بعد التأكد من أن فكرة المشروع تمثل فرصة استثمارية - كما بينا في مقال الأسبوع الماضي - ننتقل إلى دراسة السوق الذي نريد الدخول فيه من أربعة جوانب: حجم السوق، تحليل المنافسين، تحليل المستهلكين، وخطة البيع والتسويق.
الجانب الأول هو تحليل حجم السوق الفعلي، إلا أن هناك كثيرا من رواد الأعمال يشتكون من قلة المعلومات المنشورة التي قد تساعدهم في معرفة حجم السوق، إلا أن هذا الادعاء ليس صحيحا تماماً. نعم، ليس هناك معلومات جاهزة للاستخدام، إلا أن هناك كثيرا من البيانات المنشورة التي بقليل من التحليل ستتحول إلى معلومات مفيدة جداً.
فلو أن هناك مستثمرا يريد تصنيع منتج استهلاكي يستخدم في العمليات الجراحية، فسيجد في موقع وزارة الصحة معلومات عن عدد العمليات الجراحية التي أجريت في المستشفيات التابعة للوزارة في كل منطقة، وعدد الأسرّة في مستشفيات كل منطقة جغرافية، وإن كان في كل عملية جراحية يستخدم الجراح وحدة واحدة من هذا المنتج، وكان متوسط سعر بيع المنتج 10 ريالات مثلا، نستطيع أن نضرب عدد العمليات في كل منطقة في سعر بيع المنتج (10 ريالات)، ونقسم الناتج على عدد الأسرّة في تلك المنطقة، وهكذا لكل المناطق، لنخرج بمعدل متوسط لاستهلاك المنتج لكل سرير في المملكة، ثم نضرب هذا المعدل في عدد الأسرّة في المستشفيات الخاصة، وهي منشورة في موقع وزارة الصحة، فنحصل على حجم السوق لهذا المنتج في المملكة.
بهذا نكون قد حصلنا على المعلومة الرئيسة التي نستطيع من خلالها الانتقال للخطوة الثانية وهي تحليل المنافسين الحاليين في السوق، وبطبيعة الحال لن نحلل كل المنافسين الذين يبيعون هذا المنتج في السوق لأن هذه مهمة مستحيلة، إلا أن المهم هو تحليل المنافسين الرئيسين في السوق الذي نريد الدخول فيه وهو سوق المملكة.
ولكل سوق هناك لاعبون معروفون، وليس من الصعب على رائد الأعمال الجاد الحصول على معلومات هؤلاء اللاعبين عبر مندوبي مبيعاتهم، عملائهم، منافسيهم الأصغر منهم، أو حتى مواقعهم على الإنترنت، وفي حالة المثال الذي أشرنا إليه أعلاه، فإن معظم اللاعبين الرئيسين في المملكة هم وكلاء لشركات عالمية، بعضها مدرج في أسواق الأسهم العالمية، مما يجعل معرفة حجم مبيعاتهم في المملكة وحصتهم السوقية أمرا في متناول اليد. ومن المهم تحليل منتجاتهم للتعرف على ميزاتها التنافسية وعيوبها وطرق بيعها وتسهيلات البيع التي يوفرها المنافس، ومن المهم أيضاً الاطلاع على وضع المنافس المالي ومدى رضى موظفيه عنه، وما نقاط ضعفه سوقيا وإداريا وماليا.
*نقلا عن صحيفة الاقتصادية السعودية.