يعتقد علماء النفس بأن 60 % من حالات التخاطب والتواصل بين الناس
تتم بصورة غير شفهية
أي عن طريق الإيماءات والإيحاءات والرموز ،
لا عن طريق الكلام واللسان
( ويقال إن هذه الطريقة ذات تأثير قوى ، أقوى بخمس مرات من ذلك التأثير الذي تتركه الكلمات )
،،ومن الأخطاء الجسيمة التي نقع فيها جميعاَ هي
تجاهلنا للغة الجسد والإيماءات في محاولتنا فهم ما يقوله لنا أحدهم أو إحداهم أو إحداهن
وقراءة أفكاره أو أفكارها بل إننا نمضي ساعات في تحليل الكلمات التي قيلت لنا من دون أن ندرك مغزاها لأننا لا نحسب بالشكل الكافي لغة الإيماءات ..
وقرأت مرة أنه يمكن فك الجدل التقليدي حول ما إذا كان الطرف الآخر يحبنا
بالاعتماد على إيماءاته وإيحاءاته ورموزه لا على كلامه
**فقد لا يقول رجل لامرإة إنه يحبها
**وقد لا تقول هي ذلك له ولكن الإيماءات جديرة بأن تقول ذلك ببلاغة أشد من الكلام وهذه بعض الإيماءات والإيحاءات التي تحدث في حياتنا اليومية وقد لا نكون مدركين للمغزى أو التأثير النفسي المسبب لها
فمثلا :
- لمس اليد للوجه أثناء الحديث أمر مرتبط بالكذب
وكذلك الحال عند لمس الأنف أثناء الكلام
- وقد يلجأ البعض إلى لمس الأذن عند التشكيك بكلام يقال أمامهم
- في حالة غضب تميل النساء إلى التحديق في عيني الرجل محاولة طمأنته
ولكن لو فعل ذلك رجل مع آخر، فلربما عُدّ الأمر نوعاً من التهديد صح ولا لاء ؟؟
- عندما يعقد اجتماع ما لمؤسسة أو إدارة ويلقي المدير نكتة عرضية نجد أن كلاً من الحاضرين يصطنع ابتسامة مزيفة تظهر بوضوح في عضلات زاويتي فمه التي تُشَدّ وتُرخى في اتجاه الأعلى أما في الابتسامة الحقيقية فإن عضلات أطراف العينين تتقلّص أيضاً
- وإذا شبكت المرأة يديها بشكل لين فهذا دليل انفتاحها على الجو المحيط بها
- عندما يهز البعض رؤوسهم في إشارة إلى التأييد والاهتمام نجد أن الشخص المتكلم يزيد من سرعة كلامه
- بينما يشير تشابك الذراعين وتباطؤ رفرفة العينين إلى الملل أو إلى عدم الموافقة
ما يحتمل أن يجعل المتكلم يبطئ في كلامه
- أن يكون الإبهامان متلاصقين فهذا يعني أن المتحدث عقلاني وكريم ومثقف ويستطيع التأقلم مع الظروف العامة
- عندما يجري تعريف بعض الناس إلى بعضهم الآخر
يظهر مستوى ما من الاهتمام يُعبّر عنه بازدياد رفرفة أجفان العينين من 18 مرة إلى أكثر من 25 مرة في الدقيقة
- نحن نشاطر الآخرين الذين نكاد لا نعرفهم السوائل الباردة لأنها جاهزة ولا تتطلب وقتا
- نشاطر السوائل الساخنة الناس ذوي العلاقة الودية الأقوى بنا،لأنها تحتاج إلى زمن أكبر لتحضيرها.
فهل هذا هو السبب الذي يجعلنا نقدم ضيافة
من المشروبات الساخنة للناس الذين تجمعنا بهم الألفة والمودة.
وربما لهذا السبب أيضاً يُعدّ تقديم أي مشروب آخر غير القهوة الساخنة
نوعاً من الاستخفاف بالضيف الذي
يشعر بشيء من برودة الاستقبال إذا لم تقدم له القهوة حصراً
- وضع اليدين على الطاولة باتجاه الشخص المتحدث
فهذه بمثابة دعوة لتكوين علاقة حميمة
- يفضل المرء أن يتوجه بعد دخول السوق أو المحلات التجارية إلى اليمين
لأنه سوف يستخدم يده اليمنى الأقوى
ويشعر بالانشراح إذا كانت الممرات واسعة
بينما يشعر بالضيق إذا كانت هذه الممرات ضيقة
ولذا يحاول أصحاب المخازن تنفيذ هذه الرغبات
إذ يضعون السلع الغالية الثمن في اتجاه اليمين
وفي الممرات الواسعة ويجب أيضاً أن تكون السلع
في تناول الزبون لأنه لا يشتري عادة أي سلعة لا يمسها بيده
وقلما يشتري أحدنا سلعة كتب عليها "ممنوع اللمس"
- عندما تكون اليد مفتوحة فهذه الإيماءة تقترن بالصدق والخضوع
- في حال كون الذراعان متصالبتين فمعنى ذلك أن الشخص بحالة دفاعية سلبية
- تعمد مطاعم الوجبات السريعة للإكثار من الألوان الفاقعة والحادة مثل الأحمر والأصفر
وذلك لكي لا يشعر الزبون بالراحة ويطيل الجلوس في المطعم
- وعندما تجلس المرأة على كرسي منحنية للأمام قليلاً واضعة يديها على ساقيها فذلك دليل على حاجتها للرعاية وذلك لإثارة الشخص المقابل لها ليرفع الكلفة
- أما الرجل الذي يجلس على كرسي واضعاً يده على ظهر كرسي آخر فهذا دليل انه بحاجة إلى شريكه تكون جالسة بقربه.. ليغمرها بعطفه
- أما الغمزة بالعين اليمين فإنها تعني أن الرجل عقلاني، ومنهجي
بينما الغمزة بالعين اليسار معناها أن الإنسان عاطفي ولديه إحساس بغرائز من يقابله
تبين جميع الأبحاث المتوفرة أن لغة الجسد هي الجزء الأهم من أي رسالة تنتقل إلى الشخص الآخر وإن ما بين (50-80%) من المعلومات يمكن أن تنقل بهذه الطريقة وأن الرسالة غير الشفوية المنقولة هي غنية, ومعقدة في طبيعتها, وتحتوي على تعابير الوجه والقرب من الشخص المتكلم, وحركات اليدين والقدمين, وملابس الشخص المتكلم ونظراته, وتوتره, وانفعالاته وما إلى ذلك .
ويوجد هناك عاملان هامان
هل يستطيع جسدك أن يقول ما تريده منه؟
وهل تستطيع أن تفسر لغة أجساد الآخرين؟
إن الكثيرين منا لا يعون لغات أجسامنا حيث أن هذا ينطبق على الرجال الذي لا يلاحظون الإشارات التي تنبعث من أجسامهم وأجسام الآخرين ويتجاهلونها حول أشياء مهمة جداً .
وأنه لمن المفيد أن ينضم المرء إلى ورشة علمية تدور حول كيفية تحليل واكتشاف الإشارات المضللة للغة الجسد .
وإليك بعض الأشياء التي يمكن أن تجربها:
ابدأ بالانتباه الواعي للغة أجسام الناس حيث يمكن أن تشاهد التلفزيون لمدة عشر دقائق مع إخفاء الصوت كلياً.
دون بعض الملاحظات عن لغة أجسام الناس المحبوبين والمحترمين والمسموعين:
-كيف يقفون أو يجلسون؟
-ما نوع التعابير التي يملكون؟
-ماذا تفعل أيديهم, وأقدامهم؟
-ما نوع النظرات التي يملكونها؟
-ما هي الوسائل غير الشفوية التي يمتلكونها؟
-هل يتصرفون بعكس لغة أجسادهم الإيجابية وهل هذا يؤثر عليهم؟
ابدأ بالتصرف بلغة الأجساد الإيجابية لمن تحب, وتحترم, وسيبدأ الناس الآخرون بالنظر إليك بشكل مختلف عن السابق .
وحدها العيون تتخطى كل اللغات وتغزو كل الحصون فتلتقي في لحظة لتحكي بلمحة ما يعجز عنه اللسان وتتسلل إلى أعماق النفس لتقول كلماتها الخاصة جدا والصادقة جدا، فهي لغة لا تعرف الكذب ولا الرياء…لغة ليست بلغة لكنها مرآه صافيه تعكس مباشرة كل المشاعر وتبوح بالأسرار…