إن أتعس الناس هم الذين يحملون مفهوم سلبيا عن أنفسهم فجوهر الشخصية هو مفهوم
الذات أو الصورة الذهنية التي يحملها الإنسان عن نفسه.
الصورة الذهنية هي الطريقةالتي ترى بها نفسك.
وهي الطريقة التي تعرف من خلالها من أنت ؟ ومن لست أنت ؟
الصورة الذهنية هي نتيجة تفسيرك لكل تجاربك في الحياة
وعليها ترتكز نظرك إلى
قدراتك وعلاقاتك وطرق تعاملك لأنها خلاصة قيمك واعتقاداتك. تخيل معي أنك في حفلة ما فيها العديد من الشخصيات المهمة والمشهورة وكنت تلبس أجمل ثيابك وأثناء تنقلك بين الصالات بدون قصد سكب عليك عصير أو قهوة واتسخت ثيابك وذهبت إلى المغاسل لتنظيفها ولم تفلح ولم تستطع الانسحاب مع هذا الحفل كيف سوف يكون تصرفك بعد اتساخ الثياب ؟ هل سوف تتنقل بين القاعات بسهولة وثقة ؟
هل ستذهب للحديث مع كبار الشخصيات
هل سوف تتحرك بحرية؟
أم تفضل أن تتجنب الأنظار وتجلس في مكانك محاول إخفاء الجزء
المتسخ من ثيابك ؟؟؟
إذا تقيد سلوكك وتغير بهذه الدرجة الكبيرة بسبب اتساخ ملابسك

كيف بمن ينظر إلى ذاته ويراها متسخة هل تعتقد أنه قادر على الحب والعطاء ؟
هل تعتقد أنه
قادر على بناء العلاقات ؟
هل تعتقد انه قادر على احترام ذاته ؟
هل تعتقد أنه يعرف قدراته ؟
هل تعتقد انه قادر على التحدث مع ذاته بحب وود ؟
لا اعتقد ذلك فالذين
يحملون صور سلبيه عن ذواتهم لهم طبيعة ناقدة غيورة لديهم قدرة عالية على جلد الذات وإهانة الآخرين والسخرية منهم وتحقيرهم وتحقير أعمالهم لديهم قدرة على رؤية
الأخطاء والتعليق عليها ونشر الإحباط واليأس في نفوس الآخرين .. يفهم كل نقد له على أنه إهانة وكل مزاح معهم أنه سخريه وإهانة لان ذواتهم مجروحة فهي كالشخص الذي يده مجروحة كلما صافح أحدهم يتألم فهم متألمون ويتحول هذا الألم إلى شكوى ونقد للمجتمع أو استسلام تام للطرف الأخر وهنا تكمن خطورة في العلاقة الزوجية تقول
فرجينا ساتير رائدة العلاج الأسري “
أن أحد أهم أسباب انهيار العلاقة الزوجية أن أحد طرفي العلاقة يحمل صورة سلبية عن نفسه “
فهو يتحول إلى عبد لدى الطرف الأخر
ويكمن داخلة الغضب من كل تصرف وتتراكم المشاعر وتصبح قابلة للانفجار في أي موقف ..
وتتكون الصورة الذاتية السلبية للإنسان من خلال عدد من الأسباب أهمها :-
الوالدين
وطريقة تربيتهم فهم أساس الصورة الذهنية الايجابية أو السلبية والأصدقاء لهم دور بارز في تكوين هذه الصورة فالمؤمن مرآة أخيه والمعلم القاسي الذي يوبخ في كل مناسبة والإعلام الغير واعي والتربية القاسية والعنيفة تُكون صورة قاتمة عن الذات الخطباء الذين خطبة لا تدور إلا في فلك جلد الذات والتخويف من الله ومن النار والذين لا يتكلمون إلا عن نهاية العالم وكل من يشكك في قدراتك ومواهبك يكون لك صورة سلبية بالإضافة إلى المظهر الخارجي. كل هذه الأسباب قد تكون تسبب لنا في الماضي بصورة لا نرغب بها ..
هل تلقي اللوم على الآخرين دائما..؟؟
هل دائما تتهم الآخرين وتتهم الظروف والحكومة في كل مشكلة تحدث لك؟؟
هذا دليل لصورة
غير جيدة عن الذات , هذا عدم تحمل للمسؤولية وهذا دليل على صورة ذاتية ضعيفة وغير مسئولة يجب أن تتحمل مسؤولياتك وتنموا من خلالها.
هل تهرب من مشكلاتك وتنتظرها تنتهي من وحدها أم تنساها ؟؟
هذا دليل لصورة غير جيدة عن الذات ,عندما
تواجه مشكلاتك تصبح ثقتك بنفسك أقوى وأعلى عندما تعتبر المشكلة جزء من المهام التيتقابلها في الحياة وتعلم على مواجهتها فأنت تنموا وتتقدم وعندما تتجاوز هذه المشكلة سوف تجد إيمانك بذاتك أقوى.
هل
تنتقد الآخرين بسخرية وبشكل دائم... ؟؟
كما ذكرت في البداية أنهم يسخرون من الجميع ويحتقرون نجاحهم ويغارون
منهم لان نجاح الآخرين يشعرهم بالدونية. بما أن الصورة الذهنية مهمة إلى هذا الحد ولها أثر كبير في حياتنا ونجاحنا وتلعب هذا الدور في بناء العلاقات فكيف السبيل للتخلص من هذه الصورة التي لا تفارق وعينا …؟؟
هناك طرق كثيرة لتحسين صورتك الذهنية سوف نلخصها لك بإيجاز :-
*قم بتسجيل أجمل الصفات في شخصيتك في ورقة كل يوم تسجل 20 صفة قبل النوم. وتتأمل هذه الصفات وتتذكر مواقف تحليت بها بهذه الصفات. إذا انتهت الصفات اختر أجمل الصفات التي تريدها. واكتب كل يوم 5 صفات. وخذ نفس وتخيل كل صفة في موقف في المستقبل تخيل نفسك تحقق هذه الصفة واستمع لما يقوله الآخرين من ثناء على شخصيتك.
*واجه مشكلاتك بواقعية وتعامل معها بطريقة تساعدك على حلها حتى لو كان فيها من الألم بعض الشيء فمن المهم أن تواجه تحدياتك بصدق وصبر .
*انتبه لما تقوله عن نفسك وعن قدراتك تشكل اللغة الدور الأكبر في تشكيل الصورة الذهنية فكل ما تقوله لنفسك يعيد تشكل الصورة الذهنية وكل إيحاء تسقطه على ذاتك له اثر في أقصى أعماقك يجب أن توقف اللغة السلبية وتحولها إلى لغة ايجابية وتبدأ بتكرار العبارات الايجابية مثل أنا أحب نفسي واحترمها واقدرها من أعماقي .
*علاقتك بالله ضعف هذه العلاقة أو غيابها يعني الشعور بعدم الجدوى وعدم معنى الحياة ولكي تحسن صورتك الذهنية يجب عليك أن تطلب العفو والمغفرة من الله عن جميع أخطائك وان تعلم مدى رحمة الله وعفوه جلى قدرته وتعلم أن الله يفرح بعودة عبده أيما فرح كن واثقا من ذلك افتح قلبك لله وجعل بينك وبينه صله لا يعلمها احد من البشر عندما تشعر بقربك من الله تشعر بسمو
نفسك وتميزك كن واثق أن العلاقة مع الله تمحو جميع الآثار السابقة مهما كان أثرها
ووقعها على ذاتك .
*سامح كل من حولك وتقبلهم سامح نفسك وتقبلها كما هي بدون شرط أو قيد اخبرها الآن ردد معي أنا أسامح نفسي..عن كل تقصير وخطأ أحدثته في حقي وأنا أحب نفسي وأتقبلها سامح أمك على كل موقف مؤلم سببته لك وهي تحاول ان تربيك قد يكون هذا الخطأ بدون قصد وبدون معرفة وقد يكون مقصود سامحها لكي تتحرر من القيود وتتخلص من الألم ردد معي أنا أسامحكِ أمي عن كل ألم سببته لي لأني ببساطة تعلم أن أحب وأسامح , سامح أبوك عن كل ما حدث منه تجاهك سامحه عن كل كلمة مؤلمه سببها لك اخرج من قلبك ذلك الألم بتكرار أنا أسامحك أبي وتحرر من المشاعر السلبية , تخيله أمامك الآن واخبره بأنك تسامح وتدعوا له أن يكون من أهل الجنة مهما كان الألم الذي حدث لك سامح أبناءك وبناتك عن كل ألم سببوه لك سامحهم لتسمح لقلبك أن يحب لتجعل في قلبك متسع للحب سامح زوجتك بدون شرط أوقيد تنازل عن كبريائك هذا وهم الضعفاء , الأقوياء هم الأقدر على المسامحة , سامحي زوجك على كل تقصير بدر منهواشعري بالحب بدل النقد واللوم والتحقير والتقليل ,
سامح الجميع كل من أخطأ في حقك تعلم عنه أو لا تعلم تعلّم أن تبقي قلبك خالي من أي شعور سلبي حتى تصفو لك الحياة .
*ابحث عن هدف يغير معنى حياتك يجب أن تعيش من اجل هدف كبير تشعر بجواره بمعنى حياتك وقيمتها فكلما كانت أهدافك كبيره سمت نفسك ونمت ..تعلم أن تعيش سعيد وتستفيد من كل وقتك تعلم كيف تعيش في الحاضر وتستفيد من الماضي وتخطط للمستقبل حررنفسك من قيود الماضي بأن تستثمر هذه اللحظة لأنها هي ما تستطيع أن تغيره وتحقق من خلاله أهدافك.
*قدم المساعدة للآخرين وتعاطف معهم وتعاون اشترك في نادي للعمل التطوعي والعمل الخير تصدق ولو بالقليل وشعر أنك تساعد على نمو الخير في الأرض ..
*كن صادق وواضحا مع الآخرين لا تجامل على حساب نفسك بل كن واضحا وقل لا عندما تريد أن تقولها حتى لو غضب منك الآخرين فهذه طبيعة بشريه المهم أن تكون واضح في ما تحب وما تكره
*كن أنت نفسك لا تكن شخص أخر فلا تتظاهر بما يتوقع الآخرين منك بل كن أنت أنت لا احد سواك ..إقراء قصص الناجحين والمبدعين والمناضلين فمنها نستلهم القوة والقيم والمثل ومنها نتقدم ونتطور وننموا وتنموا ذواتنا.
أخير هناك بعض الطرق المهمة والتقنيات المؤثرة في البرمجة اللغوية العصبية التي تساعد في بناء صورة ذهنية رائعة لعلنا في مقال أخر نتكلم عنها.
الكاتب المدرب احمد الرفاعي