كان صديقي وكنا صغارا
وكنا نملأ الحيّ شِجارا...
بل كنا نلهو سوياً,نأكل سوياً...
نركض خلف الخَيال نطارد الأقدارَ...

وكنا نقتسم الضحكات والآهات...
لا نأبه شيئا, لا نفهم من هذه الدنيا شيئا,
نطارد الزمن ويطاردنا ...كالعصافير والحجارَة!


وكان يخبرني أننا سنبقى أصدقاء
وسنبقى نلعب,نركض...
ونُقلق الأشجارَ
كان يخبرني أن الحياة جميلة, لا حزن فيها
وكنت أخبره أنني سأراه غداً ...لنكمل الحوارَ !


وسبقتني أيامي ,ولم يأتي غدا...
سلبتني أحلامي وكان نوم العمر كابوسا
ولم يأتِ صديقي, ولم يُرسل أحدا !


وفي زحمة الأيام رحت أسأل عن صديقي
في زحمة الوجوه رحت أبحث عن وجه صديقي
وعدت الى نفس الدار أرقبه ...
مشيت الدرب الذي كنا نسلكه ...
فالدرب كما هي ,صامتة تئن تحت الخطوات
والحجارة بكل جرأة تشهد البصمات,
وهناك في البيت العتيق أرى طفولتي وصديقي
أراه يعتذر مني ... ويسخر مني
أراه يبكي, يمزق الذكريات !


ويخبرني أن لا أصدق أحد...
وأناديه ولايسمعني

عجبي حتى الناس هم غيرُ الناس
حتى الكلام أضحى من دون أنفاس!
عجبي ...!

حتى صديقي لم يعد,
ولم يبقى معي الا قليل من الصور
وحفنة صغيرة من اللحظات


عجبي, لم يكمل القصة لي صديقي
وترك صداقتََنا معلقة تحت رحمة الزمن !
بالأمس كنا نطارد أحلامنا,واليوم تعاقبنا الأوقات...

لم يأتِ صديقي ربما لسبب هو يدركه,
لكني ما زلت أنتظره كل عام
أكتب له قصصي وأجمع شتات طفولتنا,
علّه يأتي, فأخبره ماذا علمتني الحياة !