المصالح الشخصية .. وفن تدمير المؤسسة !!
بقلم : عماد الحاج

لا أعتقد أن مصطلح المصالح الشخصية غامض إلى درجة كبيرة .. فهو يعني (( تبادل المنافع الخاصة )) .. ترقية مقابل خدمة .. خدمة مقابل ترقية .. خدمة مقابل امتيازات .. طأطأة رأس مقابل البقاء .. السكوت عن الأخطاء مقابل عدم فضح أسرار .. انتقام شخصي .. وقف معاملة .. مقابل وقف معاملة .. وهكذا !!!
والمصالح الشخصية .. هي أيضًا أن تأخذ حصتك ونصيبك من المؤسسة .. وبدون حساب .. والاستفادة من مكان الوظيفة .. والمنصب .. والصلاحيات .. والعلاقات .. لتمرير وتحقيق الأهداف الشخصية ..
قد لا تستطيع كشف هؤلاء الأشخاص بسهولة .. لأنهم لا يظهرون هكذا في العلن .. فلديهم وسائل للاختفاء والتمويه !!
يمارسون أعمالهم بلا صداقات .. يتقربون فقط ممن ينفعهم .. ويسالمون من يغض الطرف عنهم !!
على هذا الحال تصبح المؤسسة سوقًا للمزادات والمزايدات .. من يدفع أكثر .. من يلوح بيده أكثر .. يحصل على ما يريد .. ومن يعطيني أكثر سأعطيه .. ومن يقف في وجهي .. سأبحث له عن شئ يوقفه .. أو ربما يقمعه .... !!
ليست المشكلة في عدم وضوح هذه الظاهرة .. فالظاهرة موجودة .. ومتفشية .. وطفحت المؤسسات من هذا السواد القاتم !!
إن المشكلة تكمن في قادة هذه المؤسسات الذين لا يضعون حدًا لهذه الصراعات .. ولا يعرفون كيف يتعاملون معها .. والمصيبة الأكبر أن بعض قادة المؤسسات يتعامل بهذا الأسلوب !!
لذا تكون النتيجة .. مؤسسة مليئة بالصراعات .. موظفون خائفون .. وآخرون متسلقون .. مؤسسة بلا أهداف .. لا يوجد بها خطة عمل واضحة .. مؤسسة تعمل بعدة جبهات .. ومجموعة من مراكز القوى .. مؤسسة بلا قائد .. تغلب فيها المصلحة الشخصية على مصلحة العمل .. وهذا من شأنه أن يدمر المؤسسة !!
فهل يمكن حل هذه الإشكالية بالرقابة .. أو المتابعة .. أو ربما بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب .. أو ربما يكون الحل بالبتر .. الأمر يحتاج لإجابة ؟!