطلق.
معروف أنه في الأشكال القديمة من العلاقة بين المستويات الإدارية تنتقل المعلومات والأوامر في اتجاه واحد، بينما نجد في المؤسسات الحديثة أن الأوامر المتبادلة بين المستويات الإدارية تتدفق في الاتجاهين وتشكل جزءاً فعالاً في تطوير العمل وتحقيق المصلحة العامة. وعن واقع المؤسسات المحلية وكيفية تعاملها مع المستويات الإدارية المختلفة صرح لنا قائلاً "إذا كان الحديث عن المؤسسات الحكومية المحلية في الإمارات العربية المتحدة فهي غربية الروح بالرغم من تأثرها بالرياح الإدارية الشرقية الحديثة، ولكن التنقل من الأعلى إلى الأسفل ليس هو طابع الإدارة التقليدية، بل إن الإدارة التقليدية الغربية تتجه في الاتجاهين، صعوداً وهبوطاً، أما المفاهيم الإدارية الحديثة التي نظّر لها في الغرب الأب الروحي للإدارة الغربية الحديثة "البروفسور بيتر دركر" فهي تتحرك عمودياً وأفقياً، أي في أربعة اتجاهات ولكن نظراً إلى خصوصية وطبيعة الاقتصاد الإماراتي أو الإقليمي -بشكل أوسع- الذي يختلف في طبيعته عن الغرب أو الشرق، فهو فتيّ سريع، مرتكزا ته مغايرة للمتعارف عليه، لابد لنا أن نجد أرضاً خضراء صلبة نبني عليها مفاهيم واستراتيجيات إدارية تنسجم مع العالم، مرتبطة به مستقلة عنه بشخصه وروح متميزة بنا، أما كيف؟ فإن ذلك يعود لأصحاب التخصص المحليين الذين لابد أن نعطيهم مساحة ليبحثوا ويؤسسوا، ثم يأتي التقييم والمراجعة بعد الفعل.. وهكذا أما لماذا؟..
فلأن تلك ضرورة يفرضها علينا واقعنا وواقع الزمان المتسارع من حولنا، إذا أردنا أن يكون لنا دور حيوي في الاقتصاد العالمي والعولمي في المستقبل القريب والبعيد، ففي حلبات السباق لا نتوقع أنّ من ينافسنا في تلك الحلبة سيطلعنا على أسرار قوته وطريقة تدريبه، أو حتى استراتيجياته للفوز علينا، فالفوز دقيق وهو مسألة ثوانٍ. ومن يتبع ويقلد كل حركة يقوم بها من أمامه لن يستطيع اللحاق به، ومن ثم لن يفوز