رابعاً: كيف نفهم المواد الدراسية والمواضيع المختلفة جيداً ؟
1) لا بد أولاً من معرفة المعنى الصحيح للمفاهيم والمفردات التي تمر معك أثناء الدراسة. لا تبخل على نفسك من وضع معجم أو موسوعة بجوارك وأن تدرس، وتعود على استخدامه باستمرار. جرب أن تكتب معنى لكلمة كثيرة ما تستخدمها مثل نظارة .. سيارة .. كتاب.. ثم ابحث عن معناها في القاموس أو الموسوعة وجد الفارق بنفسك .
2) اطرح على نفسك أسئلة واضحة ومحددة وأن تقرأ ومن ثم ابحث عن الإجابة في النص. خذ نصاً معيناً وسجل المعلومات التي يزودك بها ثم انظر إذا كان يجيبك على الأسئلة التالية : ما هو ؟ مم صنع؟ كيف صنع؟ لماذا صنع؟ ما شكله ؟ وكيف يعمل؟.
3) لاحظ .. تدبر .. تأمل .. إذا أردت أن تفهم نصاً معيناً فعليك أن تمارس الثلاثية السابقة، بحيث تلاحظ ما أراده كاتب الموضوع وتحلل ما وجدته في النص ومن ثم تتأمل في الأفكار المطروحة.
4) كثير من الطلاب يدعون فهم موضوع معين، وإذا طلب منهم شرحه فانهم يترددون ولا يستطيعون القيام بذلك، والسبب أن هناك مسافة فاصلة بين الفكرة والكلمة يجدر بنا الانتباه إليها. لذلك احرص دائماً على كتابة ما تعتقد أنك فهمته جيداً، ثم قارن الفرق.
5) القراءة فن ، فتعود على القراءة الصحيحة المفيدة وذلك باتباع النقاط التالية:
 دون في رأس الصفحة ما تراه مهماً.
 ضع خطاً تحت الفقرات المهمة.
 ضع علامة على هامش الصفحة تساعدك على ايجاد بعض المفاهيم.
 اعرف موضوع الكتاب ومحتوياته قبل البدء بقراءته.
 لا تترك ما لا تفهمه.
 لا تترك القراءة حتى تنتهي من الفكرة كاملة.


خامساً : مهارة التذكر

الذاكرة وتحسينها
التذكر والنسيان صفتان ملازمتان للإنسان وهو بذلك في نعمة حيث ينسى الأشياء المحزنة والسيئة في حياته ويحرص على أن يتذكر ما يحتاجه من معلومات حيـاتـيـة . الجدير بالذكر أن الذاكرة يمكن أن تـنمى وتمرن لتكون أقوى وقادرة على خزن المعلومات التي يحتاجها الإنسان ولسنا هنا في مجال التخمين أو مجرد سـرد معلومات عامة وإنما أمام نماذج حقيقية مرت عبر الزمان ولا زالت تمر في زماننا إلا أننا وقبل الدخول في وسائل تقوية الذاكرة لا بد من ملاحظة ما يلي :-
1. لا بد أن تكون واثقا مقتنعا أنك قادر على تنمية ذاكرتك .
2. لا بد من المثابرة والمداومة على هذه التمرينات بشكل مستمر .
3. إختبر نفسك بين الحين والآخر .
" معلومات علمية حول المخ "
يقسم العلماء المخ إلى قسمين :
1. المخ الأيمن : مسئول عن حركات الأعضاء في الجزء الأيسر من الجسم .
2. المخ الأيسر : مسئول عن حركات الأعضاء في الجزء الأيمن من الجسم .
ويمكن ملاحظة ذلك من إصابات الحوادث حيث يظهر تأثر الأعضاء اليمنى عندما تكون الإصابة في الجزء الأيسر من الرأس والعكس صحيح . من جهة أخرى يقوم كل جزء من المخ بأعمال محددة متعلقة بالعقل والتفكير والملاحظة ويمكن تصنيفها كما يلي : -

المخ الأيسر المخ الأيمن
المنطق
القوائم
الكلمات
الأرقام
التركيب
التحليل الألوان
الخيال
أحلام اليقظة
الأبعاد
الألحان والأصوات
والدارس لتركيب مخ الإنسان يعلم أن المخ يتكون من خلايا تسمى " الينورون " ويعلم كذلك أن عدد هذه الخلايا هو ( مئة ألف مليون خلية ) (100,000,000,000 ) وأن لكل خلية من هذه الخلايا مجموعة من المجسات وكلما ازداد التفاعل والارتباط بين هذه المجسات تزداد ذاكرة الإنسان قوة ويزداد كذلك معدل ذكائه . وكلما ازداد ارتباطك بتمرينات تحسين الذاكرة كلما ازداد بناء هذه الجسور بين مجسات خلايا مخك القادر على صنع المعجزات .


نماذج حقيقية ممن ذكرهم لنا التاريخ
ذكر لنا التاريخ جملة ممن برزوا من خلال ذاكرتهم ، حيث أن جملة من العلماء والأطباء والفلاسفة لم ينطلقوا لدراسة تخصصاتهم إلا بعد أن أنهوا ما اعتاد طلاب المدارس على إنهائه ، مثلا كان الطالب منهم يتحتم عليه أن يحفظ القرآن الكريم كاملا إضافة لما يقارب ألف حديث بأسانيدها إضافة لحفظ منظومة في الفقه ثم بعد ذلك ينطلق لدراسة تخصصه الذي يريد ( لاحظ أن حفظ القرآن كاملا كان أمرا اعتياديا بينما يعتبر في زماننا من النوادر لكنه موجود والحمد لله ) .
( الشافعي )
كان الإمام محمد بن إدريس الشافعي ممن برز منذ صغره ، حيث أتم حفظ القرآن وهو ابن تسع وجلس للإفتاء وهو ابن (15) سنة ، والعجيب فينا ذكر عن ذاكرته أنه كان يحفظ الصفحة من الكتاب بقراءتها لمرة واحدة وبمجرد النظر إليها لذلك روي عنه أنه كان يقرأ الصفحة ويضع يده على الصفحة المقابلة حتى لا يختلط حفظه .
(الإمام أحمد بن حنبل)
ذكر عن الإمام أحمد بن حنبل أنه كان يحفظ ألف ألف حديث بأسانيدها !!! يعني مليون حديث !
(الإمام البخاري)
لما قدم الإمام البخاري إلى بغداد أراد بعض العلماء أن يختبروا ذاكرته بعدما سمعوا عن قوة ذاكرته . وكانت طبيعة الاختبار هي أنهم أحضروا (عشرة) من طلاب العلم كل منهم يحفظ عشرة أحاديث ثم قاموا بعد ذلك بخلط أسانيد هذه الأحاديث مع متون أحاديث أخرى حتى صار لديهم مائة حديث لا يتوافق سند حديث مع متـنه ، بعد ذلك طلبوا من كل طالب من العشرة أن يقرأ الأحاديث العشرة المختلفة ولما انتهوا من قراءتهم طلبوا من البخاري التعليق ، فقال : أما السند الأول عند الرجل الأول فيتوافق مع المتن السادس عند الطالب الخامس ، ثم قرأ لهم الحديث بسنده ومتـنه واستمر في هذا العمل حتى أعاد كل سند إلى متـنه وأعاد مائة حديث كما هي ، فسلم له علماء بغداد بعلمه بالحديث وحسن ذاكرته .
(ابن القيم)
روي عن الإمام ابن القيم الجوزية أنه ألف كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد (وهو اليوم في خمس مجلدات) خلال رحلة سفر قام بها ولم يكن معه أي من المراجع بل الأقلام والأوراق ودابته . فأي ذاكرة لديه . وعلى كل حال فهذه نماذج ومثلها كثير وأنت تستطيع أن تكرر هذه النماذج إن شاء الله .
" لماذا ننسى المعلومات التي نقوم بحفظها "
مشكلة يطرحها كثير من الطلاب ، يتساءلون ألم نحفظ هذه المعلومة ألم أقم بتسميع هذه السورة قبل أسبوع ، ألم آخذ درجة كاملة في تسميع القصيدة قبل شهر فلماذا نسيتها اليوم ، ألم أحفظ ذلك القانون في الفيزياء فما لي لا أتذكره في الامتحان النهائي.
إن للنسيان عدة عوامل يمكن إجمالها فيما يلي :-
1. عدم فهم معنى المادة المحفوظة .
2. قلة الدراسة ومراجعة المادة المحفوظة .
3. قلة العمل بتمرينات الذاكرة .
4. ارتكاب المعاصي والذنوب .
5. كثرة الهموم والمشاكل .
6. عدم وجود الجو المناسب للحفظ .
7. عدم الثقة بالذاكرة .
8. الصحبة السيئة .
9. كره المادة المحفوظة .
أولا : عدم فهم معنى المادة المحفوظة :
وهذا العامل من العوامل الأساسية التي تعيق عملية التذكر وتساهم بشكل فعال في عملية النسيان ، حيث أن فهم المقصود من الجملة التي أريد حفظها يسهل عملية تذكر مفرداتها ، فحفظ بيت شعر دون فهم معانيه يساهم بشكل فعال في نسيان مفرداته بعد فترة وجيزة .
مثال (1)
جرب حفظ هذا البيت
( عش ابق اسم سد جد قد مر انه اسر فه تسل )
أما بيت الشعر
( أحب الله والإسلام والقرآن والجنة أحب كتائب الإيمان ترفع راية السنة )
فحفظه سهل لأن معانيه واضحة .
مثال (2)
كذلك هو الحال في حفظ كلمات اللغة الإنجليزية فغالباً ما يصعب حفظ بعض الكلمات مثل (peninsula ) أما إذا علمت أن معناها هو شبه جزيرة سيصبح عليك الأمر اسهل للحفظ إذ يمكنك أن تستخدمها في جمل قصيرة مفيدة. وهناك بعض الكلمات التي تستطيع أن تجد رابطاً بينها وبين معناها باللغة العربية مما يسهل حفظها كثيراً مثل كلمة Minaret ومعناها مئذنة .
مثال (3)
في الصفوف الأساسية يدرسون قوانين الحركة ومنها
( ف = ع * ن )
فإذا لم يكن يفهم الطالب معاني هذه الأحرف ولم يتم توضيحها بشكل مناسب فسيصعب على الطالب حفظ القانون عوضا عن أنه سيصعب عليه تطبيقه . وتجربة الممارسة التي عمل بها المدرسون أثبتت أن جزءا كبيرا من أخطاء الطلاب الذي سببه النسيان عائد إلى عدم فهم معنى المادة المحفوظة .
ثانيا: قلة الدراسة ومراجعة المادة المحفوظة :
وتكمن أهمية هذا العامل في أن تعلم العلم شيء وممارسته شيء آخر ، فعندما تقوم بعمل معين مهما كان صعبا بشكل متكرر فإن هذا الأمر يصبح سهلا جدا بعد فتره معينة وقد يستغرب الناظر إليك وأنت تقوم بهذا العمل وبهذه السهولة المطلقة فينطبع في ذهنه أنك عبقري (وأنت كذلك إن شاء الله) لكنه لم يعلم أن هذا عائد لكثرة الممارسة بعد الفهم الأولي .
ومثال ذلك ما ذكره عليه الصلاة والسلام من أن القرآن أشد تفلتا من الإبل من عقالها . أي أن الإنسان سينسى القرآن إذا لم يداوم على قراءته وحفظه .
ومن المحتم على الطالب أن يقوم بمراجعة حفظه بين كل فترة وأخرى بحيث تكون هذه الفترات متقاربة في البداية ثم تبدأ بالمباعدة بينها حتى جاء وقت الاختبار لم تجد صعوبة تذكر في هذه المادة المحفوظة . إضافة إلى نقطة مهمة جدا وهي أن كثيرا من أوقاتنا تضيع هباء منثورا دون أن نشعر ، مثلا :
1. ماذا يمنع الطالبة أن تسرد بعض الأحداث من مادة التاريخ وهي تساعد أمها في غسل ال##### دون حمل الكتاب أو أي أوراق تعيق عملية غسل ال##### أو عندما يقوم الطالب بمرافقة والده في زيارة اجتماعية .
2. ما المانع أن يستذكر الطالب بعض قوانين التفاضل والتكامل أثناء ركوبه الحافلة أو السيارة أو حتى سيرا على الأقدام عند ذهابه للمدرسة أو الصلاة مثلا .
3. قبل أن تنام لا مانع من أن تحاول أن تستذكر سورة معينة أو معاني بعض كلماتها أو قصيدة أو غيرها .
( أظن أن الفكرة قد وصلت فانطلق لتطبيقها ) .
ثالثا: قلة العمل بتمرينات الذاكرة :
وقد سبق الحديث عن نماذج هذه التمرينات . وعندما نشير إلى القيام بهذه التمرينات فلا نقصد تكرارها بشكل يومي مستمر لأن هذا يتطلب وقتا أنت في أمس الحاجة إليه إلا أننا تعني بذلك هو القيام بمثل هكذا تمارين مرة كل أسبوعين أو ثلاثة لمدة تتراوح بين تصف ساعة إلى ساعة ليس أكثر وهذا كما سبق وذكرنا أنه يساعد في تكوين الروابط بين مجسات خلايا المخ .
رابعا: ارتكاب المعاصي والذنوب :
نعلم جميعا أن الموفق هو الله تعالى وأننا جميعا عبيد له فطاعته طريق التوفيق والنجاح ومعصيته طريق الفشل والضياع إلا أن الوقوع في المعصية ليست نهاية الدنيا فنبينا يعلمنا فيقول عليه الصلاة والسلام ( ... واتبع السيئة الحسنة تمحها... )
والإمام الشافعي الذي علمت مدى حافظته وذاكرته القوية ، نظر يوما إلى كعب امرأة وهو في السوق فلما عاد لبيته لمتابعة حفظه لم يستطع وتعذر ذلك عليه فشكا ذلك لشيخه ( وكيع ) فكان الرد من خلال هذه الأبيات ( على لسان الإمام الشافعي )
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعـاصي
وأخـبرنـي بـأن العلم نـور ونـور الله لا يهدى لعاصي
وحيث أن المعصية لها أثر من الندم والحرقة في قلب الإنسان فعقل هذا الإنسان صاف يمكن أن تضع فيه كل علم جميل صاف دون أن يتغير مثل كأس ماء نظيف ممتلئ بالماء العذب النظيف إذا سقطت فيه قطرة حبر كدرته فإذا لم نزلها من خلال زيادة الماء العذب النظيف واستمر الحبر في السقوط في الكأس اسود خذا الماء وما عاد يثبت في أي ماء نظيف .
فاحذر عزيزي الطالب أن يسود قلبك بالمعاصي فلا تستطيع أن تملأه بهذا العلم الرائع .
خامسا: كثرة الهموم والمشاكل :
هناك ثلاث حقائق لابد من الإقرار بهما أما الأولى فهي أنه لا يوجد إنسان أو بيت دون مشاكل والثنية أن المشاكل والهموم سبب أساسي في جلب القلق والحيرة والاضطراب وهذا يسبب تعارضا حيث الجميع أمام الحثيثة الثالثة وهي أنه لا يوجد مشكلة بلا حل .
وعليه فعلينا الانتباه لما يلي:
• ينبغي علينا عدم الاستسلام واليأس مع أول مشكلة تواجهنا ومن ثم جعل هذه المشكلة الشماعة التي نعلق عليها جميع أخطائنا ومشاكلنا وكأننا الوحيدون في العالم الذين يواجهون المشاكل والهموم بل ينبغي علينا الوقوف بحزم أمام هذه المشاكل والعمل على حلها في أسرع وقت ممكن من خلال مساعدة من نثق بهم من أهلنا وإخواننا أصحابنا الذين نستنير بمشورتهم .
• وبما أن هذه المشاكل تسبب لي الهم والقلق فعلي أن أحدد ما هو دوري أنا في حل هذه المشكلة وما هي التبعات المترتبة علي حتى ننتهي منها ثم أقوم بما ينبغي علي القيام به حتى أتخلص من الحراك العقلي الذي يدور في رأسي جراء هذه المشكلة.
• وبعد الانتهاء من هذه المشكلة علي أن أبذل جهدي لأنسى أحداثها وأبتعد عن كل ما يذكرني بها أو يشوش أفكاري الحالية وأعود إلى عرين الدراسة عرين التفوق والنجاح .
سادسا: عدم وجود الجو المناسب للدراسة :
ونقصد به الجو الذي يمنع أي نوع أنواع التشويش البصري والسمعي والحسي ومن الأمثلة على هذه المشوشات:
• التشويش البصري : كثرة الألوان في مكان الدراسة - الصور المتعددة – الإضاءة الغير مناسبة .......... إلخ .
• التشويش السمعي : مثل صوت المسجل أو التلفزيون أو صوت الأطفال الذين يلعبون وكذلك صوت الأهل في البيت ............ الخ .
• التشويش الحسي: مثل عدم الراحة في الجلوس على المقعد أو لبس ملابس ضيقة غير مريحة............... الخ .
إن كل المشوشات السابقة تعمل على إثارة أنواع مختلفة من التفكير فأنت عندما ترى صورة معينة تسبح في معاني هذه الصورة وماضيها واللحظات التي قضيتها في ذلك الوقت. كذلك عندما تسمع مادة سمعية معينة فإنك لابد إما أن تفكر في كلمات هذه المادة أو أن بترديد هذه المادة مع قائلها. وعليه فإن كل أنواع هذه المشوشات تعمل على إعمال العقل في التفكير مما يقلل وبشكل حاد من تركيز الطالب وبالتالي الحاجة إلى وقت أكثر في حفظ المادة الدراسية وإن تم الحفظ فلن يكون متقنا .

سابعا: عدم الثقة بالذاكرة:
وهذا بالرغم من أنه عامل نفسي إلا أنه من الأهمية بمكان بحيث أن الطالب يجب عليه أن يثق ثقة كبيرة أنه قادر على حفظ المقاطع الأدبية والقوانين العلمية مهما كانت كثيرة وذلك أولا لأنه قادر على ذلك ، ثانيا أن الله تعالى أعطاه من الهبات والعطايا في تركيب دماغه ما يمكنه من حفظ أضعاف هذه المادة ، وأخيرا فإن التجربة أثبتت أن غيره وهم كثر استطاعوا حفظ العديد من المواد العلمية .
ثامنا: الصحبة السيئة:
ولم نضع هذا العامل لمجرد الذكر كما قد يتبادر للبعض ولكن لأهميته حيث أن الصاحب السيئ مصدر أساسي لإضاعة الوقت المهم جدا لعملية الحفظ ثم أنه يعمل على تثبيطك عن التميز ويعمل على غرس اليأس في نفسك من خلال تهويل المهمة التي أنت بصددها ويكفيك أنه نموذج سيئ يبقى ملازما لك فلا تراه إلى أمامك لحجب عنك كل مثل حسن في هذه الدنيا .
تاسعا: كره المادة المحفوظة:
وهذا أيضا من العوامل المهمة حيث أن محبة الشيء توجب ملازمته والعكس صحيح و من العوامل التي تزيد من محبة هذه المادة محبة مدرسها ولابد للمدرس أن يساهم في هذا الأمر وقد يبدو الأمر صعبا في البداية حيث أن صعوبة مادة معينة وعدم فهمها يولد كره هذه المادة فإذا أبقى الطالب نفسه وبذل جهده وفهم هذه المادة فإنه سينتقل من كرهها إلى حبها لأنه فهمها بل وسيبدأ بالحديث عنها في كل مكان. لأن الإنسان عدو ما يجهل .

سادسا ً : (16) مهارة تعينك على التذكر

(1) تخيل :
المخ الأيمن يتميز عن المخ الأيسر أنه يقوم بالأعمال التالية :
• الألوان : تخيل جميع الألوان .
• الخيال : تخيل جميع الأشكال .
• أحلام اليقظة .
• الأبعاد : تخيل ورسم كفاءة الأبعاد .
• الألحان والأصوات : تخيل وتذكر جميع الأصوات والألحان .
فعلي قدر تشغيلك طاقة هذه المخ على قدر ضمان استرجاع المواد المخزنة فيه فأنت كلما تخيلت الشيء المراد تذكره بالألوان الطبيعية وبأبعاده كلما كانت نسبة استرجاع المعلومة أقوى .
(2) تحمس للمواد لأن الحماس يولد النجاح :
إن حماس الإنسان لهدف ما في حياته يعين كثيرا على عدم نسيان العناصر المرتبطة بهذا الهدف . فكلما تحمس الإنسان لما يريد الوصول اليه كلما تذكر الأمور المرتبطة والمتصلة بهذا الهدف .. وعلى العكس من ذلك الطالب الذي يدرس مادة لا يحبها إما بسبب صعوبتها أو بسبب تعقيد المدرس من خلال شرحه للمادة أو غير ذلك من الأسباب مما يؤدي الى ضعف في الحماس من هذا الطالب في دراسة هذه المادة وبالتالي الى النتيجة الطبيعية ضعف التذكر في تفاصيل هذه المادة .
لابد وأنت في دراستك أن توجد الحماس الكبير في نفسك ..لأن الحماس يولد النجاح .
(3) اربط :
تعتبر قاعدة الربط من أشهر القواعد المعينة على التذكر السريع وهي تساعدك على تذكر الأشكال والرسومات . لا شك انك عانيت أيام الدراسة من صعوبة تذكر الخرائط الجغرافية ولكن بطريقة الربط كما تراها في هذه الدورة سيكون تذكرها سهل جدا .
(4) رتب :
تستطيع النجاح في تذكرك إذا زاولت مهارة التنظيم والترتيب للعناصر التي تدرسها في جميع المواد .
(5) ذاكر واحفظ قبل النوم :
اكتشف العلماء إن النوم يعين كثيرا على استرجاع المعلومات الصعبة كالأبيات الشعرية والكلمات الأجنبية والعمليات أو المعادلات الرياضيـة والكيميائية .. ينصحنـا العلماء بعد تجاربهم أن يدرس أحدنا هذه المعادلات أو النصوص في آخر وقت من يومه .. بمعنى قبل أن ينام بربع أو بنصف ساعة ثم ينام ويترك الباقي لمخه الذي سوف يركز هذه المعلومات بصورة عجيبة في ذاكرته أثناء نومه .
(6) تواجدك في مكان مناسب :
إن المكان الذي تدرس فيه أو تذاكر فيه له دور كبير في تثبيت المعلومات والاندماج في الذاكرة أو تلقي الدرس .
حدد المكان المناسب والذي تشعر أن نسبة مذاكرتك فيه مرتفعة واحرص على التواجد فيه باستمرار
(7) نظم وقتك :
استثمر وقتك بطريقة مفيدة وناجحة.
(8) حافظ على الصلاة يوميا :
إن الصلاة تحقق الفوائد التالية :
1- تجديد النشاط .
2- الوضوء عامل مهم في إعادة الحيوية والنشاط .
3- الاتصال بالله من خلال التفكير بالآيات المسموعة أو المقروءة والدعاء أثناء أو بعد الصلاة .
(9) تقوى الله :
أو ما نسميها بالنظافة النفسية الداخلية ، ولعل سائلا يقول وما هو أثر التقوى في الحفظ أو الذاكرة ، والجواب أن التقوى تحدث حالة نفسية عجيبة هي مزيج من الهدوء ، والاهتمام ، والخشوع ، والتفكير ، والتأمل ، والتدبر ، ووزن الأمور، وهذا المزيج ينتج حافظة هائلة ، قال تعالى (واتقوا الله ويعلمكم الله) .
(10) كرر :
ترداد قطعة من الشعر (20) مرة يثبتها أكثر مما لو كررت (10) مرات .
(11) ارتبط مع الحدث :
إن ارتباط حادثة بخوف أو فرح أو حزن أو معركة ترسخ الذكريات اكثر ، وهناك الكثير من الأحداث المفرحة والمحزنة التي لازلنا نذكرها من أيام الطفولة لارتباطها بحدث قوي .
(12) افهم :
كلما ازداد فهم القطعة كانت أسهل في الحفظ .
(13) من يخاطبك ؟
إن سماع الكلام من قائد غير سماع الكلام من رجل عادي ، ومعرفة أن الكلام وحي من الله يعطي سلطانا على القلوب غير كلام البشر .
(14) الوقت :
الصباح قبل طلوع الشمس وقبل الغروب : أوقات اعتدال للحفظ والمذاكرة وهدوء الليل وقت جميل للتأمل وهكذا (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ، ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى) .
(15) حافظ على صحتك :
الجوع يحرم الإنسان من تركيز فكره وبالتالي يؤثر ذلك في استيعابه وتركيزه للمواد والعكس أيضا صحيح الأكل الزائد (التخمة) تؤدي الى نقص الأوكسجين في المخ .
ونعلم أن الدماغ بحاجة الى (150 غم سكر) ليعمل بشكل الطبيعي وكلما ازدادت ساعات العمل كلما نقصت كمية السكر في الدم .
ولهذا من الطبيعي أن يشعر المرء بعد الساعة الثانية ظهرا تحولا في ذاكرته ولهذا فانه تناول الشراب مع السكر كمنعش أو من الكعك المحلي يجعل الذاكرة متجددة النشاط .
(16) احرص على عمل الخير يوميا :
أكثر الناس سعادة ونجاحا وتفوقا في حياتهم هم الناس الملتزمون حقيقة ، قلبا وقالبا بهذا الدين العظيم ، دين الإسلام بحسب قرب الطالب من هذا الدين أو بعده نحد النجاح أو الفشل .
إن عمل الخير وما أكثره في كل يوم وليلة لو بحثنا عنه بهمة ونشاط يؤدي إلى انشراح في الصدر وهذا الانشراح يؤدي إلى السرور والسرور يؤدي إلى التذكر السريع . بل أكثر من ذلك إن عمل الخير يؤدي إلى تقوية جهاز المناعة عند الإنسان .
علاج شرود الذهن
إن الجلوس أمام الكتاب لا يعني مجرد قراءته، والقراءة لا تعني فهمه، فكم من دارس انفق وقته شارد الذهن بعيداً عن كل ما يمت إلى الدراسة بصلة. وللتغلب على شرود الذهن والتقليل منه ما أمكن إليك الطرق التالية:
1) إن القدرة على توجيه الانتباه نحو أمر معين، والمحافظة على ذلك لفترة معينة، هي رياضة ذهنية يتم تنميتها بالممارسة، وبذل الجهد في دراسة المواد والمواضيع المختلفة أولى خطوات هذه الممارسة.
2) إن الانتباه له صلة وثيقة بعمق الشهيق، وحبس النفس والمدة التي يستغرقها الزفير، حيث لا يساعد التنفس المتقطع على المواظبة في توجيه الانتباه، لذلك عليك باستمرار مراقبة تنفسك.
3) خذ مجموعة من حبات العدس وضعها في علبة ثم أسقطها ببطء على ورقة بيضاء كبيرة. حاول أن تميز بين مجموعات العدس المتشكلة وعد حبات كل مجموعة منها. أعد التمرين مرات ومرات حتى تنمو لديك ملكة إدراك الأشكال والأعداد.
4) افتح صفحة من كتاب واحسب عدد حروف الضاد فيها، بدون الاستعانة بقلم. لا شك أن ذلك سيكون سهلاً، ومع التكرار عليك أن تعرف عدد هذه الأحرف في كل فقرة بمجرد النظر، ثم تحقق من صحة محاولاتك.
5) خذ مجموعة من الخطوط المستخدمة في نص معين وحاول أن تميز الفوارق بينها، إنك بذلك تستطيع أن تميز الفوارق الطفيفة بين الأشياء المتماثلة.
6) درب قدرتك على حسن الانتباه من خلال اكتشاف مجموعة من الأخطاء بين رسمين متشابهين.
7) خذ صورة كثيرة التفاصيل واعرضها على مجموعة من الأصدقاء لمدة خمس عشرة ثانية لكل منهم، ثم اطلب من كل واحد منهم ان يسجل أكبر عدد من التفاصيل التي شاهدها في الصورة.. وستجد أن قوة الانتباه وحسن الملاحظة سيزدادان مرة بعد أخرى.