كيف تقنع الآخرين وتؤثر فيهم
إعداد الإرادة الفذة
أحد أهم أدوات إقناع الآخرين والتأثير فيهم هو إعداد الإرادة حيث أن له دور هام في بناء الشخصية القوية المؤثرة ، ويكون هذا الإعداد بالفكر والمعرفة وليس بالعضلات ، فالذين ألفوا التأمل والتفكير ومارسوهما مراساً دائماً فيما دقّ وجلّ من شؤون الحيـاة ، لا يجدون أدنى صعوبة في الاستغراق الذهني ، ومحاكمة العوامل والأسباب التي تحملهم على مراس التربية النفسية ، أمّا إذا كان استعداد النفس للاستغراق غير معد إعداداً كافياً ، فإن من السهل إيقاظه وتوطيده في أن يضع المرء لائحة مكتوبة بالتغييرات التي يرغب في إحداثها بشخصيته ، والفوائد التي يجنيها من تلك التغييرات المنشودة .
ويستطيع كل امرئ أن يكتب الصيغ التي توافقه ، أو يحتاج إلى تحقيقها والقيام بها في نفسه ، ولا يمكن أن يعرفها أحد غيره من الناس ! وليكرَّر قراءة ما يكتب ، ويتملّ كل جملة على حدة تملياً عميقاً وافياً . ومن العلماء من ينصح الراغب في توليد الاجتهاد داخل نفسه أن يكتب ما يريد الحصول عليه بخط كبير واضح على ورقة خاصة عريضة ، وأن يجلس إليها يتأملها يوميّاً طوال دقائق معينة يخصصها لهذا التمرين . هذه الطريقة توافق أكثر ما توافق ، المضطربين المتهيجين الذين لا يستقطبون انتباهم إلا حول نقطة ارتكاز مادية .أما الكسالى ، والجامدون ، فإن أفضل منشط لأدمغتهم ، هو أن يسيروا ، أن يتمشوا بسرعة وهم يستعيدون في سريرتهم الجمل التي كتبوها ، فالحركة الجسمية تبعث على تحرك في الدماغ ، كما أن جمود البدن يميل إلى تهدئة التهيج العصبي. وإن اتباع الإرشادات السابقة ، يتطلب قدرة على بذل جهد فكري . وأضعف امرئ يجد هذه القدرة حين يمعن النظر قليلاً ، ويحاول أن يحكم على الأشياء بعقله .
والواقع أنه ما من إنسان إلا ويشعر خلال ساعات يوم كامل ، وفي مجرى النهار خاصة ، بحركات داخليّة نفسيّة ، تنبعث عن مطامحه وتطلعاته الدفينة. تتمثل هذه الحركات في حالات وجدانية متنوعة ، من تحصيل ميزة من الميزات المحبوبة ، إلى نظرة من عاهة نفسية وحرص على حذفها ، إلى تشوق لرفاهية مادية ، إلى اهتمام بشيء وحب اقتنائه ، إلى تعلق بمتعة ما ، أو نشدان للاحترام والنفوذ والوجاهة .. الخ. فإذا تعوّد المرء أن يتبع هذه المطامح حين ترد على ذهنه ، وتملأ وجدانه ، بفكرة الإرادة التي تخلق في نفسه استعداداً ، وإن مؤقتاً ، يحقّقها بالاجتهاد . وإنّ استغلال هذه اللحظات التي تستعد بها النفس ، لتوسيع الوثبة الفاعلة في طريق التأمل ، يحقق الخطوة الأولى لنمو الإرادة ، ويفتح أمامها الباب لتلج آفاق القوى الكبرى ، والعظمة المثلى .
إن مجرد تفكير المرء في أن يصبح شخصية قوية صحياً وأخلاقياً ، ومادياً ومعنوياً ، أو تأمله ما هو عليه بعد أن يعمل ويجهد ، من علو شأن ، وتوفيق في الحياة ، وسعة في العلم ، وقدرة على حكم النفس وفق مبادئ يعتقد بصوابها ، يحقق سلسلة من قوى أفكار تجري في قناة واحدة ، وتصب في الإرادة بمشاركة النصائح التي أسداها لنفسه وكتبها من قبل ، لنواجه إذن الكلَلَ والتعب والتردد والجمود بمطامح عالية ، ولنكرر على أنفسنا أننا لن نترك لرغباتنا الدنيا سبيلاً إلى تقيدنا ، أو تكبيلنا عن تحقيق تطلعاتنا السامية الخيّرة ، ولنعتقد أخيراً أن الإرادة المدربة المعدة ، تمثل أفضل وسيلة من وسائل العمل .


كما أن على الفرد أن يمتنع المرء عن الغضب ، والثرثرة ، والدخول فيما لا يعنيه ، وطلب الظهور والشهرة ، وما إلى ذلك من أوضاع وحالات تكلّفه جهداً نفسياً لا فائدة منه ، حتى إذا احتاج إلى أعصابه وجدها في خدمته تلبي رغباته ، وتستجيب لإرادته ، ويشعر عندئذٍ بقوة في نفسه لا يعهدها من قبل ، يخالجه إزاءها إحساس بالراحة يزيد من طاقته العصبية .
أقوى الشخصيات تأثيراً

مر معنا في الأجزاء السابقة من هذه الدورة عدد من العوامل التي تؤدي إلى إقناع الآخرين والتأثير فيهم ، ولكن من هي أقوى الشخصيات تأثيرا على الآخرين إنها الشخصية الاجتماعية الناجحة وتتسم هذه الشخصية بأنها تكون دائماً نشيطة ودءوبة على العمل المتواصل وقدرة على بذل الجهد بانتظام وكفاءة واستمرارية مطلقة. وتكون تلك الجهود والسلوكيات والأفعال بأفضل طريقة ممكنة وموجهة إلى أفضل هدف ممكن ، ويستتبع هذا أيضاً تجنب صرف أوقات الفراغ في العبث أو فيما يؤدي إلى إيقاع الضرر بالآخرين بأي صورة من الصور ، وهذه الشخصية لاجتماعية المؤثرة تتصف دائما بالإشباع للآخرين ومساندتهم فيما هو خير وإيجابي ونافع لهم.
ويعتبر صاحب هذه الشخصية قادراً على أن يحل مشكلات الآخرين بكفاءة واقتدار أو يساهم في حلها على الأقل وقادر على أن يملأ الجو المحيط به تفاؤلا وتطلعا إلى آفاق رحبة يشيع فيها الأمل والرجاء, لذا نجده ملاذا لمن تضيق بهم سبل الحياة وملجأ واستراحة دافئة ومريحة لأصحاب المشكلات والواقعين في أزمات نفسية ، وتتسم شخصية الإنسان الأكثر تأثيراً إيجابياً على الآخرين بأن بمقدوره أن ينظر إلى الأمور من زاوية أخرى لا من زاويته هو ، بأن يضع نفسه دائما محل الطرف الآخر ، وينظر ماذا كان سيفعل لو كان بمكانه ، ولا تتأتى هذه المقدرة بالنظرة بل تحتاج إلى تدريب طويل منظم لأن الإنسان العادي في معظم الأحوال يرى أنه القادر على التفكير دون غيره وأن ما يراه صوابا لابد بأن يكون صوابا .

إن الناس متى أحسوا بأنك تقف عند نقطة بعيدة عن الهوى في آرائك للاعتراف لهم بقيمة ما يرونه حقا وواجبا إذ كان ذلك فعلاً حقاً وواجباً ، عندئذ يقتربون منك ويسلمونك سلاحهم ويأخذون بما تقدمه إليهم من توجيهات لأنك تصبح بالنسبة لهم الأكثر والأقوى فاعلية بتصرفاتك وسلوكياتك الإيجابية وأفكارك الملائمة لهم والمناسبة لظروفهم وبهذا تستطيع التأثير القوي جداً على الآخرين بفكرك ووجدانك الرفيعين غير المتعصبين لذاتك .
طرق التأثير والتأثر

يذهب الناس في التأثير والتأثر فيما بينهم في طريقتين : الأول يتأثر بالروحانيات والسلوكيات الراقية الرفيعة والثاني ويسلكه الأغلبية يتأثر بالماديات والسلوكيات والأخلاقيات التي تجلب أكبر قدر من القيمة المادية ولعل الكفاح والصراع في سبيل المال لم يسبق أن بلغ من الحدة والشدة في أي عصر من العصور ما بلغه في عصرنا هذا ، ولكن ماذا تفعل ؟ قبل أن نجيب يجب أن نوضح أولاً غريزة الاقتناء وحب الثراء فطري في الإنسان ، ولكن القيم الخلقية والعقائد والتقاليد كانت حافظة لجلالها وقدسيتها وكان الناس يضعون تلك القيم والعقائد والتقاليد والأخلاقيات السامية الرفيعة في مرتبة أسمى من مرتبة المال فلا يضحون بها أو يخرجون عليها مهما قويت عوامل الإغراء أو بلغت بهم الحاجة ، والشخصية المؤثرة الجذابة راجحة التفكير تستطيع أن تدرك أن الاندفاع في أحد هذين الطريقتين لا يمكن أن يؤدي إلى ما تهدف إليه من الحياة وطريق النجاح الحق هو طريق وسط يقع بينهما .
والفقر يؤدي إلى تبلد العقل وذل النفس كما أن المال لا يفيد في التحرر من نيران القلق ولكن الطريق الوسط يتيح الفرصة أمام الإنسان للنضوج والسمو والاستمتاع والمساهمة في الخدمات الإنسانية ما دام قادراً على القيام بذلك .. ولو نظرنا إلى أولئك ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب نجد معظمهم لا يبذل من الجهد ما هو مطلوب منه كي يحيا الإنسان مؤثر بأخلاقياته وتصرفاته بل نجد أن معظمهم يلقى عناءً كبيراً في سبيل نمو شخصيته ونضوج عواطفه ، فكما أن نمو العضلات يستلزم المرات والحركة وبذل الجهد .. كذلك نمو الشخصية يستلزم مواجهة الصعاب والتمرس بالمسئوليات .. وهذا النمو يتضمن تهذيب الغرائز وسهولة التحكم فيها وتنمية حاسة الحكم الصحيح على الأشياء والقدرة على القيام بالواجبات والمسئوليات ومواجهة الطوارئ والمفاجآت التي لابد منها من وقت لآخر .
وخير الأمور أوسطها ، فلا بد أن يسلك الإنسان مسلك السعي الدائب وراء النجاح في الحياة العملية في إطار تمسكه بالمبادئ والقيم الإنسانية الراقية ، ومدى إفادته من النجاح يتوقف على مدى استغلال الفرد لمواهبه وقدراته ومدى إفادته من الفرص المتاحة له وكيفية تغلبه على ما يصادفه من متاعب وعقبات ، كما أن الذين تركوا قيمهم في سبيل المادة يعانون ويحسون بمرارة الحرمان من السعادة الحقيقية التي لا يستطيع المال أن يشتريها ، ولكن نعيش كما ينبغي لا يكفي أن نعيش لأنفسنا وإنما يجب أن نعيش في انسجام وترابط وتأثر وتأثير في الناس عن طريق خط متوازن ما بين الحفاظ على القيم الروحية والسعي وراء النجاح في الحياة العملية .
الدافع الذي يؤثر في الناس
إن تحريك الدوافع النفسية لدى الآخرين هو المقياس الحقيقي لتأثيرك فيهم ، وما يفعله القائد على سبيل المثال لكي ينجز الآخرون مهامهم هو أنه يقوم بإلهاب مشاعرهم ويؤكد لهم انه هو معهم في قارب واحد وأن الجميع يعمل كفريق واحد وأن العمل الذي يقومون به له قيمة كبيرة وأنهم أفضل من يقوم بهذا العمل ، هذه هي التربة الخصبة التي ينمو فيها تحريك المشاعر الإنسانية. فكل منا يرد عائداً وربما من خلال علاقاته الإنسانية مع الآخرين ، ولعل الاهتمام بالناس ومدحهم ورعايتهم هي أرباحُ ينتظرون أن يجنوا ثمارها ، ويمكنك أي تُعل أي شخص يفعل أي شيء وذلك بأن تجعله يرغب في ذلك .. ولو سألتك ماذا يريد الناس في الحقيقة ؟ .. قد تذكر لي أشياء عديدة مثل الطعام والكساء والحب. ولكن قد تنسى شيئاً مهماً وعظيماً وهو شعورهم بالأهمية وبالاحترام وأن لهم قيمة فعلية ، وهذه الأشياء هي التي تحرك الدوافع النفسية لدى كل إنسان وأن فعلتها ستؤثر فيهم تأثيراً عميقاً .. جرب أعط أي شخص آخر تماما غير الذي كنت تعرفه ..
إذا كنت تريد حقاً أن تحرك الدوافع النفسية لدى الآخرون فعليك أن تعترف بوجودهم وأن تحتويهم وتشجعهم وتسألهم رأيهم وتمدحهم .. وتتيح لهم فرص اتخاذ القرار .. تشاركهم فرحهم وهمومهم تطلب نصيحتهم وتعمل بها عندما يمكنك ذلك ، واجعلهم يفهمون أن لهم قيمة ، وأعطهم حرية الفكر والتصرف بالطريقة التي يرونها مناسبة وأعلن إيمانـك بقدراتهم على عدم اعتراض طريقهم ، وثق أن الدافع الذي يؤثر في الناس يكمن في تعبيرك لهم عن ثقتك بهم واحترامك واهتمامك بهم ، أفعل ذلك وستحرك الدافع الإيجابي نحوك فوراً.
ولعل أقوى دافع يؤثر في الناس هو الابتسامة المشرقة دائماً .. لقد ثبت أن تعبيرات الوجه تتكلم بصوت أعمق أثراً من صوت اللسان وكأن الابتسامة تقول لك عن صاحبها إني أحبك .. إني سعيد برؤيتك .

ولا تحسب إنني أعنى بالابتسامة مجرد العلامة التي ترتسم على الشفتين لا روح فيها ولا إخلاص ،كلا إنما أحدثك عن الابتسامة الحقيقية التي تأتي من أعماق النفس ، ولو كنا قانعين تمامِّا ومقنعين بأن الابتسامة هي الطريق الذي يؤدي إلى الابتهاج وأنه الواجب علينا إذا فقدنا الابتهاج أن نتصرف كما لو كنا مبتهجين حقا أمكننا أن نضع لأنفسنا وللآخرين الدافع الذي يؤثر فيهم جميعاً ، كما أن الابتسامة تشيع السعادة في الحياة وتؤثر في الناس لأبعد مدى ، إنها راحة للمتعب ، وشعاع الأمل لليائس ، لا تشترى ولا تستجدى ولا تقترض ولا تسلب ، وإذا أردت للناس أن يحبوك وأن تؤثر فيهم ابتسم لهم .. ابتسامة صافية نقية نابعة من القلب كي تصل إلى القلب مباشرة ، وتذكر دائما أن أحوج الناس إلى الابتسامة هو الذي لم يبق له شيء من الابتسامة ليهبه للناس ، وقيل قديما : إن الإنسان الذي لا يعرف كيف يبتسم لا ينبغي له أن يفتح متجراً .. وهي تعني أن الإنسان غير القادر على الابتسامة من الخير له ألا يتعامل مع الناس ، لأن التعامل مع الناس يتطلب المرونة والتسامح والتصالح والتفاؤل ، والابتسامة المشرقة دائماً .
الهدوء في التعامل مع الآخرين

إن أفضل أسلوب للتأثير الإيجابي في الناس والحصول على تأييدهم لأفكارنا وأفعالنا وتصرفاتنا هو أسلوب الضغط المنخفض الذي يقدم الحقائق بهدوء متخليا عن الصوت العالي أو الطباع الحادة أو اللجوء إلى التهديد أو محاولات استخدام القوة والإرغام ، كما ثبت أيضا أن السر الأكبر وراء المجادلين المحترفين أنهم عقدوا نيتهم على قهر معارضيهم وعلى التعريض بالرأي المعارض ، وأن الخطأ الأكبر الذي يرتكبه معظمنا هو محاولتنا الانتصار في النقاش عن طريق الهجوم على الذات الخاصة بالطرف الآخر بما يعني النيل من الاعتزاز بذاته وعليك أن تتعلم العمل مع الطبيعة الإنسانية وليس ضدها إن كنت تنشد التأثير الإيجابي في الناس ، وعليك أن تدرك أن أحد أقوى الدوافع في الطبيعة الإنسانية هو دافع البقاء ، بقاء النفس ، وبقاء الذات ، وبقاء الجسد ومن أجل حماية أنفسنا يتعين علينا الاهتمام بالآخرين والتسامح معهم وأن ننشد السلام والسلامة بالهدوء والعقل والاتزان لا بالتناحر والتقاتل ، ويتعين علينا أن نحصن لأنفسنا ضد أي فكرة نرى أنها تشكل عدوانا علينا .
وثق بأنه عندما نقوم بترويج أفكارنا وسلوكياتنا بهدوء وترو فإن ما نفعله بالفعل هو الوصول إلى الشعور الباطني للطرف الآخر وذلك لأنه لن يتقبل أي شيء ما لم يقم العقل الباطن بتمريرها والقبول بها ، وقد ثبت أن الشخص عندما يتم إقناعه ضد إرادته فإنه يستمر في اقتناعه بفكرته الأصلية وهذا ينطبق على كل شخص ممن يقبلون الرأي بعقلهم الواعي وليس بعقلهم الباطن . وتستطيع أن تؤثر في الناس تأثيراً إيجابياً عندما تنجح في تمرير أفكارك وتصرفاتك وسلوكياتك إلى ذات الطرف الآخر وتأكد أن الذات عند الإنسان تشبه الحارس الذي يقف عند مدخل عقله الباطن ، فلو قمت بإيقاظ الذات لديه أو إثارتها أكثر مما ينبغي فإن ذاته ببساطة لن تسمح لأفكارك بالمرور. وكي تصبح مؤثراً في الآخرين وتجعل الناس يتأثرون بأفكارك عليك أن تسلك طريقة الضغط المنخفض في كل شيء حتى أثناء مناقشاتك مع الآخرين



وكي تؤثر فيهم وتكسب أي مناقشة دون اعتراض عليك أن تتبع الآتي :

1- عليك أن تعرض أفكارك بطريقة هادئة ومعتدلة ودقيقة ولا تتبع طريق المبالغة أو التهويل . وثق أن الحقائق التي تعرض بهدوء أشد أثراً في دفع الآخرين إلى الموافقة عليها والتأثير بأسلوبك أكثر مما يفعله أي أسلوب آخر .

2- دع الطرف الآخر يعرض قضيته أو أفكاره أولاً ولا تقاطعه مطلقاً وهو يعرض أفكاره وتذكر سحر الإنصات وما يفعله بك من القدرة على التركيز واحترام الطرف الآخر لك ، ولأنك لو تريد لأفكارك أن يسمع لها الطرف الآخر فلابد أن تتعلم كيف تنصت أولاً وحتى النهاية ، وثق أن أفضل طريقة لامتصاص غضب الآخرين أن تدعهم يعبرون عن شعورهم وأفكارهم ثم عليك أن تطلب منه أن يعيد بعض النقاط وما إذا كان يريد أن يضيف شيئاً آخر .

3- عليك أن تقر ببعض الأشياء التي يقدمها الطرف الآخر وتجد فيها بعض النقاط الالتقاء مع أفكارك . ولو حدث وكان الطرف الآخر إحدى النقاط التي تعمل لصالحه عليك الاعتراف بها لأن ذلك يثبت اهتمامك به وأنك في مناقشة وليس في معركة على الإطلاق وأن الحب يسود بينكما . وثق أنك لو سلمت بصحة تلك النقاط سيصبح الطرف الآخر أكثر ميلاً للتسليم بوجهة نظرك .

4- عندما يقوم الطرف الآخر بتوجيه سؤال لك تطلع إليه وتوقف قليلا قبل القيام بالرد عليه ، وثق أن ذلك التصرف يتيح للطرف الآخر أن يدرك أنك مهتم بسؤاله ، وتقوم بالتفكير فيما ورد بسؤاله .
معوقات بناء العلاقات
هناك العديد من العوامل والمعوقات التي تحول بين المرء وبين بنائه لعلاقاته على مختلف المستويات ، وإيجاد الحلول لهذه المعوقات يمكن من بناء الذات والشخصية حتى تزيد القدرة على الإقناع والتأثير على الآخرين ، ومن هذه المعوقات :

 الشعور بالخجل .
 الشعور بالنقص .
 عدم توفر مهارة الحوار والإقناع .
 كثرة المشاغل وقلة الوقت .
 عدم معرفة طرق بناء العلاقات .

وفيما يلي سنقوم بطرح بعض العلاجات التي يمكن بها التخلص من المعوقات سالفة الذكر أو التخفيف من أثرها.

1- الشعور بالخجل : وهو حالة بيولوجية تظهر من خلال الارتباك والاضطراب واحمرار الوجه ، نتيجة عدم قدرة الشخص على الرد أو التعامل أو التفاعل مع موقف ما ، وللتغلب على هذا المعوق قم بما يلي :

- استعن بالله وأكثر اللجوء إليه.
- اعلم أنك لست الشخص الخجول الوحيد في الدنيا.
- كن طبيعياً واحذر التكلف.
- تعلم فن الاسترخاء واحذر التشنج.
- ركز على المحيط العام وليس على مشاعرك الشخصية.
- تعلم فن رفع الصوت.
- تعلم واحفظ ما تتعلمه فلعلك تستثمره عند مخالطتك للآخرين.
- أمسك بيدك شيئاً صلباً ( عصا ، مفاتيح ، مسبحة ، …الخ).
- احرص على فصاحة اللسان.
- انظر إلى الآخرين ولا تكثر النظر إلى أعلى أو إلى أسفل.
- احرص على الهندام الجيد والرائحة الطيبة.
- احرص على جهازك التنفسي ولا تزعجه بلباس ضيق أو بطعام كثير أو بمجهود كبير.
2- الشعور بالنقص : وهو أن يتبع الشخص سلوكاً على غير طبيعته الذاتية ينبع بشكل عام من خلال النشأة في عدم باء الثقة وتقدير الذات والقدرات الشخصية ، تجعل من الفرد يضع نفسه في مرتبة دون الآخرين ، وهنا حاول القيام بما يلي :

- اعلم أن الكمال لله وحده.
- استعن بالله وتوكل عليه.
- تعلم وحارب الجهل.
- تكلم في ما تحسن أو جر أطراف الحديث إلى ما تحسن.
- تحدَّ نفسك وأرغمها على الإقدام.
- تدرج في علاقاتك،وبدأ بتكوينها مع دونك.
- تعلم فن الحوار والنقاش.
- احرص على التبسم والأدب وحسن الخلق فبهما يغطى كل عيب.
- احترم نفسك وارفع من قدرها يحترمك الناس ويقدرونك.
- أكثر من مخالطة الآخرين.
- بادر بالكلام الوجيز المختصر المرتب مسبقاً.

3- عدم توفر مهارة الحوار : وتأتي هذه المشكلة من خلال قلة الخبرة وعدم التدرب على هذه المهارة بشكل عام ، وتنشأ عادة من البعد عن اللقاءات والاجتماعات مع الآخرين ، ولحل هذه المشكلة قم بما يلي :

- اقرأ كثيراً مواقف ومحاورات العلماء والعظماء والفطناء .
- احفظ شيئاً من كتاب الله بالإضافة إلى بعض الكلمات والمواقف والأشعار والأحاديث .
- خالط الناس وتعلم من فنونهم في الحوار والإقناع.
- حاول أن تتكلم وتحاور ولا تكثر الصمت .
- تكلم في ما تحسن أو جر الحوار إلى ما تحسن .
- حضر جيداً قبل الالتقاء بالآخرين ورتب أفكارك وحدد ما تود قوله .
- حاور نفسك أمام المرآة أو سجل كلامك ثم استمع إليه ومن ثم صحح أخطاءك .
- حاول مرة ثانية وثالثة إن لم تنجح في المحاولة الأولى .
- ابدأ بمحاورة من هم أقل منك في مستواهم الثقافي والخطابي ثم تدرج بعد ذلك .

4- كثرة المشاغل وقلة الوقت : وهي مشكلة يعاني منها الكثير تنبع بالدرجة الأولى من عدم القدرة على التنظيم الجيد للوقت والحرص علية ، وللتغلب عليها قم بما يلي :

- اسأل الله تعالى أن يبارك في وقتك.
- نظم وقتك.
- اشتر وقتك وذلك بأن تجعل لك سكرتيراً أو مساعداً يساعدك في أعمالك .
- احرص على ممارسة الطرق اليسيرة والتي لا تكلف وقتاً كبيراً في بناء أو توطيد العلاقات .
- اكتب برنامجك اليومي ولا تعوّل كثيراً على ذاكرتك .
- تذكر دائماً أن بركة الأوقات إنما تكون في البكور.
- لا تضيع وقتك في التوافه.
- أحذر من الخداع النفسي والذي يكون فيه الانشغال شعوراً وهاجساً وليس حقيقة .
- لا تردد كثيراً عبارة " أنا مشغول".

5-عدم معرفة طرق بناء العلاقات : وهنا يعتقد الكثيرون بأن هنا عيبا ما فيهم يمنع الناس من التعرف عليهم وبناء العلاقات معهم ، ومن حلول هذه المشكلة :

- الثقة بالنفس
- محاولة الالتقاء مع الناس في مجالسهم
- اهتم بالآخرين دون تجاوز الحدود
- التدرج في بناء العلاقة دون تسرع
- التبسم الدائم والتهادي .
- اختيار علاقات مع عدد متنوع من الناس
- الحرص على تلبية الدعوات

إن قيامك بمعرفة المعوقات التي تحول بينك وبين القيام بعلاقات متميزة يعتبر الخطوة الأولى في التغلب على هذه المعوقات ، بعد ذلك يأتي دور التمرن والتدرب على الحلول المقترحة التي قدمناها لك ، ولكن احرص على عدم اليأس وتذكر أنه كلما كررت المحاولات كلما كانت النتائج أفضل ، وأن الهدف الذي ترغب في الوصول له هدف شريف يحتاج منك المحاولة والتعب .