ضرورات محلية..
استوجبت طبيعة التطور الاقتصادي الذي تشهده دولة الإمارات وجود جنسيات مختلفة تسهم في مسيرة التقدم والازدهار الاقتصادي، ومن هنا حاولنا أن نتعرف إلى دور اللغة في عملية التواصل بين المستويات الإدارية في أي مؤسسة فأجابنا قائلاً: "اللغة لا تشكل عائقاً على الإطلاق، فاللغة بالرغم من كونها وعاء هاماً من الناحية الثقافية، إلا أنها في مجال العمل مجرد أداة، إلا أن تعدد الجنسيات قد يؤثر سلبيا في إفراز جبهات داخلية بناء على الجنسية، وذلك إذا لم تحسن الإدارة العليا التعامل مع هذا الواقع، وإذا مدت تلك الجبهات جذورها في النسيج الإداري للمؤسسة قبل أن تعالج فستعيق تلك المجتمعات الداخلية نمو الانسجام والتآلف الذي هو عنصر إنساني هام في أي مجتمع وخصوصاً على مستوى المؤسسة الواحدة"وحول دور الفهم والوعي المتبادل بين صاحب العمل أو المدير والموظف في تقوية العلاقة بين المستويات الإدارية قال: "هنالك فرق مفصلي مابين صاحب العمل والمدير، وكل منهما له دور مختلف تجاه من يعمل معهم، صاحب العمل يعتبر قائداً أكثر منه مديراً، بينما المدير إنسان محترف له علاقة بتحقيق نتائج مدروسة وموضوعة
بناء على خطة معينة. فموقع كلٍّ منهما مختلف، لذا فدوره وتأثيره مختلف فيما يتعلق بالمستويات الإدارية داخل المؤسسة، فصاحب العمل عصامي، ينظر إلى الأمور نظرة شمولية أكثر منها تفصيلية، لذا فإن وعيه وتفهمه أعمق للموظفين، بالرغم من بعده عن التفاصيل التي قد تعتبر هامة إلى حد كبير، بينما المدير دقيق، متابع جيد للعمليات اليومية، محاسب على أدائه، لذا فإنه يحاسب الموظفين، فوعيه وفهمه مختلف من ناحية الموقع والأسلوب، وهنا تظهر أهمية وضع أرضيات صلبة يقف عليها كلٌّ من المدير والموظف كمعيارية للأداء من خلال الاستراتيجيات الموضوعة، والمعيارية ترصد مؤشرات الأداء، التي يمكن من خلالها الحكم على الأداء للمستويات المتعددة للإدارة، ومن خلالها يظهر الدور الحيوي للمدير على المستويات الإدارية، حيث إن هذه العلاقة أكثر دقة وحساسية من علاقة صاحب العمل بالموظف في أغلب الأحيان" وعن أفضل علاقة بين المستويات الإدارية؟ والطرق التي يراها مناسبة لتعزيز روح الألفة والترابط بين الموظفين على اختلاف مستوياتهم الإدارية قال: "أفضل علاقة بين المستويات الإدارية هي العلاقات البسيطة، الإنسانية، أما ما هي الأدوات المناسبة لغرس تلك الأسس والمفاهيم؟ فيعتمد ذلك على عناصر مختلفة، منها طبيعة المؤسسة وطبيعة العمل، التركيبة الإدارية، الأهداف والاستراتيجيات الموضوعة من قبل مجالس الإدارة، أو الإدارات العليا، مؤشرات الأداء المتفق عليها، ومدى قابلية المستويات الإدارية للتغيير، فالتحول من إدارة تقليدية معقدة ومتعددة المستويات إلى إدارة إنسانية مبسطة، عميقة غير مسطحة، عالية الفاعلية والأداء ليس يسيراً، وذلك نتيجة للتراكمات والتكيف الحاصل للمستويات المتعددة السابقة".