ما أهمية دور الأسرة في عملية النمو و تكوين الشخصية ؟؟"

تتبع الأسرة عدة أنماط في تربية الطفل و التي تؤثر على نموه و هي:

النمط الأول:
من الأنماط السيئة الإسراف في تدليل الطفل ، و الإذعان لمطالبة ، مهما كانت شاذة أو غريبة، وإصراره على تلبية مطالبه أينما كانت و كيفما و متى يشاء دون مراعاة للظروف الواقعية أو عدم توفر الإمكانات.

أضرار هذا النمط:
1.عدم تحمل مواقف الفشل و الإحباط في الحياة الخارجية.
2.حب التملك و نمو نزعات الأنانية.
3.عدم تحمل المسؤولية.
4.الاعتماد على الغير.
5.يتوقع نفس النتيجة من الدلال و الاهتمام و سهولة تنفيذ مطالبه من المجتمع بالمطلق.

النمط الثاني:
الإسراف في القسوة و الصرامة و الشدة مع الطفل، و إنزال العقاب بصورة مستمرة، و صده و زجره، كلما أراد أن يعبر عن نفسه.

أضرار هذا النمط:
1- قد يؤدي بالطفل إلى لانطواء أو الانزواء أو الانسحاب من معترك الحياة الاجتماعية.
2- يؤدي لشعور الطفل بالنقص و عدم الثقة في النفس.
3- صعوبة تكوين شخصية مستقلة نتيجة منعه من التعبير عن نفسه.
4- شعوره الحاد بالذنب.
5- كره السلطة الوالدية ، و قد يمتد هذا الشعور إلى معارضة السلطة الخارجية في المجتمع باعتبارها البديل عن السلطة الوالدية.
6- قد ينتهج هو نفسه منهج الصرامة و الشدة في حياته المستقبلية عن طريق عملية التقليد أو التقمص لشخصية أحد الوالدين أو كلاهما.

النمط الثالث:
هذا النمط المتذبذب بين الشدة واللين ، حيث يعاقب الطفل مره في موقف و يثاب مرة أخرى في نفس الموقف مثلا.

أضرار هذا النمط:
1- يجد صعوبة في التمييز بين الصواب و الخطأ.
2- ينشأ على التردد و عدم الحسم في الأمور.
3- ممكن أن يكف عن التعبير الصريح عن آرائه و مشاعره.

النمط الرابع:
الإعجاب الزائد بالطفل ، حيث يعبر الآباء و الأمهات بصورة مبالغ فيها عن إعجابهم بالطفل و عن إعجابهم و حبه و مدحه والمباهاة به.

أضرار هذا النمط:
1- شعور الطفل بالغرور الزائد و الثقة المفرطة بالنفس.
2- كثرة مطالبه.
3- تضخيم في صورة الفرد عن ذاته ، و يؤدي هذا إلى إصابته بعد ذلك بالإحباط و الفشل عندما يصطدم مع غيره من الناس الذين لا يمنحونه نفس القدر من الإعجاب.

النمط الخامس:
فرض الحماية الزائدة على الطفل ،وإخضاعه لكثير من القيود و من أساليب الرعاية الزائدة ، و الخوف الزائد عليه ، و توقع تعرضه للأخطار من أي نشاط، و لذا قد تمنعه الأسرة من الذهاب في الرحلات.

أضرار هذا النمط:
1- يخلق هذا النمط من التربية شخصا هيابا يخشى اقتحام المواقف الجديدة.
2- عدم الاعتماد على الذات.

النمط السادس:
اختلاف وجهات النظر في تربية الطفل بينما الأم والأب كأن يؤن الأب بالصرامة و الشدة بينما تؤمن الأم باللين و تدليل الطفل أو أن يؤمن أحداهما بالطريقة الحديثة و الآخر التقليدية.

أضرار هذا النمط:
1- قد يكره الطفل والده و يميل إلى الأم و قد يحدث العكس بأن يتقمص صفات الخشونة من والده.
2- يجد مثل هذا الطفل صعوبة في التمييز بين الصواب و الخطأ أو الحلال و الحرام، كما يعاني من ضعف الولاء لأحد الوالدين أو كلاهما.
3- و قد يؤدي ميله و ارتباطه بأمه إلى تقمص صفاتها الأنثوية فتبدو عليه علامات التخنث.

النمط السابع:
يتمثل في استخدام أحد الطرفين أي الأم أو الأب استخدامه للأطفال سلاحا يشهره في وجه الطرف الآخر فيسعى إلى صم الأطفال في " معسكرة" لكي يقفوا في "حرية" ضد الطرف الآخر، وهو في سبيل تحقيق "هذا التكتل" يغدق العطاء و التدليل على الأطفال و يتهاون معهم و يتساهل حتى يكسب رضاهم.

أ ضرار هذا النمط:
1- قد يتكون لدى الطفل فكرة سيئة عن الحياة الأسرية، ويعتقد أنها مجرد ميدان أو ساحة للقتال.
2- قد يكون الطفل اتجاها معاديا نحو احد الوالدين أو كلاهما.
3- يضعف مثل هذا الجو من شعور الطفل بالولاء.
4- يشوه مثل هذا المنهج صورة الأب أو الأم في ذهن الطفل.
5- يتعلم أسلوب "العمالة" و التبعية و كيف يبيع تأييده للغير نظير الحصول على النفع ،و يعد هذا النمط من أسوأ أنماط التربية الأسرية على وجه الإطلاق و له آثر مدمرة على شخصية الطفل ، و على الحياة الأسرية برمتها.

النمط الثامن:
عدم توخي المساواة و العدل في معاملة الأطفال، فلقد تميز الأسرة بين الولد و البنت، أو الأول و الأخير أو أبناء الرجل من زوجات مختلفة. و تبدو عدم المساواة هذه في منح العطف و الحب و الحنان و العطاء المادي و الاهتمام و فرض القيود و التسامح...الخ

أضرار هذا النمط:
1- الإحساس الدائم بالاضطهاد و الفشل.
2- تنمية الحقد و بروز الشخصية العدائية.
3- عدم الانصياع و تلبية الطلبات و الواجبات المطلوبة منه.
4- السعي لأساليب مختلفة لإثبات الذات قد تكون منحرف.
5- بناء شخصية مهزوزة غير مستقرة ، لا تثق بقدراتها الذاتية.

النمط التاسع:
وفيه يتربى الطفل على الاعتماد على غيره في قضاء حاجاته و إشباعها.

أضرار هذا النمط:
1-عدم الاعتماد على النفس.
2-العجز عن مواجهة مواقف الحياة فيما بعد.

هذه بعض الأنماط السيئة السائدة في مجتمعاتنا العربية للأسف و لكن هناك أنماط أخرى جيدة .

أتمنى من كل أم وأب البحث في تطوير و تنمية حياة هذا الإنسان الطفل دون التدخل في التركيبة الذاتية له بل تعليمه كيف يتعلم و ليس ما يتعلم و البحث في ذاته ليحقق ما يصبوا له، يمكننا فعل ذلك بقراءة بعض المواضيع العلمية الخاصة بكيفية تنمية و تطوير الأداء الذهني للطفل.