مراجعة نقدية لأحمد بن حماد الحمود، بعنوان " تقييم الأداء الوظيفي : الطرق – المعوقات – البدائل " في مجلة (الإدارة العامة، مج34، ع2، ربيع الآخر 1415هـ، سبتمبر 1994م: ص ص307- 343) ....

أولا: ملخص الدراسة:
بين الباحث أهمية عملية تقييم الأداء الوظيفي، وبأنها أحدى العمليات الأساسية في الإدارة، وهذه العملية ذات أبعاد متداخلة ومعقدة. وقد هدف الباحث من خلال دراسته لإخضاع عملية تقييم الأداء لعملية تحليلية عميقة، وإبراز أدارها ضمن ثلاث محاور رئيسية هي: محور طرق تقييم الأداء، ومحور معوقات تقييم الأداء، ومحور من يقوم بمسئولية إجراء عملية تقييم الأداء. واعتمد الباحث في دراسته على المراجعة المستفيضة للأدبيات الإدارية الموجودة، والملاحظات الشخصية لبعض الممارسات الإدارية، والتجارب الشخصية للباحث وإخضاعها لعملية تحليلية شاملة. وقسم الباحث الدراسة إلى أربعة أقسام رئيسية هي: القسم الأول الإطار النظري يطرح فيه الباحث بعض الزوايا الفلسفية لتقييم الأداء الوظيفي ويحدده كعملية جزئية من برنامج تقويم الأداء الوظيفي، والقسم الثاني يقدم فيه الباحث نظرة شاملة على طرق تقييم الأداء الوظيفي، والقسم الثالث يتناول المشكلات المرتبطة بعمليات تقييم الأداء، والقسم الرابع يطرح قضية مسئولية إجراء عملية التقييم. ومن الاستنتاجات التي توصل إليها الباحث استحالة الوصول إلى موضوعية تقيييمية بشكل كامل، وأن المشكلات المتزامنة مع عمليات التقييم (عدم وضوح عنصر التقييم، عدم جدية التقييم، التطرف والوسطية، الهالة، حداثة السلوك، توافقية السلوك ...) تضيف بُعدا للعمليات التقييمية. ولقد اقترح الباحث العديد من التوصيات منها أنه يجب التركيز على الواقعية التقييمية بحيث نعترف بالمشكلات المتزامنة ونتعامل معها، وزيادة الوعي بالإطار الإشكالي عن طريق البحث والنقاش والتدريب، وان نتائج التقييم ما هي إلا مؤشرات قابلة للصح والخطأ ولا ينبغي أن يبنى عليها أي قرار جوهري، وتنويع مصادر جمع المعلومات لعمليات التقييم.

ثانيا: إيجابيات وسلبيات الدراسة:
تعتبر هذه الدراسة من الدراسات المهمة في تناول عملية تقييم الأداء الوظيفي، حيث تميزت بالعديد من جوانب الإجادة، ويمكننا استعرض أهم إيجابيات الدراسة فيما يلي:
1. أجادة الباحث في طريقة عرض موضوع تقييم الأداء الوظيفي، من حيث تسلسل الأفكار وطريقة الربط بين عناصر الموضوع.
2. استعراض الباحث لعددا من العوامل التي تؤدي إلي تطبيق نظام لتقييم الأداء الوظيفي.
3. إيضاح الباحث للفرق بين عملية تقييم الأداء الوظيفي وبرنامج تقويم الأداء الوظيفي.
4. استعراض الباحث لطرق تقييم الأداء الوظيفي وذكر ايجابيات كل طريقة وسلبياتها.
5. تميز الباحث في تحليل المشاكل المتزامنة مع عملية تقييم الأداء الوظيفي، وكان التحليل مفصل وواقعي، مع أعطاء أمثلة توضيحية لبعض المشاكل.
6. أجادة الباحث في الإجابة على السؤال التالي: على من تقع مسئولية إجراء عملية تقييم الأداء الوظيفي ؟
7. كانت استنتاجات الباحث مفيدة فيما يخص المشكلات المتزامنة مع العمليات التقييمية.

وعلى الرغم من تميز هذا الدراسة إلا أن لها جوانب سلبية شابة هذه الدراسة وهي قليلة جدا وتتمثل في الأتي:
1. لم يضع الباحث تساؤلات للبحث بشكل واضح، وإنما كانت ضمنية في ثنايا الدراسة.
2. لم يستعرض الباحث الدراسات السابقة بشكل مفصل وواضح، بل تطرق لدراسات في بعض عناصر الموضوع بدون ذكر اسم الدراسة ومعد الدراسة، وبإيجاز.
3. في الإطار النظري لم يوضح الباحث مفاهيم بعض المصطلحات كالإطار الإشكالي مثلا.
4. لم يستخدم الباحث التحليل الإحصائي في هذه الدراسة والتي تختص بتقييم الأداء للعاملين في المنظمات.

وفي العموم فان هذه الدراسة غاية في الأهمية وتساعد الباحث على التعرف على مفهوم تقييم الأداء الوظيفي، وطرقه، والمشاكل المتعلقة به، وعلى من تقع مسئولية التقييم. لذا أوصي الزملاء بالاطلاع على هذه الدراسة، والاستفادة من محتوياتها.