بين الملاعب والمتاعب

د. عمر عبد الكافي
دبي : الأربعاء :27/يناير/2010 م

يشغل إعلامنا العربي من محيطه إلى َخليجه مباراة مصر والجزائر اليوم ، ولأنني لست كرويّ المذهب أو المشرب ، لكن أولادي والمحبين للساحرة المستديرة جعلوني أهمس بكلمة صغيرة لكل الأطراف المعنية ...

يجب ألا ينسى الجميع تاريخ ومكانة البلدين المسلميْن العربيين الشقيقين ...

فمصر بإسلامها وعروبتها وأزهرها وشعبها ، إن مدحناها فربما ُينقص من قدرها مدح المادح ، لأن مواقفها للعرب والإسلام والمسلمين أظهر من أن نبينه .

والجزائر التي أنجبت لنا يوسف بن تاشفين وطارق بن زياد وعبد الحميد بن باديس ومالك بن نبي وعبد الرحمن الكواكبي والعربي كشاط ، وسالت دماء زكية طاهرة مما يقرب من مليونين من المجاهدين الشهداء ارتوى بها تراب الجزائر الحرة فاح عبق رائحة هذه الدماء الطاهرة لتزكم أنوف المستخربين الذين يخربون حضارات العالم وتملأ بالعطر الزاكي همة وعزيمة الذين يحملون علم المبادىء والدفاع عن انسانية الإنسان في هذا الكون ...

هذه همسة وجب أن أوضحها قبل لقاء الفريقين داخل الملعب ...

ولا يجب أن ننسى أن صورة حضارة الإسلام لا ينبغي أن تشوه من مسلمين عرب ممن يحبون الملاعب وممن يحبون المتاعب.

ليكن أبناؤنا داخل المستطيل الأخضر صورة مشرقة مشرفة للقيم العربية وللأخوة الصادقة وللعاطفة الجياشة في نصر الإسلام بالتعبير الصادق بعدم اظهار ما يخدش صورة المسلمين أمام الآخر ...

وليكن كلا الشعبين الشقيقين صورة مشرفة للعالم كله كيف يتعامل الكبار الذين تضرب حضارتهم في جذور التاريخ.
وإياكم والعصبية فإنها مهلكة منتنة .

المباراة ستنتهي ولكن يبقى الأثر الذي نرجو أن يكون مَعْلماً حضارياً نفخر به جميعاً ،
والله وليّ التوفيق.