قصيدة في مدح الصحابة رضي الله عنهم


الشيخ الدكتور / عائض القرني

****************************************
دع عنـكَ لومـي يا حسود وأبعـدِ = فأنـَا على نـهـج النَّبيّ محمــدِ

قضّيتُ في عـلـمِ الرسولِ شبيبتي = ونهلـتُ بالتعليـمِ أعـذبَ مـوردِ


تـابعتُ أصحابَ الحديـثِ كأحمـدٍ = وكمالكٍ ومسـدد بـن مسـرهـدِ


وبرئتُ من أهـلِ الضلالِ وحزبهم = أو رأي زنديـقٍ وآخـر ملـحـدِ


ونبـذتُ رأي الجهم نبـذَ مسـافرٍ = لحـذائه والجعــدِ عصبة معبـدِ


لا للخـوارجِ لستُ مـن أتباعهـم = هل أرتضي نهـج الغوي المفسـدِ


فولاة أمـرِ المسلميـنَ نطيعـهـم = نأبى الخروجَ على الإمامِ المهتـدي


والمرجئون نفضـتُ كفـي منهمُ = والصـقر لا يأوي لبيت الهـدهـدِ


والـرفضُ أخلعهُ وأخلـعُ أهـلـه = هـم أغضبوا بالسبِ كـل موحـدِ


كلا ولا أرضى التصوفَ مشربــاً = تبـاً لهـم مـن فـرقةٍ لـم تهتـدِ


كتـبُ ابن تيمية حسـوتُ علومها = ونسختُهـا في القلبِ فعـل الأمجدِ


ومع المجـددِ قـد ركبـتُ مطيتي = مـن نجدِ أشرقَ مثل نورِ الفرقـدِ


لا تسمعـنَّ لحاسـدي في قــوله = والله ما صـدقوا أيصدقُ حسـدي؟


والله لـو كرِهتْ يـدي أســلافنا
=لقطعتها ولقُلـتُ سُحـقاً يا يــدي

أو أن قلبــي لا يُحـبُ محمــداً
=أحرقتـهُ بالنَّـار لـم أتــــردّدِ

فأنا مـع الأسلاف أقفـو نهجـهـم = وعلى الكتـاب عَقِيـدتي وتَعبـدي


واشكـر سليـمان الخراشي إنــه = كالسيف في رأس الضـلال مهنـدِ


قد جـاءني يهدي المشورة قائــلاً = امـدح رعاك الله صحب محمــدِ

فالله يشـكر سعيـه ويثيـبـــه = لله قصـدٌ صالـحٌ من مقصـــدِ

فعلى الرسولِ وآلـه وصحابـــه
=مني السـلام بكل حـب مسعــدِ

هـم صفوة الأقوام فاعرف قدرهـم
=وعلى هـداهـم يا مـوفق فاهتـدِ

واحفظ وصية أحمد في صحبــه =واقطـع لأجلهم لسـان المفســدِ

عرضي لعرضهم الفداء وإنهــم =أزكى وأطـهر من غمام أبـــردِ

فالله زكاهـم وشرّف قـدرهـــم =وأحلهـم بالديـن أعـلى مقعــدِ

شهدوا نزول الوحي بل كانوا لــه
=نعم الحمـاة من البغـيض الملحـدِ

بذلوا النفوس وأرخصوا أمـوالهـم
=في نصـرة الإسـلام دون تـرددِ

ما سبـهــم إلا حقـيـرٌ تـافــــهٌ =نـذلٌ يشــوهـهم بحـقـدٍ أســـودِ

لغبـارُ أقدام الصحابة في الـردى = أغلى وأعلى من جبـين الأبعــدِ


ما نال أصحابَ الرسول سوى امرئٍ = تمـت خسارتـه لسـوء المقصـدِ


هـم كالعيـون ومسـها إتلافـهـا = إيـاك أن تدمـي العيـون بمـرودِ

من غيرهم شـهد المشاهد كلهــا = بـل من يشابهـهم بحُـسن تعبـدِ

ويـلٌ لمن كان الصحابة خصمـَه = والحاكـمُ الجبـارُ يـوم الموعـدِ


كل الصحابة عادلون وليس فــي = أعراضهم ثـلبٌ لكـل معـربــدِ

أنسيـت قـد رضي الإله عليـهـم = في تـوبةٍ وعلى الشهادة فاشهــدِ

فإذا سمعت بأن مخـذولاً غـــدا = في ثلبـهم فاقطع نياط المعتــدي

مفـتاح سبـهم الموفـق خالنــا = أزجي التحـايا للحليــمِ الأرشـدِ

أعني معاويـة الجليـلَ وحسبـُـه = إذ كـان كاتبَ وحينا ثبـتَ اليــدِ


مـا اختـاره المختـار إلا أنــه = حَبـرٌ أميـن في صراطٍ مهتــدِ


ودعا له خيـر الأنـام وبوركـت = أيـامـه في مُـلك عـدلٍ أرغـدِ


حتى تقيُ الديـن قـال: دُعا النبـي = لا أشبـع الرحمـن بطـن الأبعـدِ

هو من مناقبه وخيـرُ خصالـــه = فأضف إلى تلك المنـاقب واعـددِ


ولِعمـرو داهيـة الـدواهي حبُنـا = مهما جـرى حاز الرضى بتـفردِ


أنعم بفاتـح مصـر مـن قـوادنا = لله درك مــن هـمـامٍ أوحــدِ


لـو كـان في إيـمانه شـك لمـا = ولاه خيـر الخـلق جيـش المسجدِ


صلى بأصحاب الرسول ولم يكـن = حـاشاه من أهـل النفاق بمشهــدِ


لكـنّ مبغضـهم يحـاول ثلبـهـم = بـتربصٍ وتـحرشٍ وتـرصــدِ

هو كالذبـاب على الجراح وهمـّه
= وضع الأذى فعل الحقـود الأنـكدِ

حـبُ الصحابة واجبٌ في ديننــا
= هم خير قرنٍ في الزمان الأحمــدِ

ونكـفُ عـن أخطائـهم ونعدهـا =أجراً لمجتـهدٍ أتى في المسنـــدِ

ونصونـهم من حاقـدٍ ونحـوطهم
= بثـنائنا في كـل جمـع أحشــدِ

قد جاء في نص الحـديث مصحّحاً = الله في صحبي وصية أحمــــدِ

فبحبـهم حـب الرسـول محقـق = فاحـذر تنقصهم وعنه فأبعــــد


فـالله يجمعـنا بهـم فـي جـنـة
== في مقعـد عـند المليــك مـخـلـد

ما عائـض القرنـي إلا خـادم = لعـلومــهـم والله ربـي مقـصـدي

صلى الإله على الرســول وآله=== وصحـابه ولكل عـبـد مهــتدي