النظرية الأكثر انتشاراً الآن هي “لا تترك وظيفتك حتى يصبح دخل مشروعك الجانبي مقارب لراتبك في الوظيفة”. كنت مؤمن تماماً بهذه النظرية، حتى صدمني احد الاصدقاء بمعلومة لم أحسب لها أي حساب: استمرارك في الوظيفة يعني ان لديك وقت (وطاقة) أقل لادارة مشروعك الجانبي، وبالتالي الحد من نسبة نموّه بشكل كبير. مما يعني ان ما يمكنك ان تحققه في مشروعك خلال 5 سنوات كمشروع جانبي، قد يعادل ما يمكنك ان تحققه خلال سنه واحده فقط في حال تفرغت تماماً له.
تردّدت في البداية، ولكن بعد التجربة تأكدت من صحة كلامه. تطور مشروعي (موقع سعودي جيمر) في السنه التي تلت خروجي من الوظيفة كان أكبر بكثير من تطوّره في أول ثلاث سنوات له! ولا أعني من ناحية النشاطات فقط، بل أقصد من ناحية الجودة والدخل المادي أيضاً. لاحظ ان فريق العمل يتكوّن من ست أشخاص، ولا اعمل عليه وحدي، ولكن الفرق الكبير حدث بمجرّد تفرّغ احدنا للمشروع.
طبعاً لم استطع القيام بذلك دون تضحية، فالراتب الشهري الذي خصصته لنفسي من دخل المشروع بعد تفرّغي له يوازي تقريباً ربع راتب آخر وظيفة لي، مما يكفي غالباً لاحتياجاتي الاساسية فقط. ولا اعتبر هذا شيئاً سيئاً في الحقيقية، بل محفّز كبير لي لتعويض نقص المادة عن طريق الارباح التي سأحصل عليها (ان شاءالله) من حصتي من المشروع في نهاية السنة.
هذا كان بالنسبة لتجربتي الشخصية التي قد تختلف تماماً عن تجربتك.
نصيحتي لك، في حال قررت التفرّغ لتطوير أو بناء مشروع خاص بك:
حاول اولاً ان تجد من يؤمن في فكرتك ويستثمر في مشروعك مقابل حصوله على نسبة منه، سواءاً كان ذلك المستثمر فرداً أو شركة، حتى تؤمّن لنفسك مبلغاً يغنيك عن الراتب لفترة معيّنة. (سأتحدث عن الاستثمار والمستثمرين المحليين في موضوع مستقل)
في حال لم تجد من يستثمر في فكرتك أو مشروعك (أو لم ترغب بذلك)، اجمع مبلغاً من المال (عن طريق التوفير من راتبك الشهري) يمكّنك من ان تصرف على نفسك رواتب ال12 شهر التي ستلي تفرغك. واحرص ان يكون الراتب يكفي احتياجاتك الاساسية مع وجود زيادة تحميك باذن الله في حال وجود مصروفات غير متوقعه.
قبل أن تترك وظيفتك، ضع اهدافاً وخطة واضحة لزيادة دخل مشروعك الخاص في الستة أشهر الاولى التي ستلي تفرّغك.
ماذا لو كنت تخاف من المخاطرة؟