الأخ الكريم / أبومريم
أشكرك كثيراً على هذه المبادرة, وأشكر كل من يحترم العقل العربي من الإسفاف والتغييب.
ولقد كتبت مقالة في فعالية سابقة لأحد المواقع وأحب أن أشارك بها لزيادة الوعي والخطوة للأمام :
لأنني برأيي أن دور مصر حامية المشروع العربي والجزائر أم المليون شهيد وسليلة القادة العظام أرفع من هذا الإسفاف :
غزة آخر قلاع العرب

عشية مباراة التأهل لمونديال كأس العالم بين الدولتين العربيتين مصر والجزائر, تستوقفنا بعض الأحداث الهامة والتي ترمز إلى حجم المأساة التي يعانيها العرب, وغياب الوعي عن ما تعيشه هذه الشعوب من مآسي وإمعاناً في التغييب لهذا الواقع.
عشية المباراة خالدة الذكر, تقر حكومة العدو الصهيوني بناء 900 وحدة استيطانية في القدس الشرقية, ولعل التوقيت مضحك ومبكي ولعل السؤال الذي يتبادر لدى البعض ألا تحتاج القدس هبة جماهيرية غاضبة ترعد وتزبد للعدو الصهيوني الموغل في الظلم كما شاهدنا عبر الفضائيات الأعداد التي لا حصر لها من طالبي الثأر من الخصم العربي الآخر !!
عشية المباراة خالدة الذكر, الشقيقة مصر تحتجز بضائع مهربة عبر الأنفاق لغزة وتصادرها, لأن غزة ممنوعة من أن تدخل الفرحة لأطفالها ونسائها اللاتي سلبن الزوج والأخ والأب, وربما لأنها إقليم متمرد عصيّ على الكسر ولا بد من ترويضه حتى ولو على حساب الأطفال والنساء والعجائز, حتى بحرمانهم اللقمة التي لا يحصلون عليها إلا بشق الأنفس.
عشية المباراة خالدة الذكر, تعلن غزة الأبية عن مكافأة قدرها مليون ونصف المليون دولار لمن يأسر جندياً إسرائيلياً, وهي وسيلة لتحرر أسراها الذين أصبحوا حقول تجارب للعدو الصهيوني ليختبر الأدوية الفتاكة على أجساد وأرواح الأسرى, وربما يخيّل للعالم العربي أن هذا شأناً إسرائيلياً داخلياً لا يعني أمة العرب السريعة الغضب والتي لا تثور إلا في مباريات كأس الخليج وأبطال آسيا والمونديال !!! ولا تثور أيضاً وهي ملحقة بالتي قبلها إلا عندما يحزن رئيس ويحرد من أنه لن يرشح نفسه لولاية مزورة سلفاً !!!
لكن كفى ... عشية المباراة سيئة الذكر, لن نعلن وفاة العرب, ولن ندفن رؤوسنا بالتراب ونمتنع عن الكلام, ولن نقبل كلاماً فارغاً من رئيس الولايات المتحدة بأن بناء المستوطنات يشكل خطراً على السلام في المنطقة ... بدون فعل, وغزة - التي لا تمتلك إلا الكلام - يمنع عن أطفالها الحليب والدواء ويغضّ الطرف عن عربدة الكيان الصهيوني الموغل في إيذاء غزة.
أما آن لهذا الفارس العربي أن يترجل ... أما آن لأردوغان العرب أن ينهض ويزيل عن كاهلها الحزن والألم ... أما آن لغزة أن تعيش ليبقى حلم العرب, غزة هي آخر القلاع وآخر العرب.

أحمد يوسف