بشرالحافي
هو أبو نصر بشر بن الحارث الحافي: أصلهمن مرو، وقد سكن بغداد ومات فيها، وكان كبير الشأن , من أغني أغنياء بغداد , وقدكان قمّاراً خمّاراً زمّاًرا وكان لا يتورععن فعل المنكرات والمحرماتالكبيرة
أسبابتوبته
وحدث يوماً أن كان الإمامالكاظم،ماراً من أمام بيتبشر،وكانت أصوات اللهو والطرب تملأ المكان فصادف أن فتحتجاريةباب الدار لإلقاء بعض الفضلات، وحين رمت بها في الطريقسألها الإمام(ع) ? قائلاً:
"يا جارية! هل صاحب هذه الدار حر أمعبد"؟! فأجابته الجارية وهي مستغربةسؤاله هذا بشر رجل معروف بين الناس، وقالت: بل هو حر!! فقال الإمام : "صدقت لوكان عبداً لخاف من مولاه". الإمام قال هذه الكلمة وانصرف.
فعادتالجارية إلى الدار وكان بشر جالساً إلى مائدة الخمر، فسألها: ما الذي أبطأك ؟ فنقلتله ما دار بينها وبين الإمام ، وعندما سمع ما نقلته من قول الإمام: "صدقت، لو كانعبداً لخاف من مولاه". اهتز هزاً عنيفاً أيقظته من غفلته، وأيقظته من نومته، نومةالغفلة عن الله. ثم سأل بشر الجارية عن الوجهة التي توجه إليها الإمام ، فأخبرتهفانطلق يعدو خلفه، حتى أنَّه نسي أن ينتعل حذاءه ، وكان في الطريق يحدث نفسه بأنهذا الرجل هو الإمام موسى بن جعفر، وفعلاً ذهب إلى منزل الإمام ، فتاب على يدهواعتذر وبكى ثم هوى على يدي الإمام يقبلها وهو يقول: سيدي أريد من هذه الساعة أنأصبح عبداً ولكن عبداً لله ، لا أريد هذه الحرية المذلة التي تأسر الإنسانية فيّ ،وتطلق العنان للشهوة الحيوانية, لا أريد حرية السعي وراء الجاه والمنصب ، لا أريدحرية الخوض في مستنقع الذنوب وأغدوا أسيراً لها. لا أريد أن تؤسر فيّ الفطرةالسليمة والعقل السليم. من هذه الساعة أريد أن أصبح عبداً لله ولله وحده، حراً تجاهغيره.
وتاب بشر على يد الإمام الكاظم. ومنذ تلك اللحظة هجرالذنوب ونأى عنها وأتلف كل وسائل الحرام، وأقبل على الطاعة والعبادة. بشرهذاهو مهاجر أيضاً "لأن المهاجر من هجرالسيئات"
ومن أسباب توبته أيضاأنه أصاب في الطريق ورقة مكتوبفيها اسم الله عز وجل وقد وطئتها الأقدام ، فأخذها وإشترى بدرهم كان معه غالية ( نوع من الطيب) فطيب بها الورقة وجعلها في شق حائط ، فرأى فيما يرى النائم كأنّقائلا يقول: يقول لك إلهك: يا بشر طيبت اسمي لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة .
منقول