المقارنات - هي مشكله عالميه ضربت شروشها عميقاً في النفس البشريه وهي سبب التنافس بين البشر وتدني احترام الذات .إن الأطفال الذين يولدون في نفس العائلة ، ولديهم بيئة حالية مماثلة ، نفس الأبوين ، لكن كلاهما يحمل حزمة من الأنطباعات والطبائع المتنوعه التي أتت معهم من العديد من الولادات السابقة وحساباتهم الكارمية.
امثله على ذلك :
واحد يمكن أن يكون منطويا ، والآخر مُنفتح.
يمكن واحد أن يكون ممتاز في التعليم والدراسات ، والآخر مُبدع بالفطره وتلقائي.
أو يمكن أن يكون واحد فعال ومجتهد ، والآخر كسول ... إن سبب ذلك هو الأنطباعات والطبائع التي تحملها كل روح من ولاداتها السابقه قبل دخولهما وتواجدهما حالياً في نفس العائلة.عندما نفهم ذلك بعمق فأن المقارنة بينهما ليست مبررة وعادله اطلاقاً .
عندما نُقدر واحدًا أكثر من الآخر في أوقات معينه ، حتى لو كانت النية هي الدافع لحث الأخر ، فإنها تخلق جروحًا عميقة.
حيث يكبر الطفل ويشعر بأن الوالدين يحبان الطفل الآخر أكثر منه .
كثيراً يحاولون الأهل توضيح أنهم يحبوهم نفس الشيء وبالتساوي ،لكن فإن الجرح أصبح عميق للغاية يصعب شفائه.
أنتبه !!
إذا كان ولد واحد موضع تقدير وأهتمام أكثر ، فهذا يعني أن الآباء يحبون هذا الطفل أكثر من الأخر.
وهذا يصبح سبب التنافس والغيره بين الأخوة والتي تتطور الى كراهيه مبطنه تحت قناع الأخوه. حيث يعتبر الولد أن إخوته سببًا لعدم حب والديه له.
الولد الذي لم يتم الأنتباة اليه يكبر ويترعرع مع مشكلة عقدة النقص ، والآخر يكبر مع عقدة التفوق وحتى يمكن أن تصل الى مرض جنون العظمه مع الوقت ، ويميل دائمًا إلى السيطرة على الآخر.
لهذا تصبح المقارنات والأنتقادات السببين الرئيسيين لعدم تطور احترام الطفل لذاته.
لا تقارن اولادك بين بعضهم أو مع الأصدقاء.
عليك تقدير صفات كل واحد على حدة ومساعدتهم على إنشاء طبائع جديدة خلاقه ايجابيه ، كمعرفة انفسهم ..والتأمل ..والقيم الروحيه .. والتوازن في كل شيء الخ ... يجب أن يتم ذلك التقدير والدافع بإنشاء طبائع جديده بصفاته الشخصية دون الإشارة والتلميح إلى أي شخص آخر ومقارنته بأحد.. لأن كلنا مختلفين !!.
هذا يساعد في جعل الولد قوياً عاطفيا ويطور احترام الذات بشكل سليم .
دعونا نتخذ قرارًا من اليوم بعدم مقارنة أنفسنا بأي شخص أبدًا وعدم مقارنة والحكم على الأخرين بين بعضهم.
لنفهم بعمق أن تاريخ وماضي كل روح مختلف ومتنوع، وحتى إذا كان كل شيء في الوقت الحاضر غير متشابه ومختلف، فلا يوجد مُبرر للمقارنة لأنك عرفت السبب.
أنت يا حبيبي ممُيز كيفما كنت .. أطلع من عقدك وتشفيراتك المسبقه ،وذلك بمعرفة خلود روحك وأسرارها وأدوارها .. أنت في العمق والجوهر الهي مُبدع ..لكن عليك أزاحة كل ما حجب ذلك ..
لو عرف البشر هذا السر بعمق لأنتهت مشاكل جمه في عالمنا المبني على التنافس والتحدي وأثبات الذات ونفخ الأيغو المريض ..
أبتدأً من الأخوه على مستوى العائلات كمصغر ، وعلى مستوى أوسع ليشمل مجتمعات ودول ..
كله يبدأ من داخلنا ..نحن نقطة البدايه ونحن نقطة النهايه ..
عندما أتغيير أنا فأن العالم يتغيير ..وكل شيء حسب وتيرته وتوقيته المناسب ..لكن بدون شك العمليه قد بدأت عندما تغيير نفسك !!
أنت كحصى رُميت في محيط الوجود ..وبدأت تخلق تموجات الى ما لا نهايه كطاقه ..كلاميه وفكريه ونفسيه وفعليه ..
فلا تستهين بنفسك !!!
كلنا نساهم حتى ولو بالقليل....
مجرد فكره او كلمه أو لفته جميله تساهم في جعل هذا العالم المتنوع جميل ..
أصبع واحده تكفي من كل واحد ليرفعو جبال شاهقه وازاحتها ...
رد مع اقتباس
