ليس هناك تعريف عام للنجاح، فلكل فرد رؤيته الخاصة بالنسبة لما يريد تحقيقه، والنجاح يتم تقييمه بمقاييس خارجية، لكنه أمر تشعر به من داخلك، فهو عملة ذات وجهين؛ إذ يتم تقييمه على أسس موضوعية وذاتية، ويكمن الجوهر الحقيقي للنجاح، وهو شيء أعمق من المعايير، والأهداف الظاهرة في إحساسك الذاتي بالرضا وإشباع الذات.
فيرى البعض النجاح على أنه تربية الأطفال وتنشئتهم تنشئة اجتماعية واعية، وقد يعني النجاح عند البعض أن تعيش حياة أخلاقية شريفة أو طبقًا لقيمهم، وما تمليه عليهم ضمائرهم، وينظر الكثيرون إلى إقامة حياة زوجية الاستمرار فيها على أنه هدف لهم، ويراه آخرون على أنه شيء من قبيل المكاسب اليومية.
بينما يرى البعض الآخر معيار النجاح في التغلب على عجز، أو إعاقة، أو صعوبة، أو تحدٍ، بينما يراه البعض في تحطيم الأرقام القياسية، سواء في مجال العاب القوى، أو تسلق الجبال الشاهقة، ويعتبرون أن إرضاء ذواتهم يكمن في تحقيق هذا الأمر.
قد يعني النجاح عند بعض الناس أحد هذه الأشياء أو كلها، والآن دعني أسألك: ما الذي يتوارد على ذهنك عندما تفكر في النجاح؟ ما هي الصور التي تتجسد أمامك؟ ما الذي تعده نجاحًا في قرارة نفسك؟ هل تراه في الوصول إلى أعلى الدرجات في مهنتك؟ أم أنك تراه في جمع ثروة عظيمة؟ أم أنك تراه في تحقيق إنجاز عظيم؟ أم تراه في تحقيق رسالة مهمة في الحياة؟
إن تحديد مفهومك الخاص للنجاح، يعد أمرًا مهمًا؛ لأن ذلك سوف يوفر عليك قضاء وقت ثمين، وبذل الجهد في السعي وراء أهداف لا تشعر بجاذبية نحوها، ومن السهل أن تساير الوضع الحالي، وتضع أهدافك طبقًا للمقاييس الشائعة، وعلى الرغم من أن العالم قد يشيد بمثل هذه الجهود والإنجازات، فإن كل هدف لا تشعر نحوه بالإنجذاب الحقيقي هو هدف عديم الفائدة والجدوى.