أجمع خبراء ومشاركون في مؤتمر ومعرض الموارد البشرية الدولي 2011 في اختتام فعالياته على أهمية تطوير السياسات والمفاهيم الخاصة بالقيادة والادارة مع ما يشهده العالم من أزمات وعدم استقرار والتحول التدريجي نحو الاستثمار الأمثل في العنصر البشري لمواكبة تحديات المرحلة المقبلة.
وتناول المتحدثون في المؤتمر الذي عقد أمس واختتم هنا اليوم والذي اقيم تحت رعاية نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تناولوا واقع واتجاهات الموارد البشرية في منطقة الشرق الأوسط والمجالات التي تتطلب تحركا سريعا للتغيير والتطوير نحو الأفضل. كما أشاروا الى أهم العقبات التي تقف حائلا أمام التنمية البشرية في المنطقة والمتمثلة في قلة الاعتماد على عوامل المعرفة والابتكار والاستثمار في المواهب وتشجيعها على الابداع والتميز. وبين رئيس قسم الادارة والسياسات العامة في جامعة جورجيا في الولايات المتحدة الأمريكية البروفسور إدوارد كيلوف خلال جلسات المؤتمر ان أسباب الفجوة القائمة بين التنمية البشرية والأداء الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي تعود الى سوء الادارة واستخدام مصادر المعرفة الأمر الذي يحتم الاتجاه سريعا الى اصلاح النظم الادارية كخطوة أولية وأساسية للتنمية الشاملة. بدوره قال أستاذ ومدير برنامج بحوث الادارة العامة والحوكمة في كلية دبي للادارة الحكومية الدكتور خالد عثمان اليحيى ان منطقة الخليج تزخر بالموارد البشرية الا أن 50 بالمئة من تلك الموارد تفتقر الى الاستغلال السليم أو غير مستغلة كما لا تتوفر خطط لنقل وتبادل المعرفة داخل المؤسسات وهذه الأمر يتطلب تغييرا جذريا في التفكير وتطوير السياسات للاستفادة القصوى من الامكانات البشرية المتاحة. من جهته قال المستشار الأول للموارد البشرية في ارامكو السعودية محمد الجشي ان مشاركة الموظفين الفاعلة في المؤسسات وتمكينهم يؤثر بشكل كبير في نجاح المؤسسات وريادتها فالموظف الذي يعمل في بيئة تقدر المواهب يبدع بشكل مستمر. من جانبه قال الرئيس التنفيذي لمركز (إيكليف) للحوكمة والقيادة الدكتور رجيف بشواريا ان الاعتقاد السائد أن الأفراد يولدون قادة هو مفهوم خاطئ لأن القادة الحقيقيين هم أولئك الذين يملكون الكفاءة والقدرة على استنهاض كامل الطاقة البشرية الكامنة في الموظفين وتسخيرها في خدمة الأجيال والمستقبل. واختتمت فعاليات مؤتمر ومعرض الموارد البشرية الدولي أعماله بطاولة مستديرة جمعت ممثلين رسميين وخبراء من القطاعين العام والخاص وممثلي وسائل الاعلام الذين تبادلوا وجهات النظر حول المشهد الاقليمي لقطاع الموارد البشرية. ويحظى المؤتمر برعاية كلية دبي للادارة الحكومية والمنظمة الأمريكية للادارة العامة للموارد البشرية فضلا عن شركة بترول الامارات الوطنية المحدودة (اينوك) الراعي البلاتيني للمؤتمر.